نحن مَن بحاجة للتشهير بهذه الأحداث الإلهية
أمير المؤمنين ليس بحاجتنا ، نحن مَن بحاجته ، الحسين ، الحسن ، زينب ، كل هؤلاء العظماء ليسوا بحاجتنا ، نحن الذين بحاجتهم ، احتفلنا بهم أم لم نحتفل ، فهذا لا ينقصهم شيئاً ولا يزيدهم شيئاً.
نحن عندما نقف على ذكرى هؤلاء ونحْييها ، إنما من أجل أنفسنا ؛ لنتفكر ونتأمل ، ونقدِّم قضية عادلة ، عادلة في أنفسنا وفيمن حوْلنا من أصناف الناس ومختلف التوجهات والموجودات.
هنا تبرز قوة القضية ، وعظَمتها ، فهذه رسالة ، ذهب أهلُها ، وبقي حِمْلُها ، حِمْلُها الثقيل علينا ، في أفعالنا وفي إيصالها للغير زاهية نقية متعادلة وموزونة.
ولا يوجَد أعظم من مناسبة الغدير لتَكون عَلَماً لقضية عادلة بعيداً عن التّزمُّت والجهالة ؛ فالتّزمّت -غالباً- ينفِّر الآخرين ويعمي المخالِف عن النظر فيما تقول ولو كنتَ ناطقَ حق ، ويُحَوِّل حامل القضية ومُوصلها إلى سَلّابٍ وسببٍ في رفضها وضياعها وعدم بلوغها نِصابها ومَقاصدها الأصيلة ، بل وقد يساهم -من حيث لا يقصد- في التخريب على العاملين.
الغدير ليس قضية خاصة بالموالين من حيث الإيمان ؛ فالموالي -من هذه الجهة- مفروغ منه ، إنما الغدير رسالة يجب أن تصل أصداؤها إلى حيث يجب أن تصل ، فهي لازالت تَفتقر للأدوات الفنية المتناسبة مع عصر الأداة.
كلنا يجب أن نمارس ذلك بقدر الإمكانيات المتوفرة لكل واحد منا ، كلٌّ يمارس دوره من موقعه ، ولا ضير في أن يجني بعضنا الثمر البسيط ، فهذه رسالةٌ عظيمة قَلَّ مجيبها ، وما يثمر من الرسالة العظيم فهو عظيم وإن صَغُر.
إننا اليوم بأشد الحاجة كالسابق لنشر مفاهيم الأميني رحمه الله التي ضَمَّنها كتابه العظيم المسمى بـ”الغدير” ، فلا نتوقف على أساس أن هناك مَن كَتبَ وكفَّى ووفَّى ، فلكل عصر لغته ومفاهيمه وأدواته ، والحق سَيَّال له في كل عصر أسلوب وطريقة ونداء متجدد ، وإلا لا حاجة لتجديد نداء الحق في القضايا الأخرى أيضاً ، سواء كانت فقهية أو غيرها ، والحال أن هذا مما لا يشك بضرورته بصير.
18 ذي الحجة 1434هـ
بمناسبة العيد الأكبر ، عيد الغدير الأغر.
أمين السعيدي
كل عام وأنتم بخير
● إعداد مسؤول صفحة السيد أمين: [أبو منصور الحافظ].
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا