شرائط التزويج بين أبناء المذاهب المختلِفة
منشور رقم 10 بتاريخ 21-12-1434هـ
في قضية كون (حِفظ الدِّين) أحد أهم أهداف الزواج ، نقول في هذه القضية ما قلناه(1) في مسألة (الحاجة الروحية للشريك) ، وهو أنّ:
التزويج بين المذاهب الإسلامية لا ضرر فيه حال اعتدال الشريكين ، وعدم فرْضِ أحدهما نظره على الآخر ؛ وكذا حال تَواجد نقاش متوازن وإقناع عن دليل ، وامتلاك كلا الطرفين للمعرفة على السواء ، فهنا أيضاً لا مشكلة شرعية بتاتاً في مثل هذه العلاقة الزوجية ؛ فالحكمة ضالة المؤمن ، والحق هو الحكمة ، فأنْ تَـأخذ الحق بإقناعٍ من (شريكك المتبحِّث) وأنت على وعي وبصيرة رغم اختلاف مذهبكما ، مِثل أنْ تَـأخذ الحق من (عالِم مذهبه غير مذهبك) وأنت متبحِّث وعلى وعي وبصيرة.
بل أخذُك الحق من (شريكك المتبحِّث) وأنت على وعي وبصيرة رغم اختلاف مذهبكما ، مِثل أنْ يُؤخذ الحق من الشريك الذي مذهبه نفس مذهب شريكه ، وكذا مِثل أن يُؤخذ الحق من عالِم مذهبه نفس مذهب الآخذ منه.
لذا من الخطأ أن نــَـنظر لكل علاقة زوجية يكون فيها الشريكان من مذهبين إسلاميين مختلِفَين ، ويحصل تغير في فـكر أحدهما بسبب الآخر ، من الخطأ أن ننظر لكل علاقة يحصل فيها تغيير فكري ، بأنها علاقة غير متوازنة وغير سليمة ولا تتوفر على عنصر الحفاظ على الدِّين ، فالشريكان إذا كان كل منهما على وعي وتَـأثــَّـرَ أحدهما بالحق من خلال الآخر ، فلا مشكلة في ذلك ، بل على العكس:
هذا يُعتبَر في نظر الله تعالى من الأمور المشروعة بل والمطلوبة ، فالله سبحانه يحاسب العبد على صدقه ونيته ونتيجة بحثه المنصِف لنفْسه ، فرُبَّ عبدٍ على باطل بَحثَ عن الحق فلم يصِبه ونيَّته سليمة فيدخل الجنة ، ورُبَّ آخر على الحق ونيته باطلة فيدخل نار جهنم.
فالمهم إذن هو:
1- عدم حصول حالة من القَسْر والإجبار على المعتقَد.
2- وأن لا يكون طرفٌ من الطرفين مستضعَفاً في فكره وقليل المعرفة. وفي النهاية كل واحد منا يجب أن يبحث عن الحق ، لكن بسلوكٍ أنبيائيٍّ منصفٍ ومتوازن.
قال تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف: 9].
وقال: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [سبأ: 24].
السيد أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا