إمامك الصادق(ع) يحكي لك ربط الإمام الحسين(ع) بسورة الفجر
طرح وتقديم طالبة العلم العضوة الفاضلة: 【يا صاحب الزمان】
مراجعة وتصحيح سماحة: السيد أمين السعيدي حفظه الله
قـرآن فضلك فيـه يفتـتـح الفـــــــــمُ * حمداً وبالاخلاص ذكرك يـختمُ
وبأفق مهدك من جهادك أشــــرقَتْ * للفتح آياتٌ بـوجهــــك تُـرسمُ
أنت الحسينُ ودون مجدك في العلا *مجد المسيح ودونَ اُمك مريمُ
فـلقـد وُلـدتَ مطهَــــــــــراً في بردةٍ * من طهر فاطمة تحاك وتُلحـمُ
تلونت لوحةٌ في أفق السماء تزدهر بالألوان تبهج الفؤاد .. ونوركَ تلون في لوحتي يخط أحرف مَحبتي ،، وتلون دمي بلون حبكَ سيدي فهل للمعشوق مثلي سبيل يرتجى بكَ فيتوسل بجنابك مولاي؟
ها قد تلون صدى صوت شيعتكَ بالتهاني والتبريكات لصاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء يؤمه صدى الولاء من خدامك في (جماعة أنبياء أولي العزم”ع”) .. فتقبل منا التهنئة والرجاء..
من منطلق القرآن الكريم يحثنا الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام على قراءة سورة الفجر ، ويبين لنا السبب والعلة من ذلك ، مما يجعل قضية سورة الفجر قضية الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام.
فقد ورد: (وعنه عن صندل عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله قرأها الحسين ، قال اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين بن علي ، قرأها الحسين ، من قرأها كان مع الحسين بن علي عليه
السلام يوم القيامة في درجته من الجنة إن الله عزيز حكيم) (1).
وقد يتبادر إلى أذهاننا أنها سورة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام باعتبار أن الحسين صلوات الله وسلامه عليه من أفضل مصاديق ما نزل في آيات هذه السورة ، والمصداق الأكمل الذي يمثل هذه الآيات ، وقد خص آخر الآيات قوله تعالى الله تعالى: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (2) ؛ نزلت هذه الآية نداء للحسين عليه الصلاة والسلام في يوم عاشوراء.
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (3) ؛ تمثلت في عشرة محرم ، وهي مختصة بالإمام الحسين عليه السلام ، ونلاحظ أن حرف الواو في{ وَلَيَالٍ} فهي واو القسم ، أقسم بليالي عاشوراء ، وهذا في روايات الشيعة ، خصوصاً روايات الشيخ هيثم البحراني.
ومن هنا مجرد قراءة سورة الفجر (لفظياً) يترتب عليه الثواب والأجر ، والأكثر منه القراءة المستبصرة الواعية الحاوية للتدبر والتأمل والتفكر تحقق الكونية مع الحسين عليه السلام.
وهنا قضية مهمة وعظيمة تحتاج إلى أقسام عظيمة جداً بعظمته كما في آيات هذه السورة العظيمة ؛ والفجر هو علامة انتهاء الليل وبزوغ الفجر ، فأقسم سبحانه وتعالى بفجر عاشوراء ، وصاحب فجر عاشوراء ، وهو الإمام الحسين عليه السلام ، فالفجر تمثل حركة تغييرية وانتهاء فترة مظلمة وقدوم فترة نورانية وفجر عاشوراء العظيم الأبدي ؛ حيث يمثل انعطافه في حياة وحركة البشر ، وكثيراً ما نسمع مقولة الإمام الحسين عليه السلام: (شربت شيعتي بدم رقبتي) (4).
وإن بعض المفسرين فسروا { وَلَيَالٍ عَشْرٍ} بأنهم الأئمة العشرة من ولد علي وفاطمة قبل المهدي عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
وقوله تعالى:{ وَالشَّفْعِ وَالْوَتـْرِ} (5) ؛ الشفع هنا قسم بفاطمة وعلي عليهما السلام ، والوتر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛
ذلك لأن بعضها زوجي والبعض الآخر فردي ، وورد هذا المعنى في بعض روايات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
أو هما ركعتي الشفع وركعة الوتر في آخر الليل ، أو فــُسِّـرَت الشفع أنها يوم التروية ، وهو يوم عيد الأضحى والعاشر من ذى الحجة ، والوتر هو يوم عرفة(6) .
وغير ذلك من المعاني في السورة ؛ فتَـأمَّل بقراءتك لها ونيل جزيل أجرها الذي لا يُزهد فيه.
إن الحسين لَمصباح الهدى أبداً * وكوكب المجد للأجيال في العصرِ
سفينةٌ لنجاة الخلق نحو هـدى * فمَن بهـــا يتمسك يَـنجُ من خطرِ
فسلامٌ من الله عليك يا يا شفيع المذنبين .. أشفع لنا في دنيانا ويوم الدين..
((بوركتم أعزتنا جميعاً))
الصادر:-
(1) وسائل الشيعة للحر العاملي (ره) : ج6/ص144 – بحار الأنوار للمجلسي (ره) : ج82/ص39.
(2) سورة الفجر: آية 27.
(3) سورة الفجر: آية 2.
(4) …
(5) سورة الفجر: آية 3.
(6) تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي: ج2/ص176.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا