اعتزال الإصلاح مقولة تخدم الاستغلاليين، علاجها قوة طرْدية موازية
•من سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
إنّ أي مقولة تَـنص على اعتزال (الإصلاح)، هي مقولة لا تخدم سوى الفريق المفسِـد، والجماعة الظالمة المُذْكِــية لقريحة الانحلال والتراجع، والمربِّــية للميول الإفراطية المستميلة على حياة الناس وقِـوام نظامهم، وعلى استقامة الدين والدنيا، كما أنّ أي مقولة تَـنص على اعتزال (الإصلاح) ، هي – أيضاً – في جانبٍ آخر منها تصـوِّر درجة التململ والتثاقل عن خوض غمار العمل والواجب ، إنسانياً كان ذلك الواجب أو ودينياً. وللأسف أنّ الاستغلاليين استطاعوا تمرير وإنفاذ هذه (العقيدة التثاقلية) في نفوس جماعة كبيرة من المسلمين ؛ لشلِّ حركتهم بطريقة اعتقادية ، وتسهيل بلوغ مشتهياتهم الدنيئة ، والعقيدة من أقوى الفواعل القادرة على دفع الفرد والمجتمع ، أو ثــَـنـْـيِـهِ عن العمل وتوقيفه ؛ لذا اختار الأعداء هذا الطريق الفتاك ، طريق زرعِ العقيدة ، وأراهم قد نجحوا نجاحاً فذاً في تحطيم إرادة الأمة وفي تراجعها ولا حل لعلاج هذا الداء الجسيم ، سوى تحطيم بنيانهم الذي بنوه في جوهر عقيدتنا ، وإحلال بناء الإسلام المتين محل ذلك البناء الأجوف ، وهذا يحتاج لجهود فكرية كبيرة ، وحِراك مجتمَـعي متكاتف وهائل ؛
خصوصاً وأن تغيير المعتقدات – في كثير من نواحيه – هو مِن أصعب الصعوبات ؛ فالعقيدة أقوى الأمور فاعلية ، وما هو أقوى فاعلية يَحتاج في تغييره جهوداً موازية طردياً له في القوة ، وقوة الجهد هنا في مرادنا تعني: تنقيح الفكر الصحيح ، ونشــْـره ، والصبر ، والتحمل ؛ فاُمّـتــُـنا عزيزة ، وتستحق أعظم العطاء.
السيد أمين السعيدي
8 محرم الحرام1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا