اعجبْ: عليٌّ جُمِعَتْ فيه الأضداد!
يقول الشاعر:
جُمِعَتْ في صفاتــِـكَ الاَضدادُ * فلهذا عَـــزَّتْ لكَ الاَنـدادُ
زاهِـــدٌ حاكِمٌ حَليمٌ شُجــــاعٌ * ناسِكٌ فاتــِـكٌ فَقيرٌ جوادُ
أمرٌ عجيب محيّر ، كيف يكون فقيراً وجواداً في نفس الوقت؟! الفقير من أين يَجود وهو فقير؟!
وكيف يكون ناسكاً وفاتكاً في نفس الوقت؟! فنحن نرى الشخص البارزة عليه صفة التنسك لا يكون فاتكاً ، والعكس بالعكس.
وكيف يكون حليماً وشجاعاً في نفس الوقت؟! فالذي تغلب عليه صفة الحلم لا تظهر شجاعته ولا تستبين للناس في نفس لحظة الحلم ، فهو إما ظاهر الحليم أو ظاهر الشجاع ؛ صفتان متضادتان.
وكذا الذي يكون قوياً شجاعاً ، فهو لا يتلبس الحلم من حيث كونه قادراً ومتمكناً مما حوله.
وكيف يكون زاهداً وحاكماً؟!
فنحن نرى الظاهرة فيه صفة الزاهد يعتزل الدنيا ولا يقبل أبسط أمورها ، فكيف بأعظم أمورها وهو الرئاسة؟! الذي هو من حيث هو زاهد لا يرتضي بشيء من الحطام الزائل في ذات حين كونه زاهداً.
وكذا الذي تظهر عليه الرئاسة في حين أنها حق له لا تعدوه لغيره أبداً ، فإنك لا تجده زاهداً يرفض الرئاسة والحكم.
هكذا هو علي ، محيِّرٌ من حيث هو ليس بمحيِّر ، متوازنة فيه الصفات الجميلة ، لا تفوق واحدة على أخرى ، فكلها بنسبة ودرجة ووتيرة واحدة ، بخلاف المتحقق في البشر ، فإنك تجد الواحد فيلسوفاً وفقهياً ، فتطغى لديه الفلسفة على الفقه و العكس ، أو شاعراً فيطغى لديه الأدب على غيره … ، وكما قال البعض: “إنّ الله أراد أن يَسكب جَماله وكماله في شخص ، فسكَبه في هذا الرجل”.
يجب أن نكون نحن أيضاً كإمامنا ومقتدانا قدر ما أَمْكَن.
● مقتطَف أعده مسؤول الصفحة [أبو منصور الحافظ]. وهو عبارة عن مقتبَس من: [حوادث ووقائع من الحوزة] للسيد أمين السعيدي.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا