التشكيك في إمامة الجواد (ع) وأساليبه (ع) لتثبيت الاعتقاد بالإمامة
●سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
وبأحـــــــــلى ترانيـــــــــــــم العشاق
تتقـــــــدم جماعة أنبيــاء أولي العــزم ((ع)) بالتهــــاني والتبــــــريكات
إلى مــــــــــولانا الإمام المهدي ((عَجل الله فَرَجَه الشريف))
وإلى الأمة جمعاء بميلاد هذا النـــــــــور المحمدي
الإمــــــــــام الجواد ((عليه السلام))
السلام على مولانا الإمام محمد بن علي التقي الجواد عليه السلام، مَن مجدُه عالي المراتب الرفيعة، تسمو على الكواكب المضيئة، تتأرَّج المكارم من أعطافه، ويقطر المجد من أطرافه، وتدوِّي أخبار السماح عنه وعن أبنائه وأسلافه، فهو من أهل بيت بهم اتضحت سبل الهدى، وبهم سلمت الأمَّة من الردى، وبحبهم ترجى النجاة والفوز غدا، وهم أهل المعروف وأولوا الندى، حبُّهم فريضة لازمة ودولتهم باقية دائمة، وثغور محبتهم باسمة، وكفاهم شرفا أنَّ جدهم محمد المصطفى وأباهم علي المرتضى وأمهم فاطمة الزهراء عليهم آلاف التحية والثناء..
موضوعنا:-
خَلَفَ الإمامُ الجواد عليه السّلام أباه الإمام الرضا عليه السّلام وهو فتىً يافع، وهذا ممّا تذرّع به بعض أعدائه وحسّاده من العبّاسيّين -أبناء عمومة الأئمة (ع)- وغيرهم في الطعن بعلمه ومقدرته، وأنّ هؤلاء وغيرهم أذعنوا بعد ذلك لإمامة أبي جعفر الجواد عليه السّلام لِما رأوا من عِلمه وفضله؛ وقد ذكرنا -في المقال السابق المتعلق بالإمام (ع)- واقعة الامتحان الذي أعدّه له القاضي يحيى بن أكثم بطلب من العبّاسيّين، وبيّنا الإخفاق الذريع الذي لحق بيحيى بن أكثم حتّى لجلج وبان العجز في وجهه.
ومن الأمور التي انتهجها الإمام الجواد عليه السّلام في تثبيت مسألة الاعتقاد بإمامته الشريفة في قلوب شيعته ومُواليه، أنّه كان يُخبرهم أحياناً عمّا في نفوسهم، ويسمح لهم أحياناً أخرى بسؤاله واختباره. ونجد أنّ الإمام الجواد عليه السّلام كان يَتعامل بالشدّة أحياناً مع الذين كانت السلطة العبّاسيّة تستأجرهم للنيل من مقام الإمام الشامخ والإزراء به وإحراف الأمة عموماً والشيعة خصوصاً.
ومن الأمثلة على الأسلوب الأوّل نَقرأ:
أنّ ابن حديد يروي أنّه خرج مع جماعة حاجّاً فقُطع عليهم الطريق، فلمّا دخل ابنُ حديد المدينةَ لَقِيَ أبا جعفر الجواد عليه السّلام في بعض الطريق، فأخبره بالذي أصابهم، فأمر الإمام عليه السّلام له بكسوة وأعطاه دنانير، وقال له: فَرِّقها على أصحابك على قَدْر ما ذَهَب! فقَسَّم ابن حديد الدنانير فإذا هي على قدر ما ذَهَب منهم، لا أقلّ ولا أكثر! (1).
وروى عليّ بن جَرير أنّه كان جالساً عند أبي جعفر الجواد عليه السّلام وقد ضاعت شاة لمولاةٍ له، فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه ويقولون لهم: أنتم سَرَقتم الشاة! فقال أبو جعفر عليه السّلام: وَيلكم! خَلُّوا عن جيراننا فلم يَسرِقوا شاتكم؛ الشاةُ في دار فلان فاذهبوا فأخرِجوها من داره. فخَرجوا، فوجدوا الشاة في دار ذلك الرجل، فاتّهموه بسرقتها وصاروا به إلى الإمام الجواد عليه السّلام، فقال لهم: وَيْحكم! ظلمتم الرجل، فإنّ الشاة دخلت دارَه وهو لا يعلم بها(2).
وروى ابن عيّاش في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفريّ، قال:دخلتُ على أبي جعفر عليه السّلام ومعي ثلاث رِقاع [رسائل] غير مُعَـنْـوَنة [أي لم تُذكر فيها أسماء كاتبيها]، فاشتَـبَـهتْ علَيّ، فاغتممتُ لذلك، فتناول عليه السّلام إحداهنُ وقال: هذه رقعة ريّان بن الشبيب؛ وتناول الثانية وقال: هذه رقعة محمّد بن أبي حمزة؛ وتناول الثالثة وقال: هذه رقعة فلان! فَـبُـهِـتُّ، فنظر عليه السّلام وابتسم(3).
ونهاية ذكر لمناجاة بكشف الظلم للأمام الجواد عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم إن ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك حتّى أمات العدل ، وقطع
السبل ، ومحق الحقّ ، وأبطل الصدق ، وأخفى البرّ
اللّهم ربّ فابتر الظلم ، وبتّ جبال الغشم ، واخمل سوق المنكر ، وأعزّ مَن عنه زَجَر ، واحصد شأفة أهل الجور ، وألبسهم الحور بعد الكور ، وعجّل لهم البتات ، وأنزل عليهم المثلات ، وأمت حياة المنكرات ، ليأمن المخوف ، ويسكن الملهوف ، ويشبع الجائع ، ويُحـْـفظ الضائع ، ويؤوى الطريد ، ويعود الشريد ، ويغنى الفقير ، ويجار المستجير ، ويوقّر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويعزّ المظلوم ، ويذلّ الظلوم ، وتفرج الغمّاء ، وتسكن الدّهماء ، ويموت الاختلاف ، ويحيى الايتلاف ، ويعلو العلم ، ويشمل السلم ، وتجمل النيّات ، ويجمع الشتات ، ويقوى الإيمان ، ويتلى القرآن ، إنّك أنت الديّان ، المنعم المنّان…(4).
رزقنا الله وأياكم شفاعة محمد وآل محمد -صلى الله وسلم عليهم- يوم الحشر ..أسعد الله أيامكم جميعاً تقبلوا تحياتنا
المصادر:-
1ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي (ره): ج50 ص44 ح13.
2ـ المصدر السابق: ج50 ص47 ح22.
3ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (ره): ج4 ص390.4
4- مفاتيح الجنان جمع الشيخ عباس القمي (ره)
جمع وطرح عضو الجماعة: ياصاحب الزمان. مراجعة وتوضيح:
السيد امين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا