السمات التي جسدها القرآن والتاريخ بين يحيى والحسين ومعنى قول جابر في زيارته له
●ياصاحب الزمان سماحة السيد أمين السعيدي حفظهم الله.
نبي الله يحيى؛ هو ابن نبي الله زكريا، ولد استجابة لدعاء أبيه زكريا عليه الصلاة والسلام لله أن يرزقه الذرية الصالحة، فجعل آية مولده أن لا يكلم الناس ثلاث ليالٍ سويّا، وقد كان يحيى نبياً وحصوراً ومن الصالحين ، كما كان باراً تقياً ورعاً منذ صباه.
ذُكِرَ خبر ولادة يحيى عليه الصلاة والسلام في قصة نبي الله زكريا. وقد شهد الحق عز وجل له أنه لم يجعل له من قبل شبيهاً ولا مثيلاً ولا سمّياً، قال سبحانه:
(يَازكريَّـآ إنّـا نُبشرك بغُـلامٍ اُسـمُهُ يَحيى لَم نَجعل لَّـهُ مِن قَبلُ سَمِيّـاً) سورة مريم: 7.
وهو النبي الذي قال الحق تعالى عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا) سورة مريم: 13.
ومثلما أوتي الخضر علماً من لدن الله سبحانه، كذلك أوتي يحيي حناناً من لدن الله تعالى، والعلم مفهوم، والحنان هو العلم الشمولي الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها، كأنّ الحنان درجة من درجات الحب الذي ينبع من العلم.
لقد كان يحيي في الأنبياء نموذجاً لا مثيل له في النسك والزهد والحب الإلهي، فهو النبي الناسك. الذي كان يضيء حباً لكل الكائنات، وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال، ثم أَهدَرت دمه كلمة حق قالها في بلاط مَلكٍ ظالم، بشأن أمر يتصل براقصة بغي!
ولد يحيى، وكان ميلاده معجزة، فقد جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئْسِ الشيخ من الذرية، وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا عليه الصلاة والسلام.
وكلما كبر يحيى في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام.
كان يحيي يحب القراءة، وكان يقرأ في العلم من طفولته، فلما صار صبياً نادته رحمة ربه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) سورة مريم: 12.
فصدر الأمر ليحيى وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة، بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام؛ كتاب الشريعة، حيث رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي، فكان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه، إذ درس الشريعة دراسة كاملة، ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي، فكان يحكم بين الناس، ويبيّن لهم أسرار الدين، ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع، يأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وبقربها بالعهد من الله وعلى عهد الله؛ لكن هذا العظيم غُيّب عن الناس لكلمة حقٍ قالها في الله تجاه راقصة لا قيمة لها! وهكذا يذهب العظماء!
كانت مواجهة النبي يحيى لانحرافات الملوك صارمة؛ كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشراً في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحداً بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
كان الملك آنذاك يريد الزواج من ابنة أخيه رغم كون الملك نفسه عمّها! حيث أعجبه جمالها، كما أنها هي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك.
نعم؛ لقد كان لديهما علم بأن هذا حرام في دينهما (التوراة)، وهكذا أرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه الصلاة والسلام، فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك من الحكم الشرعي.
أما تلك الفتاة فلم يكن لديها أي حرج من الزواج بالحرام من رجل ظالم وفاسق والذي هو عمها، حيث كانت بغيّة فاجرة، إلا أن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها، حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن فعله هذا انحراف؛ فغضب الملك وأسقط ما في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت طامعة في الملك، لذا في إحدى الليالي الساكرة أخذت البنت تغني وترقص أمام الملك، فتهيّجَ وأرادها لنفسه؛ فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني.
قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى؟ قالت: ائتني برأس يحيى مهراً لي! وأغرته إغراء شديداً؛ فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب، وقتلوه! وقدّموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّة الفاجرة الراقصة وتزوجها بالحرام.
ورد في الروايات أن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه هو أول من زار الإمام الحسين عليه السلام، ومن جملة ما قاله جابر في زيارته: “وأشهد أنّك مضيتَ على ما مضى عليه أخوك يحيى بنُ زكريّا”!
فما هي حقيقة ما مضى عليه يحيى بن زكريا عليهما السلام التي قصدها جابر والناس تردد كلماته في المجالس الحسينية والمآتم؟! إليك القصة من مصدرها وهو القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه وبليغ خطابه بسمالله الرحمن الرحيم
(كهيعص{1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا{2}) سورة مريم: 1-2.
من الحروف القرآنية المقطّعة في أول سورة مريم، جاء في بعض التفاسير أنّ هذه الحروف من أنباء الغيب أطْلع عليها عبده زكريا ثم قصّها على محمد عليه وآله السلام، وذلك أن زكريا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة، فاهبط عليه جبرائيل عليه الصلاة والسلام فعلّمه إيّاها، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن عليهم السلام سري عنه همه وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة، فسأل الله عن سبب ذلك فأخبره القصّة فقال: كهيعص؛ فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة الطاهرة، الياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه والصاد صبره. [تفسير البرهان ج3 ص3، بحار الأنوار ج44 ص223ٍ].
ثم إنّ هنالك شبه كبير بين النبي يحيى والإمام الحسين عليهما السلام، ومن ذلك قوله عز وجل:
(فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) سورة آل عمران: 39.
والشبه هنا بين نبي الله يحيى والإمام الحسين -لنعرف مقصود جابر العالم العظيم- ينقسم إلى قسمين؛ قرآني وتأريخي:
أما القرآني ففيه ما يقارب خمس صفات ذكرها القرآن وقد جسدها الحسين عليه الصلاة والسلام عملياً، وهي:
1-قال القرآن في يحيى (مصدقاً بكلمة من الله) سورة آل عمران: 39. وكلمة الله حينما تذكر في الكتب السماوية يراد بها نبي الله عيسى عليه السلام.
نبي الله يحيى: كان يحيى أول من آمن بنبوة عيسى عليه السلام رغم أنه كان يكبر عن عيسى بستة أشهر، وقد كان لإيمانه بنبوة عيسى أثر كبير في انتشار واستمرارية رسالة عيسى عليه السلام.
الإمام الحسين(ع): وقد كان الحسين من المصدقين لنبوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان لتصديقه الأثر الكبير في انتشار الدين الإسلامي، وذلك عن طريق الثورة الحسينية المباركة (فهو القائل: إن كان دين محمد لن يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني). وبالفعل لو لا ثورة الحسين وانتصاره لما بقي للدين ذكراً، وما نراه اليوم بأعيننا خير شاهد.
ينقل أنه لما رجع الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام إلى المدينة بعد واقعة كربلاء، جاءه رجل فقال له: من المنتصر؟
فقال الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام: إذا دخل وقت الصلاة وسمعت الأذان ستعرف من هو المنتصر.
ولذا قالوا: الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء.
2- نبي الله يحيى: كان (سيداً)؛ أي أنه ساد على قومه.
الإمام الحسين: ليس سيداً فقط بل إنه سيد شباب أهل الجنة، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
3– من الشبه القرآني أن نبي الله يحيى كان حصوراً، والحصور قيل بأنه الذي لا يأتي النساء (أي لا يشتهي شهوة النساء)، وقيل هو البالغ في قصر النفس عن الشهوات والملاهي.
الإمام الحسين: كان الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام يقول: عجبتُ كيف وِلدتُ لأبي؛ يقصد أن الحسين عليه الصلاة والسلام كان كثير العبادة فكيف لقي وقتاً ينجب فيه الأبناء من شدة اعتزاله النساء وانشغاله بعبادة ربه!
ومن خلال كربلاء نعرف أن الحسين عليه الصلاة والسلام لم يكن حصوراً بالمعنيين السالفين فقط، بل إنه طلق الدنيا وما فيها وطلب لقاء الله عن طريق الشهادة، فكان حصوراً عن كل شيء سوى الله تعالى، وها هو يقول:
تركت الخلق طراً في هواك ** وأيتمت العيــــال لكي أراك
فلو قطعتني في الحب إرباً ** لما مال الفؤاد إلى سواك!!
4-نبي الله يحيى: (ونبياً)؛ والنبوة هي حمل كلمة الله للخلق.
الإمام الحسين: (إماماً)؛ والإمامة حمل كلمة الله للخلق وإقامة حكم الله في الأرض لأنها امتداد طبيعي للنبوة.
5-نبي الله يحيى: (من الصالحين) وكل الأنبياء والأئمة صالحين، فلماذا القرآن وسم يحيى عليه الصلاة والسلام بهذه السمة؟
الجواب على ذلك:-
لا ريب في أن كل الأنبياء والأئمة هم من أهل الصلاح، ولكن قد يتعرضون إلى ما يشكك في مصداقيتهم من أهل الضلال، وهنا لابد أن يتجسد صلاحهم في موقف عملي صارخ في وجه الفساد ولو كلفهم ذلك حياتهم، كما قد حصل ذلك لنبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فنبي الله يحيى كان يعيش في زمن (هروديس) ملك فلسطين، وقد أغرم هذا الطاغية -كما بينا- بابنة أخته (هروديا) -على رواية أخرى- فصمم على الزواج منها.
فبلغ الخبر نبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام فأعلن كلمة الصلاح بكل صراحة أن هذا زواج مخالف لتعاليم التوراة، ووقف موقفاً شديداً أمام هذا الفساد.
فسمعت تلك الفتاة بأن النبي يحيى يقف عائقاً أمام زواجها من خالها، فقالت: لهروديس أن كنت تريد إرضائي فاقتل يحيى فانه قد شوه سمعتي بين الناس. وبالفعل قام الشقي وأنفذ الأمر بقتل النبي العظيم وقطع رأسه.
أما الإمام الحسين: فقد خرج ثائراً ضد ذلك الفساد الذي تلبّس به يزيد بن معاوية المنحرف، وقد رسم الحسين شخصية يزيد إذ يقول عليه الصلاة والسلام:
إننا أهل بيت بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد فاسق، فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسوق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله.
وكذا أعلنها عليه الصلاة والسلام صريحة إذ يقول: (لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر إقرار العبيد) حتى ولو أودى هذا الأمر بحياته عليه الصلاة والسلام، فالمهم عنده التجسيد العملي لطريق الصلاح. يقول عليه الصلاة والسلام:
(إني لم اخرج أشِراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر). [شرح إحقاق الحق،للسيد المرعشي: ج33 ص674].
هذه هي وجوه الشبه القرآنية بين نبي الله يحيى والإمام الحسين، وأما الوجوه التاريخية التي يمكن من خلالها فهم مقصود جابر الرجل الهرِم صحابي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمكن أن نشير منها إلى خمسة أيضا، وهي ما يلي:-
1- أنّ يحيى والحسين ولدا لستة أشهر. 2- أنّ يحيى سمّاه الله تعالى ولم يجعل له من قبل سمّياً وكذلك الحسين عليهما الصلاة والسلام. 3- أنّ السماء لم تبكِ إلاّ عليهما.
4- أنّ قاتل النبي يحيى ولد زنا، وكذلك قاتل الأمام الحسين ولد زنا. 5- أوجه الشبه التي تتعلق بالرأس، والتي منها ما ذكره الحسين عليه الصلاة والسلام نفسه، فعن علي بن الحسين عليهما الصلاة والسلام قال:
(خرجنا مع الحسين عليه الصلاة والسلام فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلاّ وذكر يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام وقال يوماً: “من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل” .
فكما أهدي رأس يحيى عليه الصلاة والسلام إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، كذلك أهدي رأس الحسين عليه الصلاة والسلام إلى اللعين الفاجر يزيد.
وعندما فُصل رأس النبي يحيى عن الجسد تكلم الرأس، والإمام الحسين تكلم رأسه وهو على رأس الرمح بآيات من الذكر الحكيم، ولم نعلم بحصول هذه الحالة إلا مع يحيى والحسين(ع).
والنبي يحيى هو النّبي الوحيد الذي نعلم بأنه قتل مقطوع الرأس فلم يقتل قَتْل أحد الأنبياء، وهكذا كان الإمام الحسين، حيث قتل مقطوع الرأس وهو الإمام الوحيد فلم يقتل قَتْل أحد الأئمة. ومن ذلك أيضاً أنّ رأس يحيى ذُبح بطست من ذهب، وأمّا الحسين فقد ذُبح من القفا وحُمل رأسه على الرمح وطيف به في البلدان، ووُضع أيضاً على طبق من ذهب بين يدي يزيد يقرّع ثناياه بالقضيب. ومن أوجه الشبه أيضاً أنّ دم يحيى بقي يفور والناس يطرحون عليه التراب فيعلو الدم حتى صار تلاًّ عظيماً ولم يسكن حتى جاء (بخت نصر) وقتل سبعين ألفاً من اليهود، ولكنّ الحسين ظلّ دمه فائراً ثائراً وسيبقى حتى يظهر من يأخذ له بثأره عجّل الله تعالى فَرَجَه الشريف، وقد أخبر الحسين ابنه عليّاً بذلك حين قال:
(يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفاً)؛ لاحظ نفس العدد.
لكن هناك بعض التساؤلات التي نود طرحها، وهي:- يا ترى أكان ليحيى أنصار هم خيرة الرجال، جسدوا المواساة في ذلك الموقف، في كل حين يقف عند أحدهم، وهم يتجادلون واحداً إثر الآخر، حتى تفانوا عن آخرهم، فبقى وحيداً، يناديهم فتضطرب أجسامهم، ولا يقوون على حراك؟
أكان ليحيى أخ وحامل لواء كالعباس، نظره مقطوع الكفين، فانحنى عليه ووضع رأسه في حجره وقال الآن شمت بي عدوي، الآن انكسر ظهري؟ أكان له ابن كعلي الأكبر، كان زينة الشباب، رآه وقد لعبت السيوف بجسمه، فوضع خده على خد ابنه، وانكسر قلبه على شبابه؟
أكان له ابن أخ كالقاسم زفه للمعركة، ومن ثم رآه مجدلاً على التراب، فحمله على صدره ورجلاه تخطان على الأرض، ولم يتهنَ بشباب ولا بزفاف؟ أكان له ابن رضيع كعبد الله الرضيع قتل بين يديه بسهم من الوريد إلى الوريد، عطشان ظمآن؟
الحسين عليه الصلاة والسلام كان يغيب في الميدان، ومن ثم يعود وهو يحمل بين يديه كوكباً ولا يكاد يضعه حتى يجلب آخر فيضعه بجانبه، وهم في معظمهم شباب.
أكان ليحيى حرم ونساء وأطفال خلّفهم بين يدي أعدائه، تعرضن للسبي والضرب والركب على الجمال الهزل، وسِير بهم من بلد لآخر، بين متفرّج وشامت؟ أكان له أخت كزينب؟
بأبي التي ورثت مصائب أمها ** فغدت تعالجها بصبر أبيها أكان له ابنة ماتت عندما وضعوا بين يديها رأس أبيها؟
عاين الحسين (ع) كل هذا، قبل أن يموت وقبل أن يقتل وينحر، فتقطعت كبده وانحنت ضلوعه، حتى أن الموت كان أهون عليه مما يراه في أنصاره وأهل بيته، وبعدها عُلِّق رأسه على رمح، فأي قلب هذا الذي بين جنبيك سيدي، كيف تحملت كل ذاك! وكيف تحمله ابنك زين العابدين وأختك زينب!
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا وعلى أخيك يحيى بن زكريا.
جملة المصادر:-
1) شرح إحقاق الحق،للسيد المرعشي: ج33 ص674.
2) مقتل الحسين، للخوارزمي: ج1 ص 188
3) تفسير البرهان: ج3 ص3.
4) بحار الأنوار: ج44 ص223.
5) المناقب، لابن شهرا شوب.
6) عوالم الإمام الحسين.
عظم الله لكم الأجر وحُسن الثواب..
عضو الجماعة: (ياصاحب الزمان).
راجعه وصححه: السيد أمين السعيدي.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا