【الألم】(2): شرائطُ حُسْنِه؛ من أهمها:
أ- أن يكون الإنسان 【مستحقاً للألم】؛
كفعل الكذب، والغِـيبة، والنميمة، والوِشاية، والنفاق، والخيانة، والتبرج، والسرقة بمختلف أشكالها، والإفتاء بغير علم، وشهادة الزور، وعدم التقوَى، وتأخير الصلاة، وعدم احترام الآخرين، وحب الرئاسة والسُّلْطة، والغِش، والعلاقات الغير مشروعة، والزنا، واللواط، وانتهاك حرمة العلماء التي هي من أعظم الذنوب والكبائر، وإنهاك الشَّعب، والظلم، ومختلف المعاصي والموبقات.
ب- أن يكون الألم 【دافعاً لضرر أعظم منه】؛
كأن تُشَل أو تنقطع يدك قبل أن تقتل بها شخصاً، وكأن تصطدم بسيارة تعيقك عن السير باعتبار أن هنالك في الأمام شاحنة قد تقتلك، وكأن يصيبك الهم والغم المُضْعِف كي لا تغم وتهم الآخرين، وكأن لا تنجِب باعتبار أن ابنك شقي لو أنجبته لكان بلاءً عليك وعلى من حوْله، وكأن لا توفَّق للزواج باعتبار أن الشخص المناسب للآن لم يـَـتهيأ فلا تبتلي بشريكٍ يذيقك الشقاء ويعِـيْن الدهر عليك، ..
ج- أن يكون الألم 【واقعاً على سبيل (الدفاع الحقيقي) 】 عن النفس أو عن الدِّين والمسلمين ..، لا (الدفاع الوهمي) الذي يكون الشخص مستحقاً فيه للعقوبة والإيذاء بفعل كثرة أخطائه ولا مبالاته، ففَرْقٌ بين (ج) و(أ)؛ ففي (أ) هناك عقوبة واستحقاق، وهنا في (ج) دفاع حقيقي بفعل أن الإيذاء والتوجيع والتأليم وقع عليك من شخصٍ بلا سبب.
د- أن يكون الألم فيه 【نفع عظيم أكبر منه】؛
كأن يضربك الأستاذ المربي (ضرباً شرعياً) أو يردعك بقسوة (حسب تناسب حالك واستلزامك) كي تطهر نفسك من الشيطان والأدران النفسانية فتصير عالماً وعظيماً، وكالتصفية في القبر وضغطته المخيفة المَهولة الشديدة، وكأن يمنعك الوكيل عن حقك
الشرعي الإلهي كي تَعرف حقائق أكبر، وكأن يسيء إليك (التلميذ المعانِد للتهذيب) لتَعرِف عدم استحقاقه لبذلك الجهد والوقت من أجله وتدرِك شقاءه عند الله، وكأن تفقد الحبيب الذي تحبه بلا عفاف لتدرك بأن الحبيب الحقيقي السرمدي هو الله تعالى وحده فتستفيق من الوهم، وكأن تفقد شيئاً من اللذائذ لتتذكر الموت والآخرة بسبب غفلتك وعمائك وقلة مبالاتك بربك وبالحقوق، ..
هـ- أن يكون الألم 【حاصلاً على مجرى العادة】؛
أي وفقاً لـ(السُّنن الإلهية الطبيعية)؛ كالعطش والجوع ..
●» وباختصار: حُسْنُ الألم يرتكز على (شرطٍ عامٍ جامع) هو مُطْلَقُ النفع، سواء كان على الشخص نفسه وفق الأسباب التي ذكرناها، أو على الغير حسبما فَصَّلنا.
أمين السعيدي – قم
23 ربيع الثاني 1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا