(شاركنا) حوار جديد: “الطلاق النفسي” بين الزوجين وآثاره على الأسرة/13ربيع33هـ
نجد في الآونة الاخيرة في مجتمعنا “الطلاق العاطفي”, الذي تنطوي تحت طياته مآسٍ كبيرة وتعاسة للأسرة, وتظهر آثاره في فشل تربية الأطفال وما يصيبهم ويصيب الأب والأم من مضاعفات سلبية لا تقل في سوئها عن أخطار “الطلاق الانفصالي” الذي يتسبب في تشتيت الأطفال.
ويرتبط “الطلاق العاطفي” بطبيعة العلاقة العاطفية بين الزوجين, وهو غير ظاهر للعيان, لكنه يحرم الأطفال من دفء الحب والحنان, ويجعلهم يعيشون في جو بارد محبط مؤلم, قد يمزق شخصياتهم ويصيبهم ببعض الأمراض النفسية الخطيرة، كما ينعكس على الزوجين بالكثير من الأضرار النفسية ثم الصحية وغيرها.
قد يكون الطلاق الشرعي على خطورته أسهل من “الطلاق العاطفي” وكأن الزوجين المطلقين عاطفياً جسدان يعيشان مع بعضهما بعضاً, وكأن حياتهما الزوجية ميتة وهي عرفاً على قيد الحياة.
من المؤكد أننا لا نشجع الطلاق الفعلي ولا نؤيده, لكن غالبية النساء والرجال للأسف يفضلون الاستمرار في الزواج الشكلي, ويتناسون الجانب الأساسي في الحياة البشرية، ألا وهو الجانب العاطفي الذي سيبقى معطوباً مدى الحياة فيما لو استمر طلاقهم العاطفي, فالكثير من الأزواج يهملون الحياة العاطفية بعد مجيء الأطفال ومضي سنوات على العلاقة، لتتهاوى تلك العلاقة التي بينهم ويحل محلها الملل والاعتياد والروتين واعتبار البيت والحياة الزوجية مجرد مأوى للأكل والنوم.
طبعاً لابد من وجود أسباب جوهرية لهذا “الطلاق العاطفي”, أهمّها يكمن في: انعدام القناعة، وغياب الاحترام المتبادل أو التقليل من أهمية الطرف الآخر, وسقوط التقدير بعدم رعاية إمكانيّات الشريك، والاستهتار بالواجبات والمسؤوليات، وسقوط الشعور بأحاسيس الشريك ومشاعره.
مثلاً:-
1_ لو تزوج الرجل بأمرأة غير مقتنع بأخلاقها أو بشكلها على الإطلاق، فهذا من شأنه أن يؤول بهما “للطلاق العاطفي”.
2_ الاختلاف الملحوظ في ثقافتهم أو فكر الطرفين، فقد يكون فكر وثقافة الزوجة بعيدَين كل البعد عن فكر وثقافة الزوج، فينعدم جوهر الحوار بينهم من الناحية الفكرية والثقافة اللتان هما أهم مصادر الانسجام ونبع العواطف، إذ القلب مجبول على الشعور بتناسب الفكر وتميله لبعضه البعض.
3_ العطاء العاطفي الدائم من أحد الطرفين، البرود العاطفي الصادر من الطرف الآخر، فعدم مقابلة العطاء بالعطاء، أو مقابلة العطاء بالحرمان في مثل هذه النوع من العلاقات يعتبر من أشد وأكبر الأسباب المحْدثة لهذا الطلاق.
وغير ذلك من العلل والأسباب، إلا أن هذه أرجح العلل المسببة للطلاق العاطفي في محيطنا.
فماهي آراؤكم وحلولكم ومساهماتكم الفكرية لعلاج هذه المشكلة المهمة, لنرتقي بمجتمعنا العزيز إلى وعي الثقافة السليمة والتربية الناجحة، كي لا تتكرر هذه الأخطاء الشائعة في حياتنا وأجيالنا القادمة.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا