بقلم: السيد أمين السعيدي
[dropshadowbox align=”none” effect=”lifted-both” width=”850px” height=”” background_color=”#ffffff” border_width=”1″ border_color=”#dddddd” ]
بين (قتلى فرنسا) و(شهداء نيجيريا)
بسم الله الرحمن الرحيم.
إذا أردنا أن نتصارح بكلمات شفافة وواضحة دون أي تعارفات ومجاملات، ونتكلم بذات لغة أولئك الجهابذة الذين تصارخوا لقتلى فرنسا الأعزاء ونسوا –أو غفلوا سبحان الله عن- التصارخ لشهداء نيجيريا، وإن كنت لا أطيق التكلم بتلك اللغة المائعة؛ فأَسأل: أوَليست نيجيريا من نوع البشر يا إخوان؟
أم لأن أَبْشارهم سود؟
أَهذه هي البشرية عندكم؟
هذه هي الإنسانية؟
إذاً الإنسانية في قاموسكم هي فقط للبيض، الخِماص، الخماص لا بمعنى النِّطاقات الدينية، كما أنها فقط للبشر الأحرار الذين يعيشون في دول علمانية وأشباهها. وأكثر الإيمان الإنسانية في قاموسكم هي فقط لأولاد الجارية الشَّهْباء أوروبا أولاً وثانياً برتبةٍ أدنى –وكثيراً جداً- لأبناء الأَمَة المستعبَدة آسيا من الشرق، وعلى أقل الإيمان الإنسانية [الأولى] هي منظور الكثير من أطياف أوروبا، وقد يزاد عليها القطط والكلاب … مع سلْب جزء الموضوع العارِض وهو المجنَّسين أو المغتربين أو النساء المؤمنات المحجَّبات حسب اتساع أفق الإنسانية وضيقه في جنس مقولةِ القاموس النفعي الذي يُغَرَّد له من أبطال ديباجة العباقرة المنظِّرين الأصليين أو المستبطِلين المقلِّدين الصم البكم والتوابع المنصوبة والمكسورة والمجرورة والمرفوعة؛
لأنه ببساطة يحق لهم الاستئثار بثرواتنا المتناقصة، وشتم نبينا رسمياً بأي وقت، والدَّوس على قلوبنا المتحجرة فاقدة قوى الحس، وقتلنا في كل مكان، في فلسطين والعراق وأخواتهما، ولو من أجل قطةٍ زرقاء أو غير زرقاء، وتغذية أكابر الإرهابيين وأصاغرهم بشتى صنوف السلاح والتكنولوجيا والكامرات الاحترافية المتخصصة والفوق تَخصُّص. و[الثانية] هي منظور الكثير من مساكين الشرق الذين يدَّعون الخبروية في كل شيء وهُم للآن لم يستطيعوا التفريق بين رأس الأفعى وذنَبها، أما الذين يعيشون في أفريقيا؛ فهم على كلا التقديرين الوضعيين كائنات من خارج كوكب الإنسانية المقدَّس قدَّسَ الله سرَّه.
ثمّ إذا دَخلنا إلى عمق جوهر هؤلاء الفطاحل الأعزة؛ فإنّ السر في نومهم عن شهداء نيجيريا، وتَساكتهم عن ذلك بالحد الذي لم يُعطَ عندهم لفاجعة نيجيريا أدنى أهمية، لا وجودياً ولا حتى مجرَّد إعلامياً على وطر كذبة الإنسانية والديمقراطية والحرية الممشوش بها العقول العانسة الناعسة ثم الأفواه الفقماء، وإن كان منهم صنفان؛
أصحاب إرادة –بل إرادات- مؤقَّتة ولا أصحاب إرادة، فالسر يكمن في أن غالب روّاد الدعوات العلمانية العَظْمية العُظماء من المسلمين الشيعة … متى ما كان في الصحراء ناقة يَركبونها غرَّدوا، ومتى لم يكن أَحجَموا وغطُّوا في سباتٍ عميق، ولعل الشتاء أثَّر عليهم فأكثَرَهم نوماً، فإن كان كذلك؛ فلهم العذر مادام الماء في صيفنا جهنم وفي شتائنا زمهريرَ كزمهرير لَظى لكن بدخانِ أنقاض السيول الجارفة! عفواً شتاءنا فإني أعني ماء السياسة النتن؛ لأنك -يا شتاءنا والخِطابُ لك وحدك فقط وحسب- والحمد لله لازال فيك سخانات يابانية وصينية … تغلي الماء؛ والعذرُ عند شتائنا الكريم مقبولُ.
وأما عباقرة إخواني السنة وروّاد السيادة والتقدم الأَخّاذ، شعب الله العاقل الموحِّد الأوحد المختار؛ فالسر في صَمَمِ غالبيتهم هو أنّ المعادلة مختلفة تماماً؛ لسببٍ بسيط؛ يكمن في أن القتلى ببساطة شيعة مشركين وأَتباع ابن أبي طالب وابن سبأ الأسطورة الملعون، والشيعة حتى لو كانوا من قارة آسيا ومشمولين لمنطق الجغرافيا الأهبل، إلا أنهم خارج سِرب الإنسانية العظيم -زاده الله شرفاً- الشامل لكل فرد غربي وقطة وكلب غربيين ..، أكرر الغربيَّين؛
لأنه فقط القطط والكلاب الغربية لها أن تحظى برِياش الإنسان المدلَّل؛ أما القطط والچلاب الشرقية فهي بكل حين تُهَش عند حاويات الزبالة وعلى الكورنيش المتسِخ بوحل الكائنات التحت أرضية وفي الزَّرائب وتعطى أتعس الطعام، اللهم إلا أن تتغرَّب أو تتجنَّس شريطة أن لا تتحجب إلا ببعض حجاب القطط والكلاب الدَّلالية والدافئة والحامية الممنوعة على القطط البشرية؛ ولهذا طبيعي أن تنتهي الأمور في نيجيريا –وقبلها لبنان لحظة فاجعة فرنسا ..- على هذا الحال الرائع والمتميز!
أكتفي بهذا، فالأمور لست أشك بأنها باتت واضحة للأطفال فضلاً عن الكبار.
غفر الله للإنسانية.
اللهم أدِم شتاءهم وسُباتَهم، وأرحنا من مشاغَباتِهم وضوضائهم، علَّنا ننام نومةً هنيئة ولو ساعة.
وغفر الله للقط والچلاب الأوروبية، وأعان القطط والچلاب الشرقية.
كَتبَه: فاقد الإنسانية؛ التجارية.
10ربيع الأول 1437هـ
[/dropshadowbox]
ابوعلي
چ 10 ربیعالثانی 1437ﻫ 20-1-2016م در ساعت 6:59 ب.ظاحسنت
اجركم الله