ضرورة الزواج فردياً واجتماعياً [ عجُّ الشيطان وصيانة الدِّين ].
منشور رقم 8 بتاريخ 19-12-1434هـ
من الأمور الضرورية الباعثة للزواج: (الحاجة لحفظ الدِّين).
جاء عن رسول الله (ص) أنه قال: [مَن أَحَبَّ أنْ يلقى الله طاهراً مطهَّراً فلْيــَـتعفَّف بزوجة]، وفي خبرٍ آخر: [فليَـلْـقه بزوجة].
لَـمّا كان الرجل والمرأة قد صِيغَ تكوينهما وفق الاحتياج الروحي للشريك ، والمتطلَّبات الجسدية ، وغيْر ذلك من الضرورات الحياتية المتعلقة بعلاقتهما الإنسانية ؛ استَـلزَم إشباع ذلك أن يكون بصورة (شرعيّة) ، فصانِـعُ التكوين سبحانه صَنـَعَ التشريع المتلائم والمتوافق تماماً مع انتظام التكوين ، وجَعَل قِبال كلِّ حلالٍ حراماًـ ،ـ وقِبال كلِّ حرامٍ حلالاً.
لذا؛ كان حفظ الرجل والمرأة لدِينهما ، وتحصينهما لنفسيهما ، من أهم الضرورات الداعية للتزويج ، وإنشاء علاقة إنسانية كفيلة بحَلِّ عوائق هذه الحاجة وكفاف متطلَّباتها.
إن الرواية الشريفة وإن كانت ناظرة للرجل ، إلا أنها شاملة للمرأة أيضاً ؛ إذ لا وجه للفصل بينهما في هذا المورد ؛ ذلك لأن الحكمة والغرض يشملانهما ، بل والأخبار الأخرى تؤكِّد هذا الشمول ، فالمرأة أيضاً إن أَحبَّتْ أن تلقى الله طاهرة مطهَّرة فلتَـتعفَّف بزوج ، ولتَـلْقه تعالى بزوج ، فالعفة والطهر في الأمور التي ذكرناها إنما يحصلان لها بالتزويج ، مِثلها مثل حصول تَعفُّـفِ وطهرِ الرجل بالتزويج.
وهذا ما يؤكّده مجموعة من الأخبار الكثيرة الواردة في هذا المجال ؛ كالحديث الشريف القائل: [ما من شاب تــَزوَّج في حَداثة سِنه إلا عَـجَّ شيطانه يقول: يا ويلاه ، عصمَ هذا مني ثلثي دِينه. فلْيتَّـقِ اللهَ العبدُ في الثلث الباقي].
لاحـــظْ كيف أن التـزويج من حَداثة السن وصغره يطيش بالشيطان ويجعله يعـج – يصرخ – يا ويلاه ؛ وما ذلك إلا لأن العبد –امـرأةً أو رجلاً- بالتـزويج يحفظ نفسـه ويحصّـنها عن الحرام ، ويطهّـر ذاته من الرجس والفساد ؛ وهذا علة حِفظِ الدِّين وعصمته عن الشيطان ، بل وتتميم الدِّين وتكميله ، ففي حديثٍ آخر: [لم يكن أحد من أصحاب رسول الله يتزوج إلا قال رسول الله (ص): كمل دِينه].
ومعلومٌ أنّ التعفّف لا يتحقّ إلا بالصالح والصالحة ، وإلا ما لم يوجَد الصلاح لدى الشريك لم يقع التعفّف المقصود في الحديث الشريف.
السيد أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا