رسالة التطبير12 (“المَراجِع” تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل)
? موجز عناوين الأبحاث المتقدمة وفهرست المنعقِد هنا:
تَقدَّم الكلام في (مَدْخل تمهيدي)، تلاه الفصل الأول بتأسيس (مسائل ضروریة)، شرعتُ بعدها بالفصل الثاني المتکفل بذكر وتحقيق (أدلة التطبير بالعنوان الأولي الخاص الصريح)، تقدَّم منه المبحث الأول بـ(بيان ألفاظ العنوان) في مسألتين؛ كانت الأولى بیاناً حول المقصود بـ(الحُكم الأولي الصريح)، والثانية (الحُكم الأولي الصريح في التطبير هل هو متوفر أم لا؟)؛ فابتدأتُ المبحث الثاني من هذا الفصل بطرح أول دليل أولي خاص؛ والذي كان (حادثة نطْح العقیلة زينب عليها الصلاة والسلام جبينها بالمَحْمَل في الكوفة)، بدأتُ الكلام فيها حول سَنَد الخبر باستحصاء الكتب (المَصادر) و(المَراجِع) التي ذكرَتْه، فتقدَّم في الوقفة الأخيرة بيان الفارق بين (المصادر) التي هي الكُتب الأُولى الأصلية الأُم و(المَراجِع) التي هي الكتب الناقلة من المصادر، فتم استعراض جميع (المصادر)، وفيما يلي جملة من الكتب (المَراجِع).
? الفصل الثاني: (أدلة التطبير بالعنوان الأولي الخاص):-
? المبحث الثاني:
الدليل الأولي الخاص الأول (حادثة نطْح العقیلة جبينها بالمَحْمَل):-
● 1- تحقيق سند خبر نطح المحمل:
● استحصاء المراجع ومؤلفيها:
أما الكتب المَراجِع الناقلة عن أصل؛ فجميعها مصنَّفات متأخرة كُتِبَت في القرون الثلاثة ونَيِّف الأخيرة، وتحديداً منذ زمن العلامة المجلسي الثاني صاحب البحار -المتوفى سنة 1111هـ- وصاعداً. وينبغي العلم أيضاً أن أصحاب هذه الكتب لا يعني ذِكرهم لخبر النَّطْح في كُتُبهم أنهم بالضرورة يفتون بالتطبير، حتى وإن وُجِدوا في زمن ظهور التطبير وكان كل واحد منهم منتسباً للتَّشيُّع؛ ذلك لأن كُتُبهم لم تصنَّف کلها بهذا الغرض؛ فهم إنما ذکروا الخبر من باب الغاية التي على أساسها صَنَّفوا مدوَّناتهم هذه؛ والتي هي استعراض تاریخي لأحداث الطف وأحوال السبايا خلال رحلة السبي .. عدا ما سأشير له. فمِن أشهرِ هذه المَراجِع:
كتاب جلاء العيون
للعلامة محمد باقر المجلسي نفْسِه؛ وهو كتاب باللغة الفارسية، كَتبَه لعامة الناس مفصِّلاً في سيرة المعصومين الأربعة عشر مختصاً ببيان ولاداتهم واستشهاد النبي والأئمة عليه وعليهم الصلاة والسلام سيما الإمام الحسين سلام الله عليه، وبعض أخبارهم، ذاكراً فيه المصادر مع حذف سلسلة الأسانيد، مخصِّصاً له بذِكر الأخبار المعتبَرة وعن كتب الشيعة الإمامية فحسب، فألَّفه في قبال موسوعته البحار المفَصَّلة وكتابه المختصر حياة القلوب الذي كتب فيه باختصار حولهم صلوات الله وسلامه عليهم؛ بالتالي هو كتاب من حيث مرجعه معادِل للبحار. ذكر الخبر في صفحة سبعمائة وسبعة عشر.
كتاب العوالم، الإمام الحسين عليه السلام
للشيخ عبد الله البحراني (توفي: 1130هـ)؛ وهو كتاب تاريخي يتناول في جزئه هذا سيرة الإمام سلام الله عليه. ذكر الخبر في المُرقّم السادس عشر الوقائع المتأخرة عن قتله عليه السلام باب فيما وقع من دخول أهل البيت الكوفة رقم اثنین صفحة ثلاثمائة وثلاثة وسبعين. والشيخ من المعاصرين للعلامة المجلسي ويَنقل الخبر عن بحار العلامة.
كتاب ناسخ التواريخ
للميرزا محمد تقي سپهر، المعروف بلسان المُلْك، والذي هو من مؤرِّخي وشعراء وكُتّاب البلاط القاجاري (توفي: 1297هـ)؛ وكتابه هذا تاريخي معروف، كَتبه باللغة الفارسية، يتكلم عن تاريخ العالَم مما قبل هبوط آدم منذ ابتداء الخَلق وأحوال الأنبياء والأئمة وتاريخ إيران قبل وبعد الإسلام، إلى عصر المؤلِّف لعام 1273هـ، وهو كتاب مَحط اهتمام كثير من الخطباء، إلا أنه يحتوي الكثير من الاشتباهات والأخطاء التاريخية، ويَنقل الغَث والسَّمين سيّما في سيرة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، ويَذكر كثيراً من الأمور دون مَدْرَك ومستنَد حتى أصبح مِن أبرز أسباب مَساقط الخطباء الذين يَنقلون فوق المنابر على أسماع الناس منه دون تمحيص وفحص! لكنّ هذا لا يعني عدم قيمة الكِتاب ككل، والمؤلِّف لم يدَّعِ أن كل ما فيه صحيح. وقد نَقل خبر نطْح المَحْمَل في المجلد الثالث بصفحة ثلاثة وخمسين.
نَفَسُ المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم ويليه نفْثة المَصدور فيما يتجدد به حزنُ العاشور
للشيخ عباس بن محمد رضا القمي صاحب مفاتيح الجِنان المعروف بالمحَدِّث القمي (توفي: 1359هـ)؛ وهو كتاب جليل فاخر منتظِم عذبُ التصنيف. وقد ذكر رحمه الله الخبر في الباب الثالث الوقائع المتأخرة عن قتله عليه السلام تحت عنوان احتجاج علي بن الحسين عليهما السلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونَكْثِهم صفحة ثلاثمائة وخمسة وستين، يرويه عن العلامة بـ(قال العلامة المجلسي رحمه الله في البحار: أقول: رأيتُ …).
كتاب الفردوس الأعلى
للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (توفي: 1373هـ)، ذكر الخبر في جوابه على السائل عن جواز واستحباب لطم الصدور في عزاء أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام استفهاماً منه عن إنكار بعض من ليسوا من الشيعة لذلك، ذكره بصفحة إحدى وعشرين مستشهداً به مقيِّداً لمفاده بحال خاص سيأتي تفصيله بحوله تعالى عند الكلام في دلالة متن الخبر وتحقيقها. وقد أَرجَع المحقِّقُ المَصدرَ في هامش مصدر النُّسخة التي نقلتُ عنها إلى بحار العلامة المجلسي المجلد العاشر صفحة مئتين وعشرين.
المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة
للسيد شرف الدين (ت[1]: 1377هـ)، رواه في الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وإرشاداته، في المجلس السادس والعشرين بصفحة ثلاثمائة وخمسة عشر، رواه بلا إسنادٍ لمَصدر أو مَرجِع.
كتاب الخصائص الزينبية
للمرحوم السيد نور الدين بن السيد محمد جعفر الموسوي الجزائري الشوشتري، المدفون في صحن الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام في الحُجرة الثانية يمين الداخل من باب الزينبية (ت: 1384هـ)؛ كتاب بالفارسية، وموضع إقبال من الفضلاء والخطباء والقُرّاء، ومن المصادر المرموقة المختصة في مجاله، وقد عرضه مؤلفه على جملة من العلماء، ودَوَّن عليه تقاريض منهم؛ كالمرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني، والسيد محمد الفيروزآبادي ..، وفي بعضه يَنقل عن ناسخ التواريخ. ذكر خبر النطح في الخَصيصة الثلاثين في أنها عليها السلام الأخت المواسِية تحت عنوان مواساة السيدة زينب عليها السلام صفحة مئتين وثلاثة وثلاثين، ذكره بالمعنى مع زيادة تعابير بقلمه، ولم يسنده لمَصدر أو مَرجِع.
موسوعة شهادة المعصومين عليهم السلام
للجنة الحديث بمعهد باقر العلوم علیه السلام، المجلد الثاني تحت عنوان أهل البيت عليهم السلام في الكوفة صفحة ثلاثمائة وسبعة وثلاثين برقم 402/ 43، ذُكِر الخبر فيها نقلاً عن بحار العلامة المجلسي رحمه الله بـ(قال المجلسي: رأيتُ …).
كتاب وفيات الأئمة عليهم السلام
اسم المؤلِّف: مَراجِع من العلماء الأعلام؛ يعني (من علماء البحرين والقطيف)، جزاهم الله خيرا، نُقل الخبر في الكتاب بلفظ: (روي مرسلاً عن مسلم الجصاص قال: دعاني ابن زياد ..) ولم يذكر المصدر مع أنه كتاب معاصِر! وهذا الكتاب يَسرد الأخبار والأشعار عادةً بلا مصادر! وقد ذكر الخبر تحت عنوان وفاة الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام الذي هو في هذا الجزء من الكتاب تأليف الشيخ علي آل الشيخ سليمان البلادي البحراني بصفحة مائة وأربعة وستين، لكنه لا يَخفى على المتتبِّع أنه –بقرينة النقل والمنقول- يَنتهي ما ذكره المؤلِّف إلى خبر بحار الأنوار.
وغيرُ ذلك من الكُتُب.
● بالتالي؛ إنّ الكُتب ’’المَراجِع‘‘ التي تناقلَتْ خبر نَطْح العقيلة سلام الله عليها للمَحْمَل كثيرة، والكتب ’’المَصادر‘‘ الأُم عددها مبدئياً ثلاثة مصادر باعتبار كون كل كتاب يَنقل الخبر بطريق خاص، ويكفينا ثبوت ولو مصدر واحد منها لإثبات وقوع ذلك، فإن ثبت كفى، وإلا فلا. وهذا ما سيأتيك تحقيقه بعونه عز وجل في الوقفة القادمة.
أمين السعيدي
أواسط جمادى الآخرة 1438هـ
________________________
الهوامش:
[1] ت: مختصَر توفي.
[2] الجزائر التي ينتسب إليها هي قضاء من الأقضية التابعة سلفاً للدولة العثمانية، وتسمى حالياً الجياش، ومنها –أعني الجزائر- قرية الصباغية التي هي محط ولادته، وموقعها في محافظة ذي قار، تقع وفق التقسيمات الدولية الحديثة في جنوب العراق؛ فليس المقصود بلاد الجزائر الواقعة بالمغرب العربي کما یشتبه البعض. والسيد نور الدين هو من نسل المرحوم السيد نعمة الله الجزائري الذي كان أبرز تلامذة العلامة محمد باقر المجلسي صاحب البحار، وقد اختصَّه بالعناية الفائقة حتى اقترن اسمه باسمه.
[alert color=”” icon=””]
موضوعات ذات صلة:
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11344/”]أ- رسالة التطبير1 (مَدْخَل، والصنف المخاطَب بهذه الأبحاث)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11381/”]أ- رسالة التطبير2 (أغراض ومبررات)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11444/”]أ- رسالة التطبير3 (الطُّرُق الحُجة لإحراز الحُكم الشرعي، ومراتبها، والطريق المختار)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11459/”]أ- رسالة التطبير4 (الإصلاح الداخلي للدليل)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11479/”]أ- رسالة التطبير5 (تشجيع العوام والمثقَّفِين على الجُرأة في الدِّين)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11495/”]أ- رسالة التطبير6 (علاج جدليّة: “تبصير الجاهل” و”تنبيه الغافل”)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11510/”]أ- رسالة التطبير7 (امتثال ’’حُكم الحاكم‘‘ وامتثال ’’فتوى المَرجِع‘‘)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11523/”]أ- رسالة التطبير8 (إحراز القطع وتفعيل أثره)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11540/”]أ- رسالة التطبير9 (لا أَتَكلَّم فيه بشيء)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11556/”]أ- رسالة التطبير10 (الفصل الثاني: أدلة التطبير بالعنوان الأولي الصريح)[/button]
[button color=”” url=”http://anbyaa.com/?p=11580/”]رسالة التطبير11 (تحقيق سند خبر نَطْح زينب المَحْمَل/ المصادر)[/button]
[/alert]
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا