ء[شاركنا حوار جديد: (فئة عزيزة قد نستها قلوبنا) 21جمادى[1]1433هـ]
قال رسول الله (ص): {مَن لم يَـنصح أخاه فهو ملعون} فلا تبخل على مجتمعك ولو بفكرة.
تَـتحدث إليكم جماعة أنبياء أولي العزم (ع) في موضوعها الحواري الجديد هذا الأسبوع عن فئة لطالما غفلنا عنها وأهملناها, فتركناها تتجرع الغصص بين عذاب وحدتها المحرقة، ومأساتها القاتلة، ألا وهي الفئة التي كَـتب لها القدر خسران جسدها بلا عودة لطبيعته لربما مدى الحياة, بسبب حادث تشوُه، أو حادث سير وما شاكل من الحوادث المؤلمة، للجنسين، لا نختص في موضوعنا جنساً محدداً.
(قرية القديح) الحبيبة من قرى القطيف في أرض السعودية، قاست يوماً حريقاً في عرسٍ دامٍ ذهب ضحيته عشرات النساء والفتيات اللائي تشوهت أجسادهن بالكامل، وكذا سيُـول (مدينة جدة) العزيزة، ووقائع (العراق) الغالية، و(البحرين) الجريحة، وغير ذلك من بلاد المؤمنين، وقعت فيها أحداث فضيعة أفزعت القلوب، وشوهت الأبدان، لا سيما في النساء، فضلاً عن حوادث البيوت والطرقات.
والسؤال: مثلاً هل يقبل إنسان لا ينقصه شي من علم وسلامة ومكانة أن يَرتبط بفرد من أفراد هذه الفئة, بحيث يتقبل أشكالهم الظاهرية بما فيها من شدة التشوه الشبه أبدي الذي أصابها، وبالرغم من فقدانهم معظم ملامح الجسد الطبيعية التي تتمناها كل فتاة في شريك حياتها ويتمناها كل شاب في شريكة حياتة؟
فإن لم يَـتقبل أحدنا ذلك فهل تبقى أفراد هذه الفئة محرومة من حقها بالزواج والعمل وما شاكل مدى حياتها, تَرى مَن حولها يتزوج وينجب ويَـحيَـى بسعادة وما فيها ليس إلا مصير الأقدار؟
فهؤلاء إذا وجدوا رفض مجتمعهم لهم فماذا يمكن أن يحدث لهم؟
هل يُـظَن أنهم يواكبون وسيواكبون حياتهم وفق المسار الطبيعي؟ أم أن رفض المجتمع لهم سيخضعهم لطريق الانحراف؟ بحيث ينتج لدى الواحد منهم اعتقاد يقول بأن الجميع قد رفضني فلماذا لا أجري وراء أهوائي بأي شكلٍ كان!
طبعاً عند ذلك لن يكن ما يفعلوه فقط الجري وراء الأهواء، بل سيكون الهدف عند أفراد هذه الفئة العزيزة الغالية على قلوبنا هو الانتقام من المجتمع بطريقٍ وآخر؛ من قبيل مثلاً:
استعمال الإنترنت بشكل سلبي، وتكوين علاقات غرامية عاطفية محرمة كاذبة بهدف التعويض العاطفي وملئ هذا الجانب النفساني الذي نحتاج إليه جمعاً، ومن ثم إدخال الطرف الآخر في قصة غرامية لا نهاية لها، وبالتالي -في النهاية- المصير إلى الانسحاب من تلك العلاقة بعد تضييع الأوقات وسلب المشاعر، خصوصاً في ظل عدم المقدرة على البوح بواقع شكلهم الظاهري؛ نظراً لظنهم أو اعتقادهم بالرفض وعدم قبول الطرف الآخر لهم.
فأمثال هذه التصرفات الخطرة التي قد يصير إليها بعضهم لم تأتِ من عبث، بل أتت -كما بينا- من شدة فراغهم العاطفي الذي لا يستطيع إنسان إكمال حياته بدون إملاء هذا الفراغ ولو بالشيء البسيط.
فما هي الحلول الفاعلة المناسبة في نظركم التي يمكن تقديمها لأفراد هذه الفئة في سبيل مساعدتهم ورفع حرمانهم ومعاناتهم وتخفف أوجاعهم وآلامهم الشبه أبدية كي يشعروا بالسعادة التي يبحث عنها الجميع؟
وما هي البدائل الصحيحة التي من شأنها صيانتم وحمايتهم ماديا ومعنوياً من جميع الجهات؟
طرح وتقديم عضو الجماعة: [saj].
مراجعة وتصحيح: [سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله ورعاه].
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا