إنَّ الملائكة تَرْصِد ليس فقط أفعالنا
إنَّ الملائكة تَرْصِد ليس فقط أفعالنا، فتكتبها وتسجلها، بل أيضاً نوايانا، وليس هناك في (الجهاد الأكبر) أعظم من جهاد النية، في كافة الأعمال والأفعال، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قوله:
[تخليصُ النيةِ من الفَساد أَشدُّ على العاملِين مِن طُولِ الجهاد].
فإذا كانت نيتك أهوائية أو شيطانية؛ فسيرصدها الملائكة وتسجَّل على أنها شيطانية، وما تلاها يتْبع لها، إلا أن تَتدارك وتصحح ما أفسدت.
وتَذَكّر دائماً أنّ اللهَ -كما في الأخبار الشريفة- غيور، إذا أَشركتَ معه أحداً فإنه سبحانه يتنازل عن نصيبه من عملك لِـمَن أشركته معه، ثم الشيطان يتخلى عنك، سواء كان ذلك الشيطان الشريك بشرياً أم إبليساً أم غيرهما من الجمادات والكائنات الأخرى. {وقالَ الشَّيْطَانُ لَـمَّا قُضِيَ الأمرُ: إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ ووَعَدْتُكُمْ فأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وما كانَ لِيَ عليكُمْ مِن سُلْطَانٍ إلَّا أنْ دَعَوْتُكُمْ فاستَجَبْتُمْ لي ۖ فلا تَلوموني ولُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ ما أنا بِمُصْرِخِكُمْ وما أنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إنِّي كَفَرْتُ بما أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إنَّ الظَّالـمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.
وقال تعالى: {قالَ قَرِينُهُ: رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ ولكن كانَ في ضَلالٍ بَعِيد}.
أمين السعيدي – قم
٢٨جمادى الثانية١٤٣٥ه
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا