مدى صحة حديث يتناقل عن نبي الله الخضر (ع)
سؤال وجواب مع سيد أمين السعيدي.
●السائلة:-
علاج الغيبة
اشتكى احد الاولياء الصالحين للخضر عليه السلام يوما من كثرة الغيبة بين الناس، وانه كلما ينصحهم بالاقلاع عنها ويقول لهم انها من الكبائر، فانهم لا يكترثون بكلامه ولا يقلعون من تلك الخصلة المذمومة.
فقال له الخضر عليه السلام: اذا دخلت مجلسا من مجالسهم ورايتهم يغتابون بما تحب ان ينتهوا عنه فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وال محمد.
فان الله تعالى سيوكل عليهم ملكا ينهاهم عن ارتكاب هذا العمل القبيح، ويحول دونهم كلما هموا به.
ثم قال الخضر عليه السلام: اذا قال الانسان عند خروجه من مجلس ما: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وال محمد. فان الله تعالى يبعث فيهم ملكا ينهاهم عن اغتيابه .
موضوع يستحق النشر ففي مجتمعنا كثير منا من يبتلى بهذا الداء فلا تبخل بنشرها فرب صدقة جارية تخلصك من النار
السؤال: سيدنا مامدى صحة حديث هذا المنشور وهو بلا مصدر..
◀ جواب سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله أعمالكم
إن الحديث المذكور هو حديث منقول من (كتاب الصلوات مفتاح حل المشكلات) لـ: علي خمسه اي القزويني المعروف بالحكيم الهندي، ذكره في ص٨٨ و٨٩ في عنوان (٩١ مانعية الغيبة)، وهو نقَلَ الخبر عن كتاب (قصص الصلوات) من ص٥٧ بلا سند.
لكن لا بأس بالعمل به من باب قاعدة (التسامح في أدلة السُّنن)؛ أدلة السنن أي أدلة الأمور المسنونة (المستحبات والمكروهات)، حيث أن الثواب هنا متحقق بتوكيل المَلَك بهم وحَيْلولته بيْنهم وبيْن القبيح كلما أَقدَموا على ارتكابه وما يترتب على ذلك من الجزاء المُجْمَل باعتبار قيام هذه الأمور على التفضل الإلهي واللطف والمثوبة، فلا بأس بالعمل به من باب هذه القاعدة ما لم يعارِض محتواه شيئاً من الثوابت، وما لم يكن موضوعاً بشكل لا يُحتمل فيه أبداً الصدور عن لسان الأنبياء أو الأوصياء عليهم الصلاة والسلام.
فالحديث المذكور لا بأس بالعمل به بعد كون مضمونه مقبولاً، وعدم وجود ما يعارض مفاده لا في النَّفَس العام للشريعة، ولا في الدليل الخاص، لا سيما وأنه ورد في مصدر يمكن الاعتداد به بوجهٍ بعد أن لم يكن مصدراً مجهولاً؛ فكتاب (الصلوات مفتاح المشكلات) كتاب معروف ومشتهر في مجاله.
والله العالِم.
نسألكم الدعاء
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا