تغطية ر(٢) شهادات طلاب وطالبات الدورة المكثفة التاسعة
«إثبات الوجود الإلهي والإجابة على الشبهات وتساؤلات النفس ١٤٣٥هـ» – مع السيد أمين السعيدي
تقرير مؤسَّسة أنبياء أولي العزم (ع) :
اختتام فعاليات الدورة العلمية المكثفة العامة الفريدة من نوعها، المنعقدة بالقطيف (القديح – حسينية آل مرار) بعنوان: «إثبات الوجود الإلهي والإجابة عن الشبهات وتساؤلات النفْس حوله»، والتي أقامتها جماعة أنبياء أولي العزم (ع) بإلقاء السيد أمين السعيدي.
استقطبت الدورة الرجال والإناث من جميع الأعمار، فاحتفت باحتضان أبناء المنطقة من مختلف قراها ومدنها؛ كسيهات والقطيف والناصرة والتوبي والجارودية وأم الحمام والجش والخامسة والخويلدية وتاروت والبحاري والأوجام وصفوى والعوامية والمحدود بما في ذلك بلدة القديح.
استغرقت الدورة ٤ ليالٍ بمعدل ساعتين في كل ليلة تقريباً.
بدأت الدورة في كل يوم بدرس تأسيسي على مستوى السلوك وأُسس وضوابط وآداب تلقي العلم والاستفادة منه والتوفيق الإلهي بالإخلاص والجد والصبر والمباحَثة والتدوين و…، بمدة تقارب الـ ١٠ دقائق ليلياً في بداية كل ليلة.
استعرضت الدورة أهمية انعقادها بهذا الموضوع الضروري المهم وتأثيره المباشر والجوهري على منهج الإنسان في الحياة وتبلور الإيديولوجيات ورؤيته الكونية تجاه ذاته وما حوله من أقساط الوجود.
وأخذت على عاتقها استعراض المطالب والمحاور العلمية بصورة سلسة مبسطة مرنة يستوعبها الجميع، فاعتمدت آلة العقل فقط، وأتخذت من البدهيات العقلية رأس المال لجميع محتوياتها من البداية إلى النهاية، من أصغر مسألة إلى أكبر مسألة تناولتها.
كما اهتمت الدورة بالإجابة على جميع ما طرحه الطلاب الحضور من تساؤلات وحوارات ونقاشات مع سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله، حيث كان المجال واسعاً متاحاً بعد الجلسة للنقاش والاستفسار على مصراعين واسعين بدون حدود، حتى استغرقت فقرة الأسئلة بعد الجلسة في بعض الأحيان الساعة، بل ونيّف وأكثر.
كما افتتحت الجماعة موقعها الرسمي (www.anbyaa.com) وقروبات على برنامج الوتساب لإتاحة فرصة أكبر لتساؤلات الطلاب وحواراتهم المعرفية القيمة.
حضر الدورة قرابة الـ (٣٠) رجلاً من مختلف الأعمار والمستويات (وكان مقرهم الطابق العُلوي في نفس الحسينية)، وقرابة الـ (٦٠) امرأة من مختلف الأعمار والمستويات (وكان مقرهنّ الطابق الأرضي في نفس الحسينية)، مع النقل المباشر بالصوت والصورة واستعمال الأدوات التعليمية الحديثة وتقديم الأوراق الموجزة والمباحَثات الحاوية للأسئلة التي يأخذها الطلاب كواجبات بيتية، وغير ذلك من تقديم الوجبات الخفيفة وما شاكل. وقد امتازت بأسلوبها الشيق مع عمقها المعرفي وقوة الطرح العلمي.
فكانت انطلاقتها المبارَكة في ليلة الثلاثاء ٢٤ من شهر رمضان، وانتهت في ليلة ٢٧. واختتمت فعالياتها بتوزيع الشهادات على الطلاب.
كلمة لسماحة السيد أمين السعيدي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، وبعد..
إن ما ذكرتم حول هذه الجهود المتواضعة التي قامت بها جماعة أنبياء أولي العزم (ع) مشكورةً بكافة كوادرها وأبنائها المخلصين الأحباء، هو مدعاة للاعتزاز بعد شكر الله تعالى وإمام الزمان -أرواحنا فداه- بالمنة علينا جميعاً بالقَبول، وإلا إذا لم يحز هذا الجهد على قبولهما؛ فإنها تبقى مفتقرة لا تستحق الرضا والاعتزاز، وإنّ من ركائز قبولهما هو الصدق والإخلاص وإيجابية النتاج.
كانت هذه الجهود المتواضعة هي حصيلة مشاق كبيرة من الجماعة الجادة في ترشيد وتنوير وتطوير المجتمع والمشارَكة النشطة الدؤوبة الفاعلة العاملة على المساهَمة في تقدّم أبنائهم معرفياً وثقافياً، وكانت تستهدف جميع الأطياف بما للكلمة من معنى، وبكل محبة وود وصدق نية وجمال قلب، وهكذا هي عادتها، وهكذا هو منهجها الذي بدأَتْ به وستبقى عليه بإذن الله تعالى.
ولست أجد لنفسي الحق لأن أحكم على القليل القاصر الذي قدمتُه شخصياً، فالحكم متروك للأعزاء الذين حضروا وغيرهم ممن تابعوا ذلك القليل المتواضع وأسعدوني بالتعرف عليهم والوقوف بين أيديهم خادماً أرجو لنفسي المسكينة العفو والمغفرة.
وأشكر بالجزيل جميع الكادر الرجالي والنسائي الذين عملوا على إنجاز هذا المجهود بشكل مباشر في مقر الدورة أو خلف مقرها، فجزاهم الله كافة خير جزاء المحسنين، وبارك في عطائهم بقَبوله وتنميته أضعافاً كثيرة رابية يستطاب عبيرها ولا ينقطع وتيرها ولا ينطفئ نميرها، وجعلهم من أكابر العاملين في سبيله وجهاده الأكبر.
والحمد لله أولاً وآخراً، والصلاة على المصطفى وآله الميامين الطاهرين.
٢٨ شهر رمضان – القطيف.
كلمة لمؤسَّسة أنبياء أولي العزم(ع) :
كانت الدورة العلمية العقائدية التي اختتمت فعالياتها قبل عيد الفطر المبارك هي المرقَّمة بالدورة التاسعة المكثفة منذ تأسست الجماعة في عمرها القصير الذي قارب الأربع سنوات إلى يومنا هذا، تناولت هذه الدورة موضوعاً مهماً جداً، لا سيما في هذا العصر الذي تراكمت فيه الشبهات القديمة والمحدَّثة بعبائر العصر والتكنلوجيا والأفكار التعددية المتلاطمة في المبادئ الفكرية التي يذهب إليها جماعات متنوعة المناهج بين أبناء هذا العالَم.
«إثبات الوجود الإلهي والإجابة عن الشبهات وتساؤلات النفْس حوله» عنوانٌ حملته هذه الدورة الفريدة من نوعها وطريقتها وطبيعة محتوياتها وتفاصيلها في المنطقة، ألقاها سماحة السيد أمين السعيدي رعاه الله.
لقد أجابت الدورة عن الكثير من الإشكاليات المعرفية وغيرها، كما وقفت على تساؤلات النفس بكل صدق وصراحة؛ وذلك من قبيل:
◀ لماذا ندرس هذه المسائل؟ ما قيمتها؟
◀ هل يمكن الاعتماد على العقل في إثبات مثل هذه القضايا؟ وهل للعقل قيمة معرفية؟
وقد قدَّم سماحة السيد بياناً رصيناً متماسكاً لقيمة العقل انطلق منه من (مَبدأ الأشيائية) وببيان سلس مبسط جداً يستوعبه الجميع.
◀ أقسام العقل وحدوده المعرفية. وفي ذلك أعطى تحديداً علمياً دقيقاً للانطلاق في إثبات المطلوب.
◀ لماذا لا يمكن الاعتماد على القرآن والأنبياء والأوصياء والتقليد في إثبات وجود الله تعالى؟ وما قيمة الآيات والروايات المعرفية الصادرة في هذه المسألة في ظل عدم جواز التقليد بها؟
◀ كيف نثبت وجود خالق للكون ببراهين دقيقة؟ فاستعرض مجموعة من البراهين، وحاكَمها محاكَمة جادة، وآورد عليها الإشكاليات ثم دفعها عنها وتمم دليليتها وبرهانيتها.
◀ ما هو برهان (السببية) الذي نسمع به عند حكماء الفلاسفة؟ وما هي أهم الإشكاليات عليه؟
◀ ما هو برهان (الصِّدِّيقين) الذي نسمع به عند حكماء الفلاسفة؟ وما هي أهم الإشكاليات عليه؟
◀ ما هو برهان (النظم) الذي نسمع به عند حكماء الفلاسفة؟ وما هي كبرى الإشكاليات عليه؟
◀ ما مدى صحة النظرية الإلحادية والمادية في خَلق الكون؟
فاستعرض النظريات والآراء التابعة لـ(السفسطائيين) و(التشكيكيين) و(التجريبيين الوضعيين) و(النسبيين) و(نظرية التغير) وغيرها مما شاع صيته في الساحة البشرية، فردها واحدة واحدة، وفككها بالوقوف على نقاط ضعفها، وخلخل كيانها، وأسقط قيمتها العلمية، بالدليل العقلي القاطع والبرهان الساطع، وقدَّم البديل السليم الصحيح التام المتماسك. كما أشار لمجموعة من غايات تاريخية استهدفها أصحاب تلك النظريات والرُّؤى الضعيفة الميتة.
◀ من الذي خَلَقَ الله؟
◀ لماذا ليس لله جسد؟
◀ هل هناك زمان لم يكن الله فيه قبل أن يخلق الكون؟ ولماذا؟
◀ كيف نتعقل أن يكون الله في كل مكان؟ وحتى في الحمام وغيره؟!
◀ كيف نقول لله وجود وهو لا شخص له؟
◀ كيف يمكن أن نستدل بإبداعية خَلْق الكون على وجود الخالق رغم ما نرى من آفات كونية وشرور واختلال في الكون؟
◀ كيف نثبت وجود الله بدليل الإبداع في ظل الوجود الشيطاني لـ(إبليس) و(قوى النفس الشريرة)؟
◀ لماذا لا يكون الخالق إلهين واجبين متماثلين؟
◀ لماذا لا يكون الخالق إلهين متغايرين؛ إما كل منهما خَلَق له كوناً أو كل منهما ساعد الآخر في إيجاد الكون بتنسيق بينهما…؟
◀ لماذا لا نفترض أن علة الكون خلقت لنا إلهاً وأن الله خلقته علة أخرى موجودة قبله؟
وغير ذلك من الفروض النفسانية المهمة المعاكسة للبراهين.
◀ ما هي نظرية القرآن كمفكر تجاه هذه المسائل؟
◀ ما هي نظرية أهل البيت (ع) كحكماء وفلاسفة من العيار الثقيل تجاه هذه المسائل؟
وغير ذلك الكثير الكثير من العناوين الشيقة، والمطالب الضرورية.
وكانت الغاية في هذا الشهر العبادي المبارك تحقيق قول الرّسول الأعظم (ص): [مَن أَحبَّ أن يَنظر إلى عتقاء الله من النَّار فلينظر إلى المتعلِّمِين، فو الّذي نفسي بيده ما من متعلِّمٍ يَـخْتَلِف إلى باب العالم إلا كَتب الله له بكلِّ قدمٍ عبادة سنة، وبَنى له بكلِّ قدمٍ مدينة في الجنَّة، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له، وشهدتْ الملائكة أنَّهم عتقاء الله من النار].
نسأل الله التوفيق للجميع وحُسن القَبول، إنه وليٌّ حميم.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا