لا يحق لك أن تشنَّ حربك على من لا يحبُّك لذاتك
(مَن يَطْلِـبُ الحَسْناء لم يُـغـْـلِـهِ المَهـْرُ) ، فكيف بمَن طلبَ الله تعالى؟
فالذي يطلِبُ ربَّه عليه أن يقدِّم في سبيل ذلك أغلى ما يملك ، فحسنائية الله سبحانه فوق الوصف ، وحُبُّـه فوق درجات المَحَبة ؛ لذا ليس من الغريب أن لا تحب الله فيرسِل عليك جيشه:
{قــُـلْ إنْ كانَ آبـَـاؤُكــُمْ وأبـْناؤُكــُمْ وإخوانــُـكــُمْ وأزْواجـُـكــُمْ وعَشِـيرتــُـكــُمْ وأموالٌ اقتَـرَفـْتـُموها وتِجارةٌ تَخـْشَـوْنَ كَـسَادَها ومَساكِـنُ تـَرْضَـوْنـَـها اَحَـبَّ إليْـكُـمْ مِـنَ اللَّهِ ورَسُولـِـهِ وجِـهادٍ في سَبيـلِـهِ فَـتَربـَّـصُوا حتـَّىٰ يأتِـيَ اللَّهُ بأمرِهِ واللَّهُ لا يَـهْدي الْقـوْمَ الْفاسقِـينَ}! [التوبة :٢٤].
لأن الله وليُّ كل نِعَمِك ، ويـبرُّ بك ليل نهارا ، في نومك ويقظتك ، وفيما تَعلمُ خَطَرَه وما لا تَعلمه ، ولأن رُسُله مثالٌ حقيقي للدفاع عنك وتحكيم سعادتك ، حيث بَذلوا في سبيل رغيدك النَّفائس الغالية ؛ لذا يجب أن يكون الله هو القطب دائماً ، عندما يَتعارض حبُّك له مع حُبِّـكَ لغيرِه ، لا أن تكون العشيرة هي القطب ، ولا الأهل ولا الصَّديق ولا الحبيب ولا غير ذلك ، فأي تقديم لهؤلاء في حالات التعارض فهو تقديم على الحق ؛ إذ أن الله هو “الحقُّ المطْلَق”.
واعلمْ أن الله تعالى هو الوحيد الذي تنطبق عليه مواصفات هذه العلاقة ، بحيث إذا أحبَبتَ أحداً أكثر منه فأنت تَدنو بحربٍ معه ، وعليك أن تَتربَّص إلى أن يجيء سبحانه بأمره فيك ، أو أن ترتدِع قبل أن يمسَّك ذلك ؛ أما غير الله تعالى فلا يحق له أن يَجعل عدمَ حُبِّه سبباً لشنِّ حُروبه على العباد.
أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا