الإصلاح في العلاقة بين المسلمين【حُسنُ معاملة الكفار】
•مقالة سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
لا أجد وجهاً سديداً وجيهاً في اعتزال المسلمين، والتباعد ، وتفكيك وحدة الصف ، وكل ما يقال – من الطرفين – في ذلك من الحجج والبراهين فهو ضعيف ، ترده البراهين المانعة والأدلة القاطعة ، التي منها ما يلي:
مِن الأمور القطعية الواجبة في الإسلام 【حُسن العلاقة مع أهل الديانات الأخرى】، من اليهود والنصارى وغيرهم . وهذا شواهده في تاريخ النبي والإمام علي وأهل البيت (ع) والصحابة كثيرة جداً ، أذكر منها مثالاً واحداً رغم غنى هذه المسألة عن الشواهد: مرَّ الإمام علي (ع) يوماً في أحد الطرقات ، فرأى رجلاً مسيحياً طاعناً في السن ، قد انهارت قواه بالهَرَم وكبر العمر ، وجدَه لا حول له ولا قوة ، والمسلمون يمرون بجانبه ولا يقيمون له قدراً ولا يقضون له حاجة ، في حين أنّ ذلك الرجل العجوز العاجز كان من مواطني الدولة ، وقد عمل طوال عمره في سوق المسلمين يخدمهم ويمارس صنعته بينهم ، يأكل من كدهم ويأكلون من كده وصنعته. لما رأى أمير المؤمنين (ع) هذا المنظر غضب وقال بما مضمونه: أبعدما استعملتموه تركتموه يتقلب في ما هو فيه؟! فأحسنَ حاله وطيَّب أمره.
●» فإذا كان هذا شأن المسيحي في سيرة ومسيرة النبي (ص) وآله وصحبه ، فكيف بالمسلم الذي هو أعلى وأقدس في منظومة الإسلام؟
●» طبعاً 【الأقدسية】 هنا لا تعني التقليل في شأن الصلحاء المنصفين من أهل الديانات الأخرى ، فكما أن الأب والأم الصالحَين أقرب وأقدس من الأخ ، والأخ الصالح أقدس من ابن الخال ، وهكذا .. ، فكذلك الأقرب في الدين والحق أقدس من غيره بلا مُشاحَّـة في حق ذلك الغير أيضاً. هذا وفي كربلاء مثال عظيم لِمن كانوا مع الحسين (ع) من النصارى في حادثة الطف.
السيد أمين السعيدي
11محرم الحرام1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا