نُسخة ورقة المباحَثة الثانية المقدَّمة من سماحة السيد أمين السعيدي لطلاب الدورة
أسئلة مباحَثة ر(2) لدورة
[إثبات الوجود الإلهي وأجوبة أهم الشبهات تساؤلات النفس حوله]
مؤسَّسة أنبياء أولي العزم(ع)- جمادى الأول 1434هـ
إلقاء السيد أمين السعيدي
خمس ملاحظات هامة:
الملاحظة الأولى:-
يفضَّل أن يختار كل طالب لنفسه زميلاً أو أكثر للقيام بحل هذه الأسئلة والتباحث فيها.
الملاحظة الثانية:-
مَن يَتعسَّر عليه حل سؤال أو مجموعة أسئلة ، فلديه طريقتان للمساعدة: 1- إما أن يضع ذلك في قروب المؤسَّسة على (الوتساب) –النساء في قروب النساء والرجال في قروب الرجال- ليجيب عليه زملاؤه المتواجدون هناك ويقوموا بالتفكير معه ومساعدته. 2- أو أن يضعه بتعليق في زاوية (ديوانية “الفقه” و”العقيدة”) المثَبَّتة في النصف السفلي من حائط المؤسَّسة في الفيس بوك ليجيب عليه سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله بعد أن نقوم برفعه إليه.
علماً أن الأفضل هو وضع السؤال في الوتساب للتواصل والمساعدة والتناقش مع الزملاء وتعميم الفائدة أكثر وتبادل المعلومات.
الملاحظة الثالثة:-
هذه الأوراق للطالب ، والمؤسَّسة لن تأخذها من الطالب بعد حله لها ، فهي للطالب ليَحتفظ بها لنفسه.
الملاحظة الرابعة:-
هذه الأسئلة ستكون تقريباً شاملة لكل ما طرحه سماحة السيد أمين حفظه الله في دروس الدورة ، فمن يقوم بحلهاا سيكون قد قَرَّر ودوَّن لنفسه مطالب الدورة ، وبهذا سيكون قد وفَّر لنفسه نسخة خاصة به للمراجعة والاستذكار ؛ لذا يجب أن يسعى ويجتهد كل طالب في حل الأسئلة بشكل جيد ؛ لتتوفر لديه نسخة متكاملة من حله وجهده الشخصي.
الملاحظة الخامسة:-
أسئلة مباحَثة الدورة ستكون على أجزاء ، في كل يوم أو يومين سيتم رفع ملف لكم يحتوي على جزء من هذه الأجزاء ، إلى أن يتم رفع الأجزاء كلها ، فيَتم تغطية كافة المسائل التي طُرحَت في الدورة قدر الإمكان.
الجزء الثاني
حَوْل:
(التأسيس للبحوث ؛ الموضوع ، والتشكيكات ، وتساؤلات النفس ، والباعث الإيماني للمعرفة):-
المسألة الثانية:
(على مستوى التأسيس لبحوث موضوعنا):-
أداة أصول المعارف العَقَدية الإلهية هل هي عقلية ووجدانية ، أم نقلية تؤخَذ من الدِّين مثلاً؟
هل يجوز تقليد القرآن أو الأنبياء أو الأوصياء أو العلماء أو أي أحد في إثبات الوجود الإلهي؟ ولماذا؟
المسألة الثالثة:
(على مستوى التشكيكات ، وتساؤلات النفس):-
1- اذكر بعض التشكيكات التي قد تثار تجاه الوجود الإلهي ووحدانيته.
2- النفس بشكل فطري –عادةً- تَتساءل:
من أين أتيتُ؟ لماذا خلقتُ؟ إلى أين أذهب؟ في ظل هذه التساؤلات أجب عما يلي:
a– تساؤل النفس الأول –من أين أتيتُ- يشير لأي مَبدأ؟
b– تساؤل النفس الثاني –لماذا خلقتُ- يشير لأي مَبدأ؟
c– تساؤل النفس الثالث –إلى أين أذهب- يشير لأي مَبدأ؟
d– ما قيمة هذه التساؤلات الثلاثة أساساً؟ هل هي مهمة وهل الإجابة عليها ضرورية؟ وضح لماذا في ظل (رفعها لقلق النفس) و(تحديدها لمنهج الإنسان في حياته).
e– إذا قال لك شخص مشكِّك:
ما يدريني أن هذا الإله –على فرض وجوده- يَطلب مني أساساً معرفة أجوبة هذه الأسئلة الثلاثة؟ فلربما لا يريد مني معرفة ذلك حتى لو كان –على الفرض- موجوداً. أجب على هذا في ظل القِيَم التالية:
((أ))- في ظل لزوم شكر المنْعِم.
** أسئلة إضافية متفرعة على مسألة (لزوم شكر المنعم):
* لزوم شكر المنْعِم هل هو حكم عقلي فطري عام أم لا؟ ولماذا؟
* هل الشكر يتحقق إذا لم يكن مناسباً لمقام المشكور؟ وضح إجابتك.
((ب))- في ظل ما تراه من كثرة الديانات والمذاهب ، وادعاء كل منها بأنه على الحق ، وتهديد أصحاب ذلك لك بالوعيد والضياع والخسران حال عدم اتباعك لديانتهم ومذهبهم.
** أسئلة إضافية متفرعة على مسألة (كثرة الديانات وادعاء كل منها للحق وتهديداتها):
* هل يمكن لك أن تعتنق كل المذاهب أو أكثر من مذهب معاً؟ لماذا؟
* لزوم دفع الضرر المحتمل في ظل تهديدات المذاهب لك ، هل هو حكم عقلي فطري عام أم لا؟ ولماذا؟
* (سؤال تخصصي لمن يرغب في الإجابة عليه):
لو أشكل عليك مستشكل بأنه ألا يحكم العقل بالبراءة في ظل احتمال الضرر كونه أمر محتمل لا غير ، والاحتمال ليس كاليقين ، ونحن إنما نتحدَّث في أصول اعتقاديّة تَتطللَّب اليقين ، خصوصاً وأنَّ مجموعة من علمائكم في علم أصول الفقه يحكمون بالبراءة العقلية في الاحتمالات. علماً أن نفس هذا الإشكال يَنسحِب أيضاً على نظرية لزوم شكر المنْعِم ؛ إذ أنه لربما لا يريد مني الشكر أساساً ، مما يجع الشكر على النعمة مجرد احتمال ؛ وبالتالي تجري فيه البراءة العقلية فلا يجب الشكر.
((ج))- في ظل نفس تساؤلات النفس الثلاثة المتقدمة (من أين أتيت ، ولماذا أتيت ، وإلى أين أذهب).
المسألة الرابعة:
(على مستوى الكلام والخطاب الإيماني في ظل الإيمان بالشريعة):-
[أ]/: وضحْ ضرورية المعرفة وطلب الإله لها في ظل الآيات التالية:
1- {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[1] ، وقوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا}[2] ، وقوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْق}[3].
2- {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}[4] ، وقوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْمَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى}[5].
3- {أَفَلَا يَنظُرُونَإِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ* وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}[6] ، وقوله جلَّ وعلا:
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}[7]. وقوله تباركت أسماؤه:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ}[8].
4- {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ}[9] ، وقوله سبحانه: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[10].
[ب]/: قلنا أن المسائل الإلهية يجب فيها –عقلاً- الإيمان التام الكامل واليقين الراسخ.
وعليه؛ وضحْ حقيقة كون معرفة الكثير من الناس بـ(المسائل الإلهية الضرورية والتوحيدية) معرفة سطحية ظنية تقليدية على مستوى (الإشكاليات وتساؤلات النفس) في ظل الآيات التالية:
1- {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[11].
2- {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[12].
3- {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْف}[13].
[ج]/: في ظل كون المقياس في تحصيل المسائل الإلهية الأساسية هو العقل لا غيره ، وكذا في ظل كون القرآن نفسه أشار في العديد من الآيات –كما رأيت- إلى أن المعرفة عند الكثير تجاه المعارف الإلهية الأساسية معرفة ظنية بل وشَكّية ؛ أجب عما يلي:
1- هل قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يتعارض مع وجود تساؤلات نفسية وإشكاليات تتطلب التفكر والتأمل جيداً وبدقة والبحث والاجتهاد في تحصيل الأجوبة الشافية عليها؟ (علل إجابتك).
2- روي أن فخر الدين الرازي كان يمشي في طريق وخلفه تلاميذ له أكثر من مائة أو مائتين، فمروا على عجوز فاستغربته وقالت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو عبد الله الرازي العالم الجليل يحفظ ألف دليل على وجود الله تعالى قالت العجوز : أفي الله شك؟![14].
السؤال هو: هل أن قوله تعالى {أفي اللهِ شكٌ فاطرِ السماواتِ والأرض} يختص بـ(عدم الشك في أصل وجود خالق للكون ، كونه من الأمور البدهية الخاضعة لقانون العلية “لكل معلول علة”) ، أم أن هذه الآية شاملة لـ(الإشكاليات وتساؤلات النفس المتفرعة على وجود الخالق وتوحيده من ننفي الشريك عنه وما شاكل من المسائل التي بحاجة لبحث وتفكُر)؟
[د]/: بَـيِّنْ الآيات التالية في ظل تكذيب البعض للحق وتمرده على السجايا الزاكية والفضائل العالية:
1- {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}[15].
2- فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ}[16].
[هـ]/: في ظل غفلة الإنسان وإهماله للعلم وآدابه وانشغاله بالحياة الفانية وتجاهله لتساؤلات نفسه ، بَـيِّنْ الآيات التالية:
1- قال سبحانه: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}[17].
2- قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}[18].
***
نتمنى لكم وقتاً معرفياً شيقاً ولحظات علمية متلَذَّة
قِسم الدورات والإعلام في مؤسَّسة أنبياء أولي العزم عليهم السلام
رابط المؤسَّسة المباشر على الفيس بوك
https://www.facebook.com/profile.php?id=100002302816434
[1] يونس (ع) : 101.
[2] النمل: 69.
[3] العنكبوت: 20.
[4] فصلت: 53.
[5] الروم: 18.
[6] الغاشية: 17 إلى 20.
[7] يونس: 31.
[8] السجدة: 27.
[9] غافر: 84.
[10] يونس: 12.
[11] يونس: 36.
[12] الحجرات: 14.
[13] الحج: 11.
[14] تفسير المراغي: ج1 ص59.
[15] النمل: 14.
[16] يونس: 102.
[17] الزخرف: 36 إلى 38.
[18] طه: 124 إلى 127.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا