أسئلة حول خروج الريح اثناء الغسل و الخرطات التسع و…
● السائل:
السؤال الأول: ماحكم خروج الريح اثناء الغسل؟
السؤال الثاني : احيانا عند عمل الخراطات التسع قد لايكون المسح على القضيب بالشكل الطبيعي فما الحكم اذا نزل شي بعد ذالك
السؤال الثالث: طفل بال في المحل ولم يتم تطهيره حتى جف وبعد ذالك تم غسل المحل كاملا سوا البقعه المتنجسه ام غيرها تقريبا ثلاث غسلات بالماء في فترات مختلفه ولكن ليس بالرش بل بالنب فقط فماحكم البقعه هل تطهر ام هي نجسه وماحكم المحل باكبره ايضا؟
•رد سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أثابكم الله وأحاطكم بلطفه العظيم في شهره الكريم.
جواب سؤال الاول : [ما حكم خروج الريح أثناء الغسل؟] هو أنه – وفق رأي السيد السيستاني نظراً إلى أن السائل يقلده – يصح إتمام الغسل ، وضم الوضوء إليه.
جواب سوال الثاني: [أحياناً عند عمل الخرطات التسع قد لا يكون المسح على القضيب بالشكل الطبيعي فما الحكم إذا نزل شي بعد ذالك؟] هو أن الخرطات – كما أشرنا في مبحث فقهي سابق – غاية الشرع منها تطهير المجرى كي لا يَطال النــَـجَسُ الثياب أو الجسد ، سواء كانت الخرطات لدى المرأة أو الرجل ، وهو ما يسمى فقهياً بـ(الاستبراء) ؛ فمثلاً:
بالنسبة للرجل فإن المجرى يــَـنقى من سائل الحدث الأكبر (المني) عن طريق التبول ، ثم البول يــَـنقـَى منه المجرى بالخرطات التسع المعلومة.
وفي كل من الحالتين (حالت الاستبرار من المني أو من البول) فإن الغاية من الاستبراء ما ذكرنا، وهي النقاء والطهارة من الداخل ، وهذا النقاء يحصل بطرق شتى ، أو قــُـلْ: أي طريقة توصل للنقاء فهي كافية بذاتها ، فالمهم تحقيق الغاية.
ومن الطرق المحقــِّـقة للنقاء نذكر ما يلي ، وقبل ذكر ذلك نشير – للفائدة – لقضية ترتكز عليها بعض الطرق التي سنذكرها ، وهذه القضية هي أن جسم الإنسان قادر بذاته على أن يُطـَهـِّر بواطنه بنفسه من خلال آلية ومَلــَكة الامتصاص التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيه.
لذا من هنا يمكن أن نـَـفهم علة الحكم في الشريعة على الخرطات بالاستحباب لا الوجوب، وإلا لو لم يكن بإمكان الجسم التطهير بنفسه لكان الحكم وجوبياً للعبادات أو لتجنيب الطعام المأكول عن النجاسة أو لحفظ طهارة المسجد مثلاً.
بل إن عملية الاستبراء بذاتها تدل على قدرة الجسم في أن يطهر نفسه من الداخل بنفسه ؛ ذلك لأن الاستبراء ليس عملية إخراج للنجاسة بالكامل من الداخل ، وإنما هو عملية إفراغ جزئي للمجرى ، بينما جدار المجرى من الداخل يبقى مصاباً بالنجاسة ، فيقوم الجسم بامتصاص المتبقي ، مما يعني أن (مِـن) فوائد الاستبراء هو:
التسهيل على الجسم ومساعدته في تسريع عملية الامتصاص ، فالاستبراء ليس ماءً يدخد في المجرى ليـُخرج ما فيه ، إلا أن يقال بأن المادة الأخيرية الخارجة من المجرى في نهاية آخر مسحة من الاستبراء هي بذاتها كالماء تقوم مقامه، إلا أن هذا بعيد إن أخذناه على نحو الإطلاق لكل الأحوال ؛ ذلك لوضوح أن المجرى يَطهر بذاته عند الفقهاء حتى حال عدم الاستبراء ، كما في الطرق التي سنذكرها.
وعليه نذكر الطرق التالية:
1- طريقة المُـكوث قليلاً ؛ وبيانها هو أن المستبرئ لو مَكث بعضاً من الوقت بحيث (يـَطمئن) من خلاله بأن المجرى طهر وفـَرغ من المادة النجسة ؛ فإن ذلك يكفي في تحصيل النقاء المطلوب ، وبعدها لو خرج منه شيء فهو من السؤال الطاهرة ، إلا أن يكون الشخص مريضاً به سَـلـَس وما شاكل ، وظـَهر له بأن الخارج منه بقايا بول أو بقايا مني ، بحيث رافق ذلك علامة معتد بها في الشريعة ؛ كالرائحة واللون مثلاً.
وأما بالنسبة للمكوث المذكور فقد نقدره بـ 10 دقائق مثلاً في البول ، وربع ساعة مثلاً في المني بشرط إفراغ المجرى منه ولو بدون تبول ؛ ذلك لأن المني قد بسببه ينغلق منتهى المجرى عند جفافه ، فيبقى المني متجمعاً بالداخل ، طبعاً إلا أن يحرَز امتصاص الجسم له في هذه الحالة أيضاً ، فيكفي. وعلى كل حال المدار هنا بحسب كل شخص والوقت المحقــِّق لاطمئنانه بلا وسوسة.
2- طريقة المشي، وهي بحيث يـَـتحرك المستبرئ بالمشي قليلاً، بحيث يطمئن من تـَحصّـل النقاء. وكما ذكرنا المني يـَحتاج لإفراغ المحل بالعصر وما شاكل ولو بدون تبول وفق ما فصلنا.
3- طريقة القيام والجلوس؛ وذلك بحيث يقوم ويجلس عدة مرات،بصورة تحقق الاطمئنان بالنقاء.وكما ذكرنا المني يحتاج لإفراغ المحل بالعصر وما شاكل ولو بدون تبول وفق ما فصلنا.
4- طريقة الاستبراء الشرعية المستحبة المنصوصة في الفقه ؛ وهي تسع خرطات ، ويستحب بعدها أيضاً التنحنح (كـَحـَّة مرتين مثلاً).
وعليه ؛ لو لم يكن المسح بشكل طبيعي كما في فرض السؤال ؛ فالمهم هو تحقيق الملاك والغاية من الاستبراء ، وهو – كما أوضحنا – (النقاء) ، فإن تحقق كفى ، وإلا فإن ما يخرج محكوم بالنجاسة ؛ لذا فإنه حتى على مستوى المجيء بالخرطات بشكلها المطلوب ، فإنه لو لم يـَـنقَ المحل فإنها لا تكفي ويجب الاطمئنان من نقاء المحل للعبادة إن كان سيخرج منه شيء يتـنجس به اللباس أو البدن أثناءها ، وإلا تعاد العبادة بعد التطهير.
جواب سوال الثالث: [طفل بال في المحل ولم يتم تطهيره حتى جف وبعد ذلك تم غسل المحل كاملا سواء البقعه المتنجسه ام غيرها تقريبا ثلاث غسلات بالماء في فترات مختلفه، ولكن ليس بالرش بل بالنب فقط. فما حكم البقعه هل تطهر ام هي نجسه ، وما حكم المحل باكبره ايضا؟] فهو أن:
هذه الطريقة من التطهير لا تكفي وفق ما استفتينا به من لدى مجلس الاستفتاء للسيد السيستاني دام ظله ، فيجب عنده التطهير بالماء؛ لذا يجب تطهير المحل في كل مكان وصلت إليه الآلة المذكورة؛ ذلك لأن البول ينتقل بالرطوبة المُـسـْرية (أي القابلة للانتقال) إلا في حالة أنكم بعد كل مسحة لجزء قمتم بتطهير الآلة وعدم مس الجزء السابق بها بعد تطهيرها وعدم تنقل البول للأجزاء الاخرى.
علماً أن الرطوبة المسرية لا تنقل النجاسة في السطح الثالث الذي تلامسه؛ أي أنه لو تـَـنجسَتْ يدي اليمنى مثلاً ، فمَسستُ بها وهي رطبة يدي اليسرى ، فيدي اليسرى تتنجسد وتسري لها النجاسة، ثم لو مَسستُ بيدي اليسرى في حال كونها رطبة مقبض الباب، فمقبض الباب يتنجس لكنه لا يُنَجِّس. طــَـبِّـقْ هذا الحكم على الأحذية وما شاكل، علماً أن الحذاء تطهر الأرض الطبيعية أسفله.
هذا وإننا على علم بحرجية وصعوبة تطهير المحل كاملاً ؛ لذا أقترح لكم حلاً شرعياً سهلاً، وهو تنظيف المحل أولاً بالآلة المذكورة بحيث تـَـنــْظف الأرض من الأوساخ التي قد تـُـلـوِّث الماء، ثم اعملوا على غسل الأرضية بالماء الكر المتصل بخزان فيه كر مثلاً ، أو بالماء المتصلة حنفيته بآلة سحب الماء (الدينمو) وهي تعمل ليكون ماء الحنفية متصلاً بالكر ، وبهذا ستتخلصون من انتشار النجاسة وبلوغها إلى المواد والمبيعات أثناء التطهير ؛ إذا أنه لو وصلها ماء الكر في هذه الحالة فلن تتنجس ؛ ذلك لأن الكر لا يتنجس إلا بتغير أحد أوصافه الثلاثة (اللون والطعم والرائحة).
نسألكم الدعاء
السيد أمين السعيدي
3 شهر رمضان 1434هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا