رسالة التطبير14 (أبو مخنف لوط/ سند ينابيع القندوزي لنَطْح زينب المَحْمَل)
? موجز عناوين الأبحاث المتقدمة وفهرست المنعقِد هنا:
تَقدَّم من الأبحاث (المَدْخل) و(الفصل الأول)، تم بعدها الشروع بالفصل الحالي (الثاني)؛ وهو الفصل المتکفل بذكر وتحقيق (أدلة التطبير بالعنوان الأولي الخاص الصريح)، وقد تقدَّم منه المبحث الأول بـ(بيان ألفاظ العنوان) في مسألتين؛ كانت الثانية منهما حول الإجابة -إجمالاً- عن (هل الحُكم الأولي الصريح متوفر في التطبير أم لا؟)؛ فابتدأتُ المبحث الثاني بطرح أول دليل أولي خاص؛ والذي كان (حادثة نطْح العقیلة زينب عليها الصلاة والسلام جبينها بالمَحْمَل في الكوفة)، بدأتُ الكلام في الحادثة ببحث سَنَدها باستحصاء جميع الكتب (المَصادر) ومجموعة شهيرة من الكتب (المَراجِع) التي ذكرَتْها في صدد سرد الخبر ورواية أحداث الطف؛ فانتهى بنا الكلام عند تحقيق أحوال ورِجال أسناد الخبر الورادة في هذه الكتب، والتي ابتدأتُها بسند الخبر في كتاب (ينابيع المودة)، فتقدم الكلام في مؤلِّفه سليمان القندوزي، وفيما يلي تفصيل الأمر بإسناده للخبر:
? الفصل الثاني: (أدلة التطبير بالعنوان الأولي الخاص):-
? المبحث الثاني:
الدليل الأولي الخاص الأول (حادثة نَطْح العقیلة جبينها بالمَحْمَل):-
● صورة إسناد الخبر ورِجاله في المصدر الأول (الينابيع):
في عنوان (بلوغ خبر مقتل الحسين للنساء وبكاؤهن) روى القندوزي في كتابه ينابيع المودة رواية عن ابن عباس، قال: (قال عبد الله بن عباس ’’رضي الله عنهما‘‘: حدَّثني من شهد وقعة الطف: إنَّ فَرَسَ الحسين ’’أوصله الله إلى غاية بركاته ومنتهى رضوانه وسعاداته‘‘ جَعل يَصهل صهيلاً عالياً ويمشي عند القتلى واحداً بعد واحد حتى وقف على البدن المبارك للحسين ..) ثم جاء في نفس الكتاب: (قال عبد الله بن قيس: لقد رأيت الجواد وهو يدفع الناس عن نفسه، ثم غاص في وسط الفرات فلم يُرَ له خبر ولا أثر. ثم إن عمر بن سعد جمع قتلاه وصلى بهم ودفنهم، وترك الحسين وأصحابه ..) فأورد خبر النطح هاهنا.
ولا أدري لماذا جَعل البعض راوي خبر النطح في رواية القندوزي عبد الله بن عباس! مع أنه ورد بعد كلام ابن عباس لفظ (قال عبد الله بن قيس: ..) فجاء خبر النطح بعد هذا. وعلى أيِّ حال؛ فإنّ الرواية بكل من الراويَين –سواء استظهرنا أنه ابن عباس أم عبد الله بن قيس- ضعيفة الإسناد مرسَلة[1]؛ فإنّ القندوزي متأخر جداً عن الرجلين؛ إذ ولد سنة 1225هـ.
كما ينبغي العلم بأنّ القندوزي إنما يروي الخبر بالأصل عن كتاب مَقتَل الحسين للوط بن يحيى بن سعيد الأزدي؛ فهو يروي الخبر إذاً عن أبي مخنف؛ فإنه قال في الينابيع بداية المجلد الثالث بالباب الحادي والستين معنوِناً له بـ(في إيراد ما في الكتاب المسمى بـ’’مقتل أبي مخنف‘‘ الذي ذَكَرَ في شهادة الحسين وأصحابه مفصّلاً) ثم ذكر القندوزي الخبر تحت هذا الباب في عنوان (دخول السبايا إلى الكوفة)[2]. وحَسَنٌ أنّ محقِّق كتاب الينابيع كان ملتفتاً إلى أن القندوزي لم يَنقل مِن نُسخة كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف المنتشرة بين أيدينا نصّيّاً بالكامل؛ قال المحقِّق في الهامش بمطْلَع الباب الحادي والستين: (لمّا وجدنا هذه النسخة [يعني نُسخة نَص مقتل الحسين الوارد في كتاب القندوزي] لا تتطابق مع النسخة الشائعة [يعني لا تتطابق مع نسخة كتاب مقتل أبي مخنف المنتشرة في الأسواق والمكتبات] ولا نسخة الطبري [باعتبار أن أبا جعفر محمد بن جرير الطبري المولود سنة 224هـ المتوفى 310هـ يروي كثيراً من المقتل عن كتاب أبي مخنف الأصلي] تركناها على حالها، بَيْدَ أننا لاحظنا من خلال تقارب النَّص نِسْبيّاً أنها تكاد تكون مختصرة عن النسخة الشائعة. والله أعلم. ولا يفوتنا التنويه إلى أننا أضفنا بعض العناوين وجعلناها بين معقوفين لتمييزها عن النَّص)[3].
بالتالي؛ هذا يضطرنا للبحث في أبي مخنف ووثاقته، وهل يمكننا الاعتماد على روايته أم لا؟ ومن ثم ننظر في وثاقة عبد الله بن عباس وعبد الله بن قيس الّذَين يروي عنهما في كتابه مقتل الحسين حسب نقل القندوزي، وبعدها أتكلم عن كتابه المقتل، وهل يمكننا العثور على روايته للخبر مباشرة عن عبد الله أو بطريق آخر؟؛ فالرجل –أعني أبا مخنف- شخصية مهمة جداً في موضوع الطف وتاريخِ كربلاء وأحداثها، وأعتقد أن الكثير من الناس سمعوا باسمه على المَنابر؛ فمن هو أبو مخنف وما حقيقة كتابه مَقتل الحسين الذي يَنقل عنه الكثير من الكُتّاب والخطباء ويَنسج على رواياته الشعراء مشاعرهم وأشعارهم؟
● تحقيق شخصية أبي مخنف:
أبو مِخْنَف[4] -بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون- هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سُليم –سالم؛ أسلم؛ سلم[5]- الأزدي الغامِدي –بكسر الميم نسبة إلى غامد وهو بطنٌ مِن بطون الأزد- الكوفي (ت: 157هـ وقیل قبل 170هـ[6]). ترجمه أبو عبد الله ياقوت الحَمَوي (ت: 626هـ) في معجم الأدباء بباب اللام؛ قال: (لوط بن يحيى بن[7] محنف[8] بن سليمان[9] بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذُهل بن مازن بن ذبيان[10] بن ثعلبة[11] بن سعد مناة بن غامد، واسم غامد عمر[12]، ابن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، يكنى أبا مخنف، ومخنف بن سليمان من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. مات لوط سنة سبع وخمسين ومائة)[13]، وتَرجم له ابن شاكر بن أحمد الكتبي الداراني (ت: 764هـ) في فوات الوفيات فذكر وفاته بنفس هذا التاريخ[14].
ويشتهر أبو مِخْنَف بصاحب المَغازي والفتوح؛ باعتباره له كتب تاريخية كثيرة في السِّيَر والوقائع وحروب الإسلام، كما يشتهر بصاحب المَقتل؛ كتاب مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام.
صُحبته لأئمة آل محمد صلى الله عليه وآله:
ذَكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت: 460هـ) في رجاله بأسماء من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام وفقاً لما ذهب إليه أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي (ت: 350هـ) في كتابه المفقود منذ القرن السادس مَعرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين عليهم السلام؛ إذ قال: (لوط بن يحيى الأزدي، يكنى أبا مخنف، هكذا ذكر الكشي [يعني ذكره ممن روى عن أمير المؤمنين عليه السلام]، وعندي أن هذا غلط، لأن لوط بن يحيى لم يلقَ أمير المؤمنين عليه السلام، وكان أبوه يحيى من أصحابه عليه السلام)[15] انتهى.
قال رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي المازندراني المعروف بابن شهرآشوب (ت: 588هـ)، قال في معالم العلماء:
(أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي، أبوه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، له كتب كثيرة في السير كمقتل الحسين عليه السلام، مقتل محمد بن أبي بكر [والأشتر ومحمد بن أبي حُذَيْفة][16]، مقتل عثمان، الجمل وصفين، [الـ][17] خطبة الزهراء)[18] انتهى. وعَدَّه في المَناقب من أصحاب الحسن عليه الصلاة والسلام ولم يذكره في خواص أبيه سلام الله عليه؛ قال بباب إمامة أبي محمد الحسن بن علي ما نصّه:
(ومن أصحابه [يعني أبا محمد الحسن] عليه السلام: عبد الله بن جعفر الطيار، ومسلم بن عقيل، وعبيد الله ابن العباس، وحبابة بنت جعفر الوالبية، وحذيفة بن أسيد، والجارود بن أبي بشر، والجارود بن المنذر، وقيس بن أشعث بن سوار، وسفيان بن أبي ليلى الهمداني، وعمرو بن قيس المشرقي، وأبو صالح كيسان بن كليب، وأبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي، ومسلم بن بطين، وأبو رزين مسعود بن أبي وائل، وهلال بن يساف، وأبو إسحاق بن كليب السبيعي. وأصحابه من خواص أبيه مثل: حجر، ورشيد، ورفاعة، وكميل، والمسيب، وقيس، وابن وائلة، وابن الحمق، وابن أرقم، وابن صرد، وابن عقلة، وجابر، والدولي، وحبة، وعباية، وجعيد، وسليم، وحبيب ابن قيس، والأحنف، والأصبغ، والأعور. مما لا يحصى كثرة)[19].
وقال الشيخ الطوسي في كتابه الفِهْرِسْت:
(لوط بن يحيى، يكنى أبا مخنف، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ومن أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام، على ما زعم الكشي، والصحيح أن أباه كان من أصحاب علي عليه السلام، وهو لم يَلقه)[20]، فلم يَذكر الشيخ أنه كان من أصحاب الإمام الصادق سلام الله عليه، بينما طَراه في كتاب الرِّجال عند ذِكر أصحاب الحسن والحسين وأبي عبد الله سلام الله عليهم؛ فعَدَّه تارة من أصحاب الإمام الحسن الزكي عليه الصلاة والسلام، قال: (لوط بن يحيى، يكنى أبا مخنف)[21]، وعَدَّه ثانية من أصحاب الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، قال: (لوط بن يحيى يكنى أبا مخنف)[22]، وثالثة عَدَّه في أصحاب الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام، قال: (لوط بن يحيى، أبو مخنف الأزدي الكوفي، صاحب المَغازي)[23].
وله ترجمة أيضاً في فِهْرِسْت ابن النديم أبو الفرج الوَرَّاق المعتزلي (ت: 438هـ)، ویُحسَب ابن النديم من البعض على الشيعة، قال: (أبو مخنف: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي وكان مخنف بن سليم من أصحاب علي عليه السلام وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم)[24].
بينما قال ابن الكوفي أبو العباس أحمد بن علي المعروف بالنجاشي (توفي النجاشي -على ما قيل- سنة 450هـ. وهو غلط؛ لأنه ترجم لأبي يعلى الجعفري أنه توفي 463هـ؛ فلابد أن وفاته كانت بعد ذلك)، قال عن أبي مخنف: (روى عن جعفر بن محمد عليه السلام. وقيل: إنه روى عن أبي جعفر عليه السلام ولم يصح)[25]؛ يعني روى عن الصادق عليه الصلاة والسلام، ولم يَصُح أنه روى عن الباقر سلام الله عليه.
● أقول:
تعبير أبي جعفر رحمه الله معنوِناً في كتابه الرجال عنواناً شاملاً بلفظ (أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام) و(أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام) وفي الفِهْرِست بلفظ (ومِن أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام) ومن ثم ذِكر اسم أبي مخنف .. فيهم، ليس تعبيراً في محله؛ فلو عبَّر في رجاله -كما فَعل في عنوان أسماء مَن روى عن أمير المؤمنين عليه السلام- بلفظ ’’أسماء مَن روى عن أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام‘‘ و’’مَن روى عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام‘‘، وعَبَّر في فِهْرِسْته بدل ذلك بلفظ ’’وممَّن روى عن الحسن والحسين عليهما السلام‘‘ أو ’’ممن روى عن أصحابهما‘‘ فأَدرَج أبا مخنف مميزاً بين الراوي والصاحب، أو عَلَّق على لفظ الكشي إن كان ما ذكره في الفهرست هو لفظ المرحوم الكشي نصّيّاً؛ لكان أصح، بل الصحيح؛ إذ سيأتي أنّ لوط لم يكن من أصحاب الحَسَنين عليهما الصلاة والسلام، بل لم تثبت حتى روايته عنهما، لكن أبعد ما يكون أنه روى عنهما ولم تصلنا روايته، اللهم إلا أن يكون الشيخ الطوسي والكشي قصدا أنه صحبهما عليهما الصلاة والسلام لا روى عنهما فحسب؛ فعندئذٍ يكون هذا غلطاً منهما ليس في التعبير فحسب، فالنقاش ينتقل لأصل صحبته وعدم صحبته كما سيأتي؛ هذا ما أوقعَ كثيراً من الكُتّاب في الخطأ، حتى أنّ البعض حاول إيجاد مخارج لتثبيت أنّ أبا مخنف كان من أصحابهما وأصحاب أمير المؤمنين عليه وعليهما الصلاة والسلام. نعم؛ أصاب الشيخ الطوسي بذكر أبي مخنف تحت لفظ عنوان (أصحاب الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام)؛ لأنه كما سيأتي يَشمله لفظ (أصحاب).
النظر في قول العلامة الحلي:
وقال ابن المطهَّر جمال الدين أبو منصور المعروف بالعلاّمة الحِلِّي (ت: 726هـ) في القسم الأول من كتابه خلاصة الأقوال المشهور برجال الحِلِّي: (لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن أسلم الأزدي الغامدي ..، روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام. قال النجاشي: وقيل: أنه روى عن أبي جعفر عليه السلام، ولم يَصُح. وقال الشيخ الطوسي رحمه الله والكشي: أنه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، والظاهر خلافه، وأما أبوه يحيى فإنه كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. فلعل قول الشيخ الطوسي والكشي إشارة إلى الأب، والله أعلم)[26] انتهى. إلا أنه غريب من العلاّمة نِسْبة القول بأنه من أصحاب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام إلى الشيخ الطوسي، مع أنّ الشيخ الطوسي –كما رأيت- صرَّح بأنه قول الكشي ولم يَرتضه، بل صرَّح بذلك في رجاله وفِهْرِسْتِه أيضاً.
ودافَع الشهيد الثاني (ت: 965هـ) في الرسائل عن العلاّمة رحمهما الله بقوله أواخر القِسم الأول من حاشية خلاصة الأقول فيمن يعتمد على روايته: (ويمكن أن يكون ما نقله [العلامة] عنه [عن الشيخ الطوسي موجود من الشيخ] في غير هذين الكتابين [كتاب رجال الشيخ وفِهْرِسْته]، إلا أنّه بعيد)[27].
النظر في التأمل بصحبة أبي مخنف لعلي عليه السلام:
وأما دعوى أنه يمكن التّأمل في إنكار الشيخ الطوسي عدم كون أبي مخنف من أصحاب أمير المؤمنين بحجة أن أبا مخنف روى عنه سلام الله عليه مباشرة بلا واسطة؛ كما في باب وضْع المعروف مَوضعه الوارد في كتاب الكافي للكليني (ت: 329هـ) بروايته عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار[28]، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الأزدي، قال:
(أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رَهْطٌ من الشيعة فقالوا: يا أمير المؤمنين لو أَخرَجْتَ هذه الأموالَ ففرَّقْتَها في هؤلاء الرُّؤساء والأشراف وفضَّلْتَهم علينا حتى إذا استَوسَقَتِ الأُمورُ عُدْتَ إلى أَفْضَلِ ما عَوَّدَكَ الله مِن القَسْمِ بالسَّوِيَّة والعَدْلِ في الرَّعِيَّة ..)[29]؛ فهو لا يبطل عدم كونه من أصحابه؛ فإنّ الرواية بهذا الإسناد تكون مرْسَلة؛ إذ بلحاظ تواريخ ولادات رجالات سلسلة صُلْبِه الأعلى بناءً على القول بأن المستفاد مما نقله المنقري والطبري في سن عم أبيه محمد بن مخنف بن سليم أيام معركة صِفِّين الواقعة سنة 37هـ، يدل على أن جد لوط الذي هو سعيد بن مخنف بن سليم أصغر من أخيه محمد بن مخنف بن سليم؛ إذ روى المنقري (ت: 212هـ) في كتابه وقعة صفين والطبري في تاريخه بأخبار صِفِّين عن أبي مخنف لوط بن يحيى أنه قال –والنَّص للمنقري-: (نصر: عمر بن سعد، عن رجل قد سماه[30] عن أبيه، عن عمه محمد بن مخنف قال: كنت مع أبي يومئذ وأنا ابن سبع عشرة سنة)، وجاء لفظ الخبر في تاريخ الطبري هكذا: (قال أبو مخنف: وحدَّثني أبي يحيى ابن سعيد عن عمه محمد بن مخنف قال كنت مع أبي، مخنف بن سليم، يومئذٍ وأنا ابن سبع عشرة سنة)[31]؛ فبناءً على استفادة صِغر سن جده سعيد فترة معركة صفين من هذا الخبر، وكذا عدم روايته عن أبيه يحيى بن سعيد شيئاً إلى هذه الحُقبة من الزمن ولا حتى عن جده سعيد بن مخنف مع أنه مهتم بسرد الأخبار والأحداث؛ فبناءً على ذلك لا يمكن أن يكون أبو مخنف قد وُلِد وأدرك أمير المؤمنين وصَحِبه؛ كونه عليه السلام استشهد سنة 40هـ، كما أن تاريخ وفاة أبي مخنف –على الأقل- سنة 157هـ مقارنة لتاريخ استشهاده عليه الصلاة والسلام مؤيِّد قوي، سيّما وأنه لم يَشهد أحد لأبي مخنف مع شهرته ومكانته أنه كان من المُعَمّرين. زِد عليه دليلاً أنه يروي الخطبة الزهراء عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بواسطتين -كما سيأتي بعد قليل- في إسناد شيخ الطائفة الطوسي مع أن أبا مخنف كوفي، وكذا روايته لخُطَبه سلام الله عليه الأخرى رواها بواسطتين، كما لم تَثبت روايته عن الحسن والحسين عليهما الصلاة والسلام.
وروايته عن الإمام السجاد عليه الصلاة والسلام وصلتنا منه بواسطتين، وحتى روايته عن الإمام الباقر سلام الله عليه بواسطة لا مباشرة، لكن لا يَخفى أنّ روايته عن الإمامين السجاد والباقر عليهما الصلاة والسلام بوسيط ليست دليلاً على عدم المعاصَرة كما سيأتي في مُزاوَرته.
كُتُبُه وطريقا النجاشي والشيخ إليها:
قال أبو جعفر الطوسي: (له كتب كثيرة في السِّيَر، منها: كتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب أخبار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكتاب مقتل محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، وكتاب مقتل عثمان، وكتاب الجَمَل، وكتاب صفّين، وغير ذلك من الكتب، وهي كثيرة.
أخبرنا أحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله جميعاً، عن أبي بكر الدوري، عن القاضي أبي بكر أحمد بن كامل، عن محمد بن موسى بن حماد، عن ابن أبي السري محمد، قال: حدثنا هشام بن محمد الكلبي، عنه [يعني عن أبي مخنف].
وله كتاب [الـ] خطبة الزهراء عليها السلام[32]، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى، عن ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان [في الكافي للمرحوم الكليني: سنان]، عن نصر بن مزاحم[33]، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمان بن جندب، عن أبيه، قال: خَطب أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب] عليه السلام. وذَكر الخطبة بطولها)[34].
وعَدَّ ابن الكوفي كُتب أبي مخنف فأنهاها إلى ثمانية وعشرين كتاباً؛ منها كتاب مَقتل الحسين عليه الصلاة والسلام، وذَكر طريقه إلى روايتها عنه، قال: (وصَنَّف كتباً كثيرة، منها: كتاب المَغازي، كتاب السَّقيفة، كتاب الرِّدَّة، كتاب فتوح الإسلام، كتاب فتوح العراق، كتاب فتوح خراسان، كتاب الشورى، كتاب قتل عثمان، كتاب الجَمَل، كتاب صفّين، كتاب النهر[35]، كتاب الحَكَمَين، كتاب الغارات، كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب قتل الحسن عليه السلام، كتاب قتل الحسين عليه السلام، كتاب مقتل حِجْر بن عَدِي[36]، كتاب أخبار زياد، كتاب أخبار المختار [ويسمى أخذُ الثار][37]، كتاب أخبار الحَجّاج، كتاب أخبار محمد بن أبي بكر، كتاب مقتل محمد، كتاب أخبار ابن الحَنَفية، كتاب أخبار يوسف بن عمر[38]، كتاب أخبار شبيب الخارجي[39]، كتاب أخبار مطرف بن المغيرة بن شعبة، كتاب أخبار آل مخنف بن سليم، كتاب أخبار الحريث بن أسد [الخرّيت بن راشد][40] الناجي[41] وخروجه[42].
أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال: حدثنا عبد الجبار بن شيران الساكن بنهر جطى[43]، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضَّحّاك المرادي قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبي مخنف لوط بن يحيى)[44].
وجاء في فِهْرِسْت ابن النَّديم ما نَصّه: (توفي وله من الكتب كتاب الردة كتاب فتوح الشام كتاب فتوح العراق كتاب الجمل كتاب صفين كتاب أهل النهروان والخوارج كتاب الغارات كتاب الحريث بن راشد وبني ناجية كتاب مقتل علي رضي الله عنه كتاب مقتل حجر بن عدي كتاب مقتل محمد بن أبي بكر والأشتر ومحمد بن أبي حذيفة كتاب الشورى ومقتل عثمان كتاب المستورد بن علفة كتاب مقتل الحسين عليه السلام كتاب وفاة معاوية وولاية ابنه يزيد ووقعة الحرة وحصار ابن الزبير كتاب المختار بن أبي عبيد كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة كتاب مرج راهط وبيعة مروان ومقتل الضحاك بن قيس كتاب مصعب وولايته العراق كتاب مقتل عبد الله بن الزبير كتاب مقتل سعيد بن العاص كتاب حديث يا حميرا ومقتل بن الأشعث كتاب بلال الخارجي كتاب نجدة أبي قبيل كتاب حديث الأزارقة كتاب حديث روستقبان كتاب شبيب الخارجي وصالح بن مسرح كتاب مطرف بن الميغرة كتاب دير الجماجم وخلع عبد الرحمن بن الأشعث كتاب يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر كتاب خالد بن عبد الله القسري ويوسف بن عمرو وموت هشام وولاية الوليد كتاب يحيى كتاب الضحاك الخارجي.
قرأت بخط أحمد بن الحارث الخزاز قالت العلماء أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس والواقدي بالحجاز والسيرة وقد اشتركوا في فتوح الشام)[45].
وقد ذَكر الحَمَوي بترجمته له في معجم الأدباء مؤلفاته الكثيرة، عَدَّ منها أربعة وثلاثين كتاباً، وذكر منها (كتاب مقتل الحسين بن علي عليهما السلام)[46]، كما ذكر ابن شاكر بترجمته في فوات الوفيات كثيراً من تصانيفه، أَوصل ما ذَكر منها إلى ثلاثين مؤلَّفاً، ولم يَذكر من بينها كتاب مقتل الحسين بن علي، واكتفى بقوله في الأخير: (وله غير ذلك من الفتوحات)[47]، وجَعَل أبو عبد الله الحموي كتاب الشورى ومقتل عثمان واحداً، قال: (كتاب الشورى ومقتل عثمان رضي الله عنه)، وابن شاكر أفردهما مثل النجاشي، قال: (كتاب الشورى. كتاب مقتل عثمان رضي الله عنه)، بينما جَعَل ابن شاكر زيد بن علي ويحيى بن زيد كتاباً واحداً، قال: (كتاب زيد بن علي ويحيى بن زيد)، والحموي جعلهما كتابين، قال: (كتاب زيد بن علي. كتاب يحيى بن زيد). وجاء في دائرة المعارف الإسلامية: (صَنَّف 32 رسالة في التاريخ عن حوادث مختلفة وقعت في إبّان القرن الأول للهجرة، وقد حفظ لنا الطبري معظمها في تاريخه)[48].
عقيدة أبي مخنف ورَدُّ المناقَشات: …
(يأتي في الوقفة اللاحقة بحوله تعالى).
أمين السعيدي
أواسط جمادى الآخرة 1438هـ
________________________
الهوامش:
[1] نعني بالرواية المرسَلة الرواية التي لا یَسند راویها الخبر بسلسلة رواة كاملة متصلة ببعضها تصل تدريجياً جيلاً بعد جيل إلى زمن صدورها وناقلها المباشر الذي وقع مضمونها أمامه؛ فيكون بعض أو كل أفراد السلسلة غير مذكورين؛ فلا ندري هل وقع المضمون المذكور في الرواية أم لا.
[2] ينابيع المودة لذوي القربى، لسلیمان القندوزي: ج3 باب 61 ص53.
[3] ينابيع المودة، للقندوزي: ج3 باب 61 ص53 هامش ر1.
[4] جاء في تاج العروس للزبيدي (ت: 1205هـ) بجذر خنف، قال: (الْخَنِيفُ، كأَمِيرٍ: أَرْدَأُ الْكَتَّانِ، والجَمْعُ: خُنُفٌ، بضَمَّتَيْن. أو الخَنِيفُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ غَلِيظٌ مِن كَتَّانٍ، ولا يكونُ إلا مِن كَتَّانٍ، نَقَلَهُ الجَوهريُّ. قال أَبو عمرٍو: الخَنِيفُ: الطَّرِيقُ، جمع الكُلِّ: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ. الخَنِيفُ: الْمَرَحُ، والنَّشَاطُ عن ابنِ عَبَّادٍ.
الخَنِيفُ: ما تَحْتَ إبْطِ النَّاقة، لُغَةٌ في الْخَلِيفِ، والذي في المُحِيطِ: خَنِيفَا النَّاقةِ: إبْطاها، وكذا خَلِيفاها. الخَنِيفُ: النَّاقةُ الغَزِيرةُ. وخَنَفَ البَعِيرُ، يَخْنِفُ، خِنَافاً، ككِتَابٍ: قَلَبَ في مَسِيرهِ خُفَّ يَدِهِ إلى وَحْشِيِّهِ نَقَلَهُ الجوهريُّ، أي مِن خارِجٍ، وكذلك النَّاقةُ، وهو قولُ الأَصْمَعِيّ. أو خَنَفَ البَعِيرُ: لَوَى أَنْفَهُ مِن الزِّمَامِ، نَقَلَهُ الجوهريُّ أيضاً، قال: ومنه قولُ الشاعر:
خَوَانِفَ في الْبُرَى، أي تَفْعَلُ ذلك من النَّشاطِ، وهو قولُ أَبي وَجْزَةَ، أو هو أي الخَوَانِفُ: لِينٌ في أَرْسَاغِهِ، نَقَلَهُ الجوهريّ، وقال ابنُ الأعرابيِّ: هو سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَيِ الفَرَسِ. أو هو إمَالَةُ رأْسِ الدَّابَّةِ إلى فارِسِهِ في عَدْوِهِ، ومنه قولُ بائعِ الدَّابَّةِ: بَرِئْتُ إليكَ مِن الخِنَافِ، وقيل: هو إمَالَةُ يَدَيْها في أَحَدِ شِقَّيْها مِن النَّشَاطِ، وقال أبو عُبَيْدَةَ: ويكونُ الخِنَافُ في الخَيْلِ: أن يَثْنِيَ الفرس يَدَهُ وَرَأْسَهُ إذا أَحْضَرَ، وقال غيرُه: إذا أَحْضَرَ، وثَنَى رَأْسَهُ ويَدَيْهِ في شِقٍّ، ويقال: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ، تَخْنِفُ بيَدِها وأَنْفِها في السَّيْرِ، أي: تَضْرِبُ بها نَشاطاً، وفيه بعضُ المَيْلِ.
وجَمَلٌ خَانِفٌ، وخَنُوفٌ: إذا أَمَالَ أَنْفَهُ إلى فارِسِهِ، وقد خَنَفَ، يَخْنِفُ، خَنْفاً، وناقَةٌ خَنُوفٌ، وقد خَنَفَتْ، تَخْنِفُ، خِنَافاً، وخُنُوفاً، نَقَلَهُ ابنُ سِيدُه، الجَمع: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ، قال أبو عمرٍو: هي التي تَخْنِفُ بروعها، أي تَمِيلُها إذا عَدَتْ، الواحِدُ: خانِفٌ، وخَنُوفٌ. وجَمْعُ الخَانِفِ: خَوَانِفُ أيضاً. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: خَنَفَ الأُتْرُجَّ، ونَحْوَه بالسِّكِّينِ: قَطَعَهُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ خَنَفَةٌ، مَحَرَّكَةً، وقال غيرُه: القَطْعَةُ منه خِنْفَةٌ، بِالكَسْرِ، قال الصَّاغانِيُّ: والأَوَّلُ أَكْثَرُ.
وخَنَفَتِ المَرْأَةُ: إذا ضَرَبَتْ صَدْرَها بِيَدها، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والْخُنُوفُ، بالضَّمِّ: الغَضَبُ، عن ابن عَبَّادٍ. الخُنُفُ، كَكُتُبٍ: الآثَارُ. قال ابنُ دُرَيدٍ: خَيْنَفٌ، كَصَيْقَلٍ: وَادٍ بالحِجَازِ. والخانِفُ: الشَّامِخُ بأَنْفِهِ كِبْراً، يقال: رأَيتُه خانِفاً عَنِّي بأَنْفِهِ، نَقَلَهُ الجوهريّ، ويقال: خَنَفَ بأَنْفِهِ عَنِّي: إذا لَوَاهُ.
ومِخْنَفٌ، كَمِنْبَرٍ: اسمٌ، وأبو مِخْنِفٍ، لَوطُ بنُ يَحْيَى، أخباريٌّ، شِيعيٌّ، تالِفٌ، متروكٌ، ونقَلَه الجوهريّ، فقال: هو مِن نَقَلَةِ السّيرِ، وقال الذَّهبيُّ في الدِّيوانِ: ترَكَهُ ابنُ حِبَّانَ، وضَعَّفَهُ الدَّارْقُطني.
وجَمَلٌ مِخْنَافٌ: لا يُلْقِحُ إذا ضَرَبَ، كالعَقِيمِ مِنَّا، قال الأَزْهَرِيُّ، لم أَسْمَعْ المِخْنافَ بهذا المَعنى لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وما أَدْرِي ما صِحَّتُه. ورَجُلٌ مِخْنَافٌ: لا يَنْجُبُ علَى يَدِهِ يَأْبِرُهُ مِن النَّخْلِ، وما يُعالِجُهُ مِن الزَّرْعِ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ. قال اللَّيْثُ: الْخَنَفَ، مُحَرَّكَةً: انْهِضَامُ أَحَدِ جانِبي الصَّدْرِ أو الظَّهْرِ، يقال: صَدْرٌ أَخْنَفُ، وظَهْرٌ أَخْنَفُ. ويقال: وَقَعَ في خِنْفَةٍ، بالفَتْحِ، ويُكْسَر، والذي في الجَمْهَرَةِ لابن دُرَيْدٍ: ووَقَعَ في خَنْفَةٍ، وخَنْعَةٍ، أي بالفَاءِ والعَيْن: أي: ما يُسْتَحْيَا مِنْهُ.
وقيل: الخِنَافُ: داءٌ يَأْخُذُ الخَيْلَ في العَضُدِ، وناقةٌ مِخْنَافٌ: خَنُوفٌ، لَيِّنَةُ اليَدَيْنِ في السَّيْرِ. والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَرْبَعِ أَصَابِعَ، ويَسْتَعِينُ معها بالإبهامِ، ومنه حديثُ عبدِ الملكِ، أنَّه قال لِحالِبِ ناقةٍ: ’’كيف تَحْلِبُ هذه النّاقةَ، أَخَنْفاً، أَم مَصْراً، أَم فَطْراً؟‘‘ ورأَيْتُ في هامِش الصِّحاحِ، عن أبي بكرٍ: جَمَلٌ خِنِفَّ العُنُقِ، كزِمِكّى: شَدِيدُه) انظر تاج العروس من جواهر القاموس، لأبي الفیض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الزبيدي الحنفي: ج12 جذر خنف ص203 – 205. وتاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت: 393هـ): ج4 باب الفاء فصل الخاء مادة خنف ص1358
[5] هكذا على ما في بعض النّسَخ. انظر منتهى المقال في أحوال الرِّجال، للشيخ محمد بن إسماعيل المازندراني: ج5 باب اللام ص261 ر2374. وفي خلاصة الأقوال للعلامة –كما سيأتي- ذَكره هكذا: (بن أسلم). وفي رجال الشيخ الطوسي، للشيخ أبي جعفر الطوسي، في من روى عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بباب الميم ص81 ر808/12 ذكر الجد الثاني للوط بن يحيى هكذا: (مخنف بن سليم الأزدي).
[6] في ميزان الاعتدال، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ج3 ص420 ر6992 قال: (مات قبل السبعين ومائة).
[7] فیه سقْطٌ لوالد أبيه سعيد بن مخنف.
[8] هكذا في النُّسخة بالحاء. لكنه سقْطٌ للنقطة، كما أنه جعل الخاء معجَمة –وضَع النقطة- عندما أعاد اسمه بعد قليل.
[9] هكذا هناك: سليمان.
[10] (ذيبان) في إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال، لعلاء الدين مُغْلَطاي بن قليج بن عبد الله البَكْچَري الحنفي (ت: 762هـ): ج11 ص115 ر4471.
[11] بَيْنَ ثعلبة وسعد مناة (بن الدؤل) في إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال، لعلاء الدين مُغْلَطاي بن قليج: ج11 ص115 ر4471.
[12] (عمرو) في إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال، لعلاء الدين مُغْلَطاي بن قليج: ج11 ص115 ر4471.
[13] معجم الأدباء، المسمى إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، لشهاب الدین ياقوت بن عبد الله الحموي: ج5 حرف اللام ص2252 ر926.
[14] فوات الوفيات، لمحمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن: ج3 حرف اللام ص225 ر405/1.
[15] رجال الطوسي، لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي: باب اللام ص81 ر796. لم يَذكر غيره في هذا الباب. وانظر الفِهْرِست، للشيخ الطوسي: باب اللام ص204.
[16] هكذا سُمّي الكتاب في معجم الأدباء، لياقوت الحموي: ج5 باب اللام ص2253 ر926. وفوات الوفيات، لمحمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن: ج3 باب اللام ص225 ر405/1.
[17] الخطبة الزهراء، باللام؛ ذلك لما سيأتي في هامشٍ قادم.
[18] معالم العلماء، لأبي جعفر ابن شهرآشوب: باب اللام ص128 – 129 ر649.
[19] مناقب آل أبي طالب، لأبي جعفر ابن شهرآشوب: ج3 باب إمامة أبي محمد ص201.
[20] الفِهْرِست، للشيخ الطوسي: باب اللام ص204.
[21] رجال الطوسي، لأبي جعفر الطوسي: أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام باب اللام ص95 ر948/1.
[22] رجال الطوسي، لأبي جعفر الطوسي: أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام باب اللام ص104 ر1033/1.
[23] رجال الطوسي، لأبي جعفر الطوسي: أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام باب اللام ص275 ر3975/6.
[24] الفِهرست، لمحمد بن إسحاق بن محمد البغدادي المعروف بابن النديم: المقالة الثالثة في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب الأحداث والآيات الفن الأول في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب السِّيَر والأحداث وأسماء كتبهم ص122.
[25] رجال النجاشي، فهرست أسماء مصنفي الشيعة، لأحمد بن علي بن أحمد الأسدي النجاشي المعروف أيضاً بابن الكوفي والبغدادي: باب اللام ص320 ر875.
[26] خلاصة الأقوال في مَعرفة أحوال الرِّجال، لأبي منصور الحسن بن يوسف بن علي، العلامة الحلي: ق1 ف22 باب اللام ص233 – 234 ر1.
[27] رسائل الشهيد الثاني، للشهيد الثاني الشیخ زین الدين بن علي العاملي الجُبَعي: ج2 ص1047 ر295.
[28] في بعض النُّسَخ: أحمد بن عمرو بن مسلم البجلي، عن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار. وفي الوافي، للصفدي: عن أحمد بن عمرو بن مسلم، عن إسماعيل .. (هامش المصدر).
[29] الكافي، للشيخ محمد بن يعقوب الكليني: ج4 باب وضع المعروف موضعه ص31 ر3.
[30] يعني أبا مخنف؛ فهو راوي الخبر بقرينة سبْقِ مِثْل ذلك من المنقري في كتابه هذا بصفحة 135، وبقرينة نقل الطبري ذلك مصرِّحاً باسم أبي مخنف ..
[31] وقعة صفين، لنصر بن مزاحم المنقري: خروج محمد بن مخنف إلى القتال ص183. تاریخ الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري: ج3 القتال على الماء ص567.
[32] الخطبة الزهراء باللام، وليس خطبة الزهراء؛ لأنه يقول فيما بعد ذِكره طريقه إليها: (خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذكر الخطبة بطولها) ..؛ فالصحيح الخطبة الزهراء لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وقد ذكرها الشيخ الطوسي بعد ترجمته لأبي مخنف وذِكره كتبه مخنف وطريقه إليها بسنده إلى هشام بن محمد الكلبي عنه، ذكر طريقه للخطبة بسنده المنتهي إلى نصر بن مزاحم عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه، قال خطب أمير المؤمنين عليه السلام .. وذكر الخطبة بطولها.
[33] (نصر بن مزاحم: أبو الفضل من طبقة أبي مخنف من بني منقر وكان عطاراً ومزاحم بن سيار المنقري وتوفي وله من الكتب كتاب الغارات كتاب صفين كتاب الجمل كتاب مقتل حجر بن عدي كتاب مقتل الحسين بن علي عليهما السلام). الفِهرست، لمحمد بن إسحاق بن محمد البغدادي المعروف بابن النديم: المقالة الثالثة في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب الأحداث والآيات الفن الأول في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب السِّيَر والأحداث وأسماء كتبهم ص122.
[34] الفِهْرِست، للشيخ الطوسي: باب اللام ص204 – 205.
[35] في معجم الأدباء، للحموي ج5 حرف اللام ص2253 ر926 ذكره هكذا: (كتاب النَّهْروان)، ومِثْلُه ورد اسم الكتاب في فوات الوفيات، لابن شاكر: ج3 حرف اللام ص225 ر405/1.
[36] هكذا كالنجاشي وردت التسمية أيضاً في معجم الأدباء، للحموي ج5 حرف اللام ص2253 ر926، بينما في فوات الوفيات، لابن شاكر ج3 حرف اللام ص225 ر405/1 وردت هكذا: (كتاب مقتل حجر بن عدي وأصحابه).
[37] هكذا في الأعلام، لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِّرِكلي –بکسر الثالث والرابع- (ت: 1396هـ): ج5 في (لو) بعنوان (أبي مخنف) ص245.
[38] وفي نسخة أخرى: بن عمير. وفي معجم الأدباء، للحموي ج5 حرف اللام ص2253 ر926 جاء اسم المؤلَّف هكذا: (كتاب خالد القسري ويوسف بن عمر وموت هشام وولاية الوليد)، ونفسه في فوات الوفيات، لابن شاكر: ج3 حرف اللام ص226 ر405/1.
[39] في معجم الأدباء، للحموي ج5 حرف اللام ص2253 ر926 ذكره هكذا: (كتاب شبيب الحروري وصالح بن المسرح)، ومِثْلُه ورد اسم الكتاب في فوات الوفيات، لابن شاكر: ج3 حرف اللام ص226 ر405/1.
[40] حسب نسخة أخرى (المحقِّق).
[41] في نسخة: الباجي.
[42] في معجم الأدباء، للحموي ج5 حرف اللام ص2253 ر926 وفوات الوفيات، لابن شاكر ج3 حرف اللام ص225 ر405/1: (كتاب الخرّيت بن راشد وبني ناجية).
[43] في نسخة: حطي.
[44] رجال النجاشي، فهرست أسماء مصَنِّفِي الشيعة، لابن الكوفي أبي العباس أحمد بن علي: باب اللام ص320 – 321 ر875.
[45] الفِهرست، لابن الندیم محمد بن إسحاق بن محمد البغدادي: المقالة الثالثة في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب الأحداث والآيات الفن الأول في أخبار الإخباريين والنسابين وأصحاب السِّيَر والأحداث وأسماء كتبهم ص122.
[46] انظر معجم الأدباء، المسمى إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، لشهاب الدین ياقوت بن عبد الله الحموي: ج5 حرف اللام ص2253 ر926.
[47] انظر فوات الوفيات، لمحمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن: ج3 حرف اللام ص225 – 226 ر405/1.
[48] دائرة المعارف الإسلامية: ج1 ص399.
[alert color=”” icon=””]
موضوعات ذات صلة:
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11344/”]أ- رسالة التطبير1 (مَدْخَل، والصنف المخاطَب بهذه الأبحاث)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11381/”]أ- رسالة التطبير2 (أغراض ومبررات)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11444/”]أ- رسالة التطبير3 (الطُّرُق الحُجة لإحراز الحُكم الشرعي، ومراتبها، والطريق المختار)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11459/”]أ- رسالة التطبير4 (الإصلاح الداخلي للدليل)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11479/”]أ- رسالة التطبير5 (تشجيع العوام والمثقَّفِين على الجُرأة في الدِّين)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11495/”]أ- رسالة التطبير6 (علاج جدليّة: “تبصير الجاهل” و”تنبيه الغافل”)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11510/”]أ- رسالة التطبير7 (امتثال ’’حُكم الحاكم‘‘ وامتثال ’’فتوى المَرجِع‘‘)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11523/”]أ- رسالة التطبير8 (إحراز القطع وتفعيل أثره)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11540/”]أ- رسالة التطبير9 (لا أَتَكلَّم فيه بشيء)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11556/”]أ- رسالة التطبير10 (الفصل الثاني: أدلة التطبير بالعنوان الأولي الصريح)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11580/”]رسالة التطبير11 (تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل/ المصادر)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11598/”]رسالة التطبير12 (المَراجِع/ تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11606/”]رسالة التطبير13 (تحقيق سند ينابيع القندوزي لخبر نَطْح زينب المَحْمَل)[/button]
[/alert]
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا