الإصلاح لا يعني عدم التقدير والاحترام
•من سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
الإصلاح هدفٌ أنبيائي، لم ينفك يوماً عن سيرة ومسيرة الأنبياء ومَن هم في طريق هدفيَّـتهم . إنَّ ممارسة هذا الهدف الأنبيائي لا يعني أنه لا تقدير ولا احترام لمن يجري عليه مجرى الإصلاح وتَـبِعاته.
كثيرٌ منا يــَـعلم أنَّ الإمام علي (ع)، الذي هو محل وفاق للجميع وحُجَّة على الجميع ، لَمّا وَلـِـيَ أمور المسلمين، وجاءته امرأة تشتكي أحد ولاته، اَبــْـرَقَ إليه سِراعاً، ولم يتوانَ لحظة، واستدعاه من شقته البعيدة استعجالاً ، للحضور بين يديه، وعزله.
وعزلُ عليٍّ لواليه لا يعني أنّه لا يقدِّر ولا يحترم جهود ذلك الوالي، فهو لو لم يكن يقدّره لما نصبه والياً على الناس من أساس ، إلا أنه لما رآه ما عاد يناسِب الموقع الذي هو فيه ، وأنّ أهل تلك البلد لا تبتغي ذلك الفرد ، أزاله ، متَّـبِعاً في ذلك ( الصالح العام ) دون ( الصالح الشخصي والمنفعة الفردية ) رغم ما لذلك الوالي من مكانة منزلة علمية وشأن.
أما عليٌّ (ع) فأعطى لواليه شأنه ومنزلته الذاتية الشخصية في حدود ما يستحق، لكن على مستوى المصلحة العامة وعلى مستوى القطاع العام ، فاعتبــَـر المسألة أبعد مِن أن تكون مِن ( باب المنازل والشؤون الخاصة ) ؛ لذا ولَّى مكانه مَن هو أنسب وأصلح.
السيد أمين السعيدي
3محرم الحرام1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا