جريان الإصلاح في جهتك لا يعني أنك لا تَـصـْـلــُـح:
جريان الإصلاح في جهتك، بِـعَزلـِـك أو تقليص بعض صلاحياتك، لعدم جدارتك بمهمَّةٍ أنتَ فيها، أو مهنةٍ تمارسها، لا يعني أنــَّـك لا تصلح لشيءٍ آخر، كما لا يعني أن تتوقَّف وتشل حركتك وتستاء.
إذا كنتَ لست بجديرٍ بمهمة معينة ، فلا شك أنك جدير بأخرى أنسب لطاقتك وإمكانياتك الشخصية ؛ ولك في أئمة الهدى كلهم حكمة وموعظة. فهاهو الإمام علي (ع) ثم الحسن ثم الحسين ثم زين العابدين ثم الباقر ثم الصادق ، إلى آخر أئمة المسلمين أوصياء رسول الله (ص) العِظام.
فهم لما عُزِلوا عن حقهم ، لم يعنِ ذلك بالنسبة لهم التوقف والاستياء، وعدم ممارسة الشؤون الأخرى المتناسبة مع ظرف المرحلة التي يعيشونها ، والتي تليق بإمكاناتهم وقدراتهم.
عليٌّ عاش فترة مديدة يحفر الآبار ويـُـقدم لأهل المدينة نفعاً كان يصعب عليهم نَيله ، وكان مُعيناً يقدِّم النصيحة والرأي ؛ ولما نقول عليٌّ دخل في عُزلة في زمن الخلفاء ، فهذا لا يعني أنه توقَّف عن العمل وشلَّ حركته.
والحسن (ع) في عصر الخلفاء وكذا في عصر خلافة أبيه ، كان يعم عليٌّ عاش فترة مديدة يحفر الآبار ويـُـقدم لأهل المدينة نفعاً كان يصعب عليهم نَيله ، وكان مُعيناً يقدِّم النصيحة والرأي ؛ ولما نقول عليٌّ دخل في عُزلة في زمن الخلفاء ، فهذا لا يعني أنه توقَّف عن العمل وشلَّ حركته.لتحت جناح أبيه ، وكذلك الحسين (ع) ، كما أنهما -الحسن والحسين (ع)- ساهما فيما يسمى بـ( الفتوحات الإسلامية اللاإسلامية ) من باب تقليل المخاطر والهفوات ، وهذه مشاركة طيبة وحسنة تنفع المسلمين وتقوي دعائم الدِّين.
ثم الحسن (ع) بعد الصلح مع معاوية ذهب في بعض شؤونه يقدِّم ما أمكنه الحال، والحسين (ع) في فترة الصلح كذلك.
والإمام زين العابدين (ع) أخذ يمارس الدعوة عن طريق الدعاء والوَتــَر المعنوي وغيره ، كما أخذ يدير حركة الثوار من بعيدٍ أو قريب ، ويوجــِّـه ( غايات الثورة الحسينية ) إلى أهدافها الصحيحة ومواقعها السليمة ،
فلم يــَـتوقَّف بمجرد أن أباه قُتل بأبشع صورة … ، وأن الخلافة التي هي حق إلهي على عاتقه سُلِـبتْ منه ، إلا أنه أيضاً ساهم غيرَ مرَّة في إرشاد الحكام ، ودفعِ رزية جيش الروم عن المسلمين.
كما أنَّ الباقرَين – الإمامين محمد بن علي وجعفر الصادق – (ع) مارسا في ضمن دورهما الإصلاحي نشر العلم ، وعاشا مع الناس ، واستَقبلا الجميع تحت منبرهما العلمي والفكري.
●» ووالله لو لم يكن لدينا سوى هذه المواقف لكفى بها حُجَّة ، فكيف ما لو أضفنا إليها عهد الكاظم (ع) وهو يدير شؤون الناس بما يُفاء عليه من الزكوات والمال ، ويوزعها على المحتاجين ، في الوقت الذي نشر فيه المعرفة لو لا أن قَطعَ عليه السجن ذلك مدةً تقارب ( العشرين عاماً ) ، وكذا عهد الرضا (ع) في المدينة وهو يشيع العلم في مسجد النبي (ص) ويعلِّم الناس الفقه والتفسير والحديث والفلسفة و…
فعدم جدارتك بمهمة ، أو عدم تناسب المرحلة مع بعض ما تتقنه ، لا يعني بتاتاً أنك لا تنفع لشيءٍ آخر.
السيد امين السعيدي
3محرم الحرام1435هـج
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا