هل ممكن أن ترشدني لدعاء لنيل المطلوب؟
سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي
● السائلة:
السلام عليكم …
سيدنا هل ممكن ان ترشدني لدعاء استقيم به لننال المطلوب …?
◀ جواب سماحة السيد أمين حفظه الله:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله أعمالكم
أوصيكم بعملٍ مجرَّب، ماهر، عجيب، تنقضي به الحوائج على أحسن حال، وبأسرع ما يكون من الوِصال، فقد جربته أكثر من مرة؛ فوجدتُ به الظَّفر بما يذهل العقل ويجهش القلب؛ وهو كالتالي:
التوضؤ ليلاً قبل النوم، ثم الصلاة ركعتين بخشوع، ثم التسبيح بعدها بتسبيحة الزهراء عليها أفضل الصلاة وأتم السلام، ثم الدعاء للإمام الحجة أرواحنا فداه، وطلب الحاجة، ودفع صدقة ولو بالشيء اليسير، ثم النوم. فقد ورد في هذا العمل حديثٌ قدسيٌ جليل، فيه عهدٌ من الله تعالى بعطاء فاعله وعدم الجفاء منه سبحانه.
ويا حبذا لو يكون الدعاء بالحاجة في السجود الأخير أيضاً، ثم الدعاء بالحاجة بعد الانتهاء من الصلاة وفق ما بـَيّنّا؛ ذلك لأن العبد أقرب ما يكون لربه في حال السجود.
وأما بالنسبة للأدعية بشكل عام؛ ففي الشريعة الإسلامية رَوائعٌ وبـَدائع، لا تحوزها الشرائع الأخرى، وهذا من امتيازات هذه الشريعة الخاتمة المباركة، ومن أعظم فيوض القرآن والنبي وأوصيائه عليهم أفضل الصلاة والسلام، وهي من أعظم مفاخرنا بهم صلوات الله عليهم، وكُلُّهم فيوض في كل جوانبهم ، وخير الدعاء ما جاء به القرآن من الأدعية، ودُونكم أيضاً الصحيفة السجادية، إنها (زَبور آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم)، أوصيكم بها بشدة؛ ففيها شفاءٌ فاعل ودواءٌ ناجع يُفتتُ أقسى وأعند حُجُب القلب والروح، وبها الدعوات المستجابات.
إنها تفوحُ بالعروج الباهر، والعلاج الماهر. لا سيما أدعية (المناجاة الخمسة عشر).
وأيضاً في (مفاتيح الجنان) أدعية مخصوصة لكل علةٍ وخلّة، تجدونها في نهايته في قسم (الباقيات الصالحات).
وهناك كتب هي الأمهات والمصادر التي منها اقتَبسَتِ الكتبُ مادتها (زياراتها وأدعيتها)؛ ككامل الزيارات للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد (ابن قولويه القمي)، ومصباح المتهجد وسلاح المتعبد لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، ومصباح الشيخ إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي (جُنة الأمان الواقية وجَنة الإيمان الباقية)، والبلد الأمين أيضاً للكفعمي نفسه، ودفع الهموم والأحزان وقمع الغموم والأشجان لأحمد بن داود النعماني ، وإقبال الأعمال للسيد رضي الدين علي بن موسى (ابن طاووس الحلي)، وجَمال الأسبوع لابن طاووس أيضاً، والمجتنى من الدعاء المجتبى أيضاً له، ومهج الدعوات ومنهج العبادات كذلك له، وفلاح السائل ونجاح المسائل في عمل اليوم والليلة له أيضاً ، ومكارم الأخلاق للشيخ رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي، وغيرهم مما جمع المحدثون والعلماء عن النبي الأعظم وآله صلوات الأولين والآخرين عليهم أجمعين، وقدس الله أسرار علمائنا الأبرار، الماضين منهم والباقين، وحشرهم في أعلى عليين مع النبيين.
وللدعاء أوقاتٌ مباركة، وخير أوقاته اليومية هو جوف الليل، والفجر قبل طلوع الشمس، والعصر قبل غروب الشمس؛ فهذه أوقات الغَفَلات.
علماً أنّ الدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، ولهما تفاصيل ليس مَوردهما السؤال، فإنّ للدعاء فلسفة متلاطمة لُجِّـية عظيمة، وليس الذي نذكرناه في سؤالٍ سابق سِوى قطرات من بحر فلسفته العميق.
{وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}[غافر: ٦٠].
وعنه صلى الله عليه وآله: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض”، “الدعاء مخُ العِبادة”، “اغتنموا الدعاء عند رقة القلب فإنها رحمة”، وعن ابنه الصادق عليه الصلاة والسلام: “إذا أراد أحدكم أن لا يـَسأل الله شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم”، يعمل ويجتهد ويتوكل على الله سبحانه، ومن توكل على الله فهو حَسْبُه، إنَّ اللهَ بالِغُ أمرِه.
غفر الله لي ولكم، وتقبل منكم صالح العمل إنه سميعٌ مجيد.
أسألكم الدعاء
أمين السعيدي
٤جمادى الثاني١٤٣٥هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا