تقارن العلة والمعلول زمانياً● السائل: في مباحث ابطال التسلسل تأتي طريقة لإبطال التسلسل و هي القول بأن العلة و المعلول متقارنان زمانيًا بحيث أن ممكن الوجود في زمن معين يستلزم وجود العلة الموجدة له.السؤال: كيف يتم إثبات ان العلة و المعلول متقارنان زمانيًا ؟
● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، غفر الله لنا ولكم. نعم بالنّسبة لوجود المعلول والعلّة في وقت معيّن، فذلك كالمتضايفَين في المصطلح المنطقي، مثيل (الفوق والتّحت)، و(اليمين واليسار)، و(الأمام والخَلف)، و(الأبوّة والبنوّة)، و(الأمومة والبنوّة)؛ فالفوق هل يمكن تعقّله بدون تعقّل التّحت؟ كلا، لا يوجد فوق بلا تحت، فالفوق إنّما هو فوق لوجود ما هو تحت، وكذا العكس، ونفسه اليمين فهو لا يُتعقّل بلا يسار، والعكس، ونفسه الأمام فهو لا يُتعقّل إلا بوجود الخَلف، والعكس، وكذا الأبوّة فالأب لا يكون أباً –حقيقةً- إلا أن يكون له ابن، وإلا فلا يصدق عليه أنّه أب بالمعنى الحقيقي الصّلبي، و(الأمومة والبنوّة) مثله. فلو لاحظنا هذه الأمور، كل واحد منها مع مقابله، فإنّنا نجدها أموراً متضايفة؛ أي لا يُتعقّل أحدها إلا بتعقّل الآخر الّذي في مقابله، فهما متلازمان معاً ووجودهما معاً، بحيث ما أن يحضر في الذّهن أحدهما إلا حضر الآخر، كذا العلّة والمعلول، فالعلّة لا يصدق عليها أنّها علّة إلا أن يكون لها معلولاً، والعكس. إذن هما يوجَدان معاً. نسألكم الدّعاء السيد امين السعيدي |
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا