[صلاةُ آخرِ أربعاء من (صفر المظفَّر) وأعمالُه] مع تعليق سماحة السيد أمين رعاه الله.
طرْح وكلمات الفاضل: أبو حسن آل درويش.
مراجعة وتصحيح سماحة: السيد أمين السعيدي حفظه الله.
[ملاحظة: في النهاية يوجد تعليق لسماحة السيد حول محتوى هذا المنشور]
نصلي صـــلاةَ آخــــــــــــــرِ أربعـــــــــــــاء
لدفـــعِ البــــــــــلاء في شهــــــــرِ صَــفَر
يــــــــــــــــــــومٌ واحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدٌ في السنـة
نلتجــئ إلى الله لدفــــــــــــــعِ الضرر
لا تقــُــــــــــــــلْ بدعٌ وروايـــــــةٌ ضعيفــة
نصلي ونتوب ومِن اللهِ الظَــفَـــر
هذه صـــــــــلاةٌ ليسـت هِــــــــــــــــــــواية
نصلي وندعـــو ومِن الله الأَجِـر
ندعــــــــو الدعــــاء بعد الصــــــــــــلاة
وتسبيــــحٌ وآيــــاتٌ لِـــــرفعِ القَـــــدَر
ونرسل الصـــــــــلاة إلى المسلمــين
ليحمينا اللهُ مـِـن نـــــارِ الســَّـــقَـــــــر
صلاة آخر أربعاء من شهر صفر:
جاء في المأثور أنه ينزل في كل سنه 320 ألف بلية ، كلها في يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، فيكون ذلك اليوم من أصعب أيام السنة.
فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة بعد الحمد الكوثر سبع عشرة مرة ، والإخلاص ثلاث مرات ، و المعوذتين كل واحده مرة ، وبعد السلام يقرأ هذا الدعاء مرة واحدة ؛ فإن الله تعالى يكفيه ذلك ، ويحفظه من جميع البلايا ، آمناً في ماله وولده ، سالماً من صروف الدهر.
وهذا هو الدعاء:
(اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وبارك.
اللهم إني أعوذ بك من شر هذا الشهر ، ومن كل بلاء وشدة قدرتها فيه ، يا مُـبــْـدِئ ويا معيد ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا العرش المجيد ، أنت فَـعــّـالٌ لما تريد.
اللهم احرسْ بعينك نفسي ، ومالي ، وأهلي ، وأولادي ، ودِيني ، ودنياي صاحبتها , بحرمة الأبرار والأخيار ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا شديد القوى , يا شديد المحال ، و يا عزيز يا كريم ، أَذللتَ بعزتك جميع خلقك ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مُــكْــرِم ، يا من لا إله إلا أنت ، يا لطيف ، لطفت خلق السموات والأرض الطفْ بي بقضائك ، وعافني من بلائك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
يستحب دفع الصدقة ، والإكثار من الأدعية ، وقراءة هذا الدعاء:
(اللهم اصرف عنا هذا اليوم ، واعصمنا من شؤومته , واجعله اللهم علينا بركة ، واجنبنا عما نخافه من نحوسته وكراهيته ، بفضلك ولطفك يا دافع الشرور ، يا ملك يوم النشور ، برحمتك يا أرحم الراحمين).
وروي أن من قرأ هذا الدعاء في آخر أربعاء من شهر صفر لم يمت في تلك السنة.
وناجى عزرائيل ربه فقال: يا رب! إنَّ فلاناً أنقضى أجله وعمره ولم تأمرني بقبض روحه ، فقال جل جلاله: قلتَ حقاً ؛ ولكن أطلتُ عمره بسبب قراءته هذا الدعاء إلى شهر صفر المقبل ، وحفظته من جميع الآفات والبليات.
وهو هذا الدعاء الشريف:
(بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم يا ذا العرش العظيم والعطاء الكريم ، عليك اعتمادي ، يا الله يا الله يا الله ، الصمد الرحمن الرحيم ، يا فرد يا وتر يا حي يا قيوم ، امنعْ عني كل بلاء وبلية وفرقة وهامة ، وامنعْ عني شر كل ظالم وجبار ، يا قدوس يا رحمن يا رحيم).
ثم تكتب في إناء نظيف وتشرب ماءه:
(بسم الله الرحمن الرحيم ، سلام قول من رب رحيم ، سلام على نوح في العالمين ، إنا كذلك نجزي المحسنين ، سلام على آل ياسين ، سلام عليكم فادخلوها خالدين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسلماً كثيراً).
تعليق سماحة السيد أمين حفظه الله حول محتوى المنشور:
لقد اطلعتُ على ما قدمه الأخ العزيز الفاضل بشير رعاه الله وأنالَه مُناه ، فله جزيل الأجر إن شاء الله تعالى ، غاية الأمر هنالك ملاحظتان مهمتان موجزهما كما يلي:
الأولى:-
إنَّ ما شاع عن (شهر صفر) من نحوسة فهو في غاية البطلان ومن البدعة ، وقد أثبتنا ذلك في كتابنا حول هذا الأمر بالدلائل الناصعة والبراهين القاطعة ، والتي منها ما ثَبــَـتَ -عند جملة من أكابر الأعلام- من أنَّ زواج عليٍّ عليه الصلاة والسلام بأمنا الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وَقَع في شهر صفر وبأمرٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ناهيك عن أنه يوصَـف بـ(صفر المظفــَّـر) ، فهو شهرٌ مبروك ، لا شهر نحسٍ وبلاء كما ابتُدِعَ وشاع ، وإلا لما وُصِفَ بالمظفــَّـر.
الثانية:-
ما ذُكر من أعمال وإن لم يذكره كبار الأعلام في كتبهم المعروفة المختصة بالعبادات والأدعية والزيارات ، إلا أنّ العلامة السيد حسن اللوساني ذكر بعضه في كتابه (مرقاة الجنان في الصفحة 66 و67) ، ولم ينسبه للأئمة عليهم الصلاة والسلام ، كما أنه قال في بداية نقله للخبر: يوصَى ، ولم يقل: يروى كما فعل بعض العوام في نقلهم للخبر ، فنَـصُّ عبارته هناك هكذا:
(يوصى فيه –يعني آخر أربعاء من هذا الشهر- بالأمور التالية ، وبخاصة لدفع الشؤم والنحس والأذى: …(.
بالتالي ؛ نقول:
لا مانع من الصدقة ، فهي مستحبة على كل حال ، لكن سَن الصلاة والأعمال المذكورة من الأمور الخطيرة ؛ فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ؛ لأن ما يذكر من أعمال آخر أربعاء في صفر لم يَـثبت بطريق شرعي معتبَر ، كونه لم يُنسَب لأي معصوم من المعصومين عليهم الصلاة والسلام ، وإن قام بعض الناس بنسبه للإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه بتجرؤٍ منه على أئمة الهدى ، كما رأيتُ ؛ بالتالي فما يُـذكر لا يعالَج حتى بقاعدة (التسامح في أدلة السّنَن) ؛ لأنه أساساً لم يَـثبت استنانه ولم يَثبت أنه دليل أساساً ولو بسندٍ روائيٍّ ضعيف ؛ فهو ليس من الأدلة كي يشملها (التسامح في أدلة السنن).
هذا ناهيك عن ركاكة عبارة الدعاء وضعف سياقه وتركيبه ، فهو لا ينسجم مع ذائقة ورفعة الصياغة المعصومية التي يمتاز بها دعاء وخطاب أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فالعارف بمذاقهم وقرائحهم صلوات الله وسلامه عليهم يشخِّص مباشرةً هذا الأمر.
فإن قيل:
لربما ورد شيء من تلك الأعمال لقيه صاحب كتاب (مرقاة الجنان) رفع الله شأنه ، وذلك الشيء لم يــَـصل إلينا ؛ بالتالي نتعبَّد به وفق قاعدة (التسامح في أدلة السنن) ، خصوصاً وأنّ المؤلِّف قال: يوصى ، فهل يعقل أنّه جاء بها من كيسه الخاص؟ ألا يُشَم من كلمة يوصَى أنّه ورد في ذلك خبر شرعي؟ فالكتاب كتاب أدعية وشرعيات.
الجواب:
هذا الكلام لا يــَـصمد أمام الصناعة العلمية ؛ لعدم تمامية هذا الادعاء ، وكون الكتاب من الكتب التي بين أيدينا ، وعدم وجود مؤشرات علمية على وجود هكذا أعمال يُـحتمَـل في حقها الضياع وعدم الوصول إلينا حتى يــَـتفرَّد بذكرها كتاب (مرقاة الجنان) ، وهذا عين ما دعى صاحب كتاب (مرقاة الجنان) لأن يعبِّر بـ: يوصى ، لا بـ: يروى ، ففَرْقٌ بين العبارتين على المستوى العلمي.
بل هذا ما دفع ببعض الناس لأن يقول: يــُـنقََل عن بعض العرفاء. وكأنها مكاشفة عرفانية يراد تقويتها بالعرفان بعد أن هُزِمَتْ ونطحها الدليل العلمي الشرعي الصارم.
بل ولهذا عبَّر البعض بـ: أنه يــُـنقَل في المأثور. دون أن يــَـذْكر أيُّ مأثورٍ ذلك وممن هو صادر.
ولهذا أعرض كبار المحققين والأعلام عن استعراض تلك الأعمال في كتبهم المعروفة المختصة بالأدعية والأعمال العبادية.
بل ولهذا أفتى المعاصرون من المراجع بعدم صحة تلك الأعمال ، كالسيد محمد الشاهرودي ، والسيد السيستاني ، والسيد الخامنئي ، والسيد كاظم الحائري ، وغيرهم.
هذا ؛ ولو كان في الأربعاء الأخيرة من صفر المبارك شيءٌ لَـظَهر ذلك البلاء ، ولَـتَـميَّز يوم الأربعاء الأخير عن غيره من الأيام بكثرة البلايا والشرور ، والحال أنَّ الحس والوجدان قاضيان بعدم وجود شيء من ذلك على أرض الواقع.
علماً أنّ الدعاء الذي في مناجاة عزرائيل عليه السلام لربه سبحانه -على فرض ثبوته- فهو غير خاص بيوم الأربعاء الأخير من صفر ، وأنه لربما لأنّ القارئ قرأه في صفر فطال عمره سنة إلى صفر القادم ، فلو قرأه في رجب أو شهر رمضان مثلاً ؛ لطال عمره سنة ، بلا فرق بين صفر ورجب وشهر رمضان من هذه الجهة ، ورجب الأصب وشهر رمضان من الشهور الطيبة المباركة كثيرة الفضل والفضائل ، مما يعني تَرتــــُّـب أثر الدعاء الذي في مناجاة عزرائيل مع ربه في أي شهرٍ كان ، لا في خصوص صفر.
نعم ؛ لنا ان نتصدق ونَـتعبد بالعبادات اليومية وغيرها مما هو ثابت ، لكن لا بعنوان أن شهر صفر (كله شهر شؤم ونحس وبلايا وشرور وآفات) ، فهذه الفكرة من البدع الجاهلية التي انتقلت للإسلام بفعل ظروف خاصة ندعها لمحلها ؛ لذا لا يجوز الاعتقاد بهذه البدعة بتاتاً ، وكما في الخبر الشريف: (لا تُعادوا الأيام فتعاديكم) ، وقد نَهت الشريعة عن التَّـطَـيُّر.
فلو ورد في بعض الأيام تَحـيُّـط فالتحيّط له موازينه وله حدوده وأيامه ، لا أن نَصِـف شهراً بكامله بالنحوسة ، فنعطِّـل الأرض والعباد! فشهر صفر شهرٌ كريم وخيره وافر ، فهو شهرُ ظَفَرٍ ورحمة ، ومن الشهور القدسية التي أَوقع فيها النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام كثيراً من أعمالهم وأفعالهم العظيمة التي تحتاج للبركة.
أسأل الله لي ولكم المغفرة ، ولا تنسونا من صالح الدعاء.
أمين-قم المقدسة
28صفر1435هـ
قاسم ناصر
ج 16 ربیعالاول 1435ﻫ 17-1-2014م در ساعت 9:18 ب.ظالسلام عليكم ورحمة الله
كم كنا نعيش في جهل تجاه كثير من الأمور
كانت لدينا من المقدسات
ثم ظهرت حقيقتها بفضل ما قرأت
جعل الله ذلك في مزيان حسناتكم
وبودي كل شيعي وكل مسلم أن يستفيد مما في هذا الموقع الفذ حقاً
فهو موقع نبيل ونبيه ونافع للجميع حقيقة
شكراً كثيراً
قاسم ناصر