سياسة العبودية أوجَزَها نبينا الأعظم (ص) في كلمة!
ومن المعلوم أن المستحب أحياناً يكون أرفع من الواجب ؛ ذلك لأن الواجب فيه إلزام ، بينما المستحب فيه تخيير ، ناهيك عن أن المستحبات متمِّمة لنواقص الواجبات ومقلِّصة لآثار المحرمات. فما الأفضل الموافِق للحكمة؟ بأن تكون سياسياً في أفعالك بمجرَّد استقصاء النية في قلبك؟ أم أن تفوِّت على نفسك النفع الجم العظيم بمجرد إهمالك لهذا الفعل القلبي البسيط؟ فالأمر بيدك.
هذا وإنَّ ما ساقه نبينا الكريم (ص) بقوله هذا يوافِق ما عبَّر عنه الفقهاء رضوان الله عنهم في (علم أصول الفقه): الإباحة بالمعنى الأعم ، حيث قسَّموا الأحكام إلى خمسة: واجب وحرام ومستحب ومكروه ومباح ، والمباح بدَوره قسَّموه إلى قسمين: مباح بالمعنى الأعم (أي يدخل في المستحب والمكروه بالنية مثلاً) ، ومباح بالمعنى الأخص (يُنظَر فيه للفعل الإباحي بدون ضميمة شيء).
فـ(الإباحة بالمعنى الأعم) يمكن فيها تحويل المباح إلى عملٍ يــَقبل الثواب والأجر ، بخلاف (الإباحة بالمعنى الأخص) التي لا ثواب على فعلها ولا إثم على تركها ، تماماً كأن تـَرفع قلماً من مكانه وترجعه إلى نفس المكان بلا أي غاية وبلا أي معارِض شرعي وبلا أي نية راجحة ، فهذا عمل مباح لا ثواب في عمله وتركه ولا إثم في عمله وتركه.
أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا