اُسس التــَّـوازنِ بيـْن (العلاقة الـزّوجيـّـة والتـّربية)
منشور رقم 5 بتاريخ 15-12-1434هـ
لتَـكون (العلاقة الزّوجيّة) متوازنة مع (التّربية) ، يَلْزَم أن لا ينعكس الاختلاف بين الزّوجين في المعتقدات أو وجهات النّظر على أعضاء الأسرة ، خصوصاً عندما يكون الزّوجان من مذهبين مختلِفَين ، فالأولاد يمكن تقديم (المادّة الفكرية والعَقَديَّة) لهم بصورة عقلانيّة ، وذلك عندما تكون تصرّفات الزّوجين أقرب لمبدأ (الدِّيمقراطيَّة).
نعم ؛ على الزّوجة الصّالحة والمؤمنة ، المسَلِّمة للمعتقَد ، والمحترِمة لحكمة الله تعالى وعلمه وخبرويَّته سبحانه في الوجود ، عليها أن تعي (معايير ولاية الأمر) ، وأن تتراخى
لمركز القيادة الذي هو –شرعاً وعرفاً- ولي الأمر ، كما ينبغي لولي الأمر أن يَـتحرَّى اللِّيونة ويمارِس سلوكاً مطّاطيّاً في استيعاب الرأي الآخر ، فالزّوجة وإن كانت بالنّسبة له شريكاً يمثِّل الطّرف الآخر من ثُنائيِّـهما ، إلا أنّها بالنّسبة للأولاد ليست كذلك ، وإنّما هي بالنّسبة لهم أُمٌّ ؛ لذا يَلْزَم على ولي الأمر أن لا يغيب عنه هذا المسمَّى الإنساني وواقعه ، وأن لا يَجحد مشاعر الأمومة لدى شريكته ، وأن لا يَبتئِس من وجهات النّظر المغايِرة.
بالنّتيجة: إنَّ مَن يستفيد مِن آراء الآخرين يكون قد جَمع مع عقله عقلَ غيرِه ، فقد ورد في الخَبر: (مَن قَلَّبَ وُجُوهَ الآراء عَرفَ مَواقِعَ الخَطَاء “الخَطَأ”) ؛ وتقليب وجوه الآراء كما يحصَل بالعقل الواحد كذلك يحصَل بـالاستعانة بالعقول والطّبائع الأخرى ؛ هكذا يجب أن يَكون الحال في دائرة الأسرة والتّربية والتّلاقي الرّوحي بين الشّريكين النّاجِحَين.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا