الزواج مثلاً بامرأتين هل يعني إحراز نصف الدين بالأولى وإحراز نصفه الآخر بالثانية بشكل أتوماتيكي بدون امتثال للضوابط؟
عنوان الموضوع: ضوابط إحراز نصف وثلثي الدِّين بالتزويج
منشور رقم 12 بتاريخ 23-12-1434هـ
إنّ قول الأخبار الشريفة بأنَّ مَن تزوَّج أَحْـرزَ نصف دِينه ، ومَن تَزوَّج أَحْـرزَ ثلثَي دِينه ، ومن تزوَّج كمل دِينه ، وقول الشيطان صارخاً عندما يتزوَّج الإنسان: يا ويلاه عصم هذا مني ثلثي دِينه ، فأقوال الأخبار الشريف هذه لا تعني أنَّ كل من تزوَّج نال هذه المراتب العظيمة ، بل نيلها له آداب وشرائط وأسباب.
ومن آداب ذلك: أن يمارِس العبد في التزويج مجموعة من “الأخلاقيات” و”الطّقوس” الجليلة المسنونة ، المقرِّبة لله تعالى ، وأن يتجنــَّب الطقوس البائسة المبعــِّـدة عن الله تعالى ، فكما هو واضح أنَّ ما يبعــِّد لا يقـرِّب ، فمن يمارِس المبعِّدات كيف يقترب من الله تعالى؟! وبالتالي كيف يكون أحرز نصف وثلثي دِينه؟! لا يمكن.
وعليه؛ هنالك آداب لها دخل ولو جزئي في تحصيل نصف وثلثي الدِّين ؛ حيث أنّ فعل المستحبَّات وترك المكروهات لهما آثار عظيمة على الإنسان ، بل أحياناً يكونان أعظم من فعل الواجبات وترك المحرمات ، ذلك من جهة كون فعل الواجبات أمراً إلزامياً ، وترك المحرمات أمراً وجوبياً ، بينما فعل المستحبات وترك المكروهات من الأمور التخييرية ، وتكشف عن قوة العبد ومدى إخلاصه وارتباطه بدينه وربـِّـه والنظام التام بلا أمرٍ إلزاميٍّ عليه.
بل إنَّ في بعض الطّقوس والآداب ما هو حرام يقرِّب للشيطان فضلاً عن أنّه يبعِّد من الله تعالى ؛ ومن ذلك بعض الخرافات الحاصلة في التزويج التي سنقف على مجموعة وافية منها إن شاء الله تعالى ، فهذه آداب وطقوس لكن بمصطلح العرف ؛ أما في مصطلح الشرع فهي داخلة في قسم الشرائط والأسباب كونها ترتبط بالحرام والواجب ، لا المستحب والمكروه.
وأما الشرائط والأسباب التي تَجعل نصف وثلثَي الدِّين يكتملان بالتزويج ؛ فمنها:
أن يكون التزويج تزويجاً صحيحاً سليماً ، لا أن يكون تزويجاً باطلاً فيه نواقص شرعية تــَـسلب من العقد صِحـَّـته وسلامته ، وإلا فأيُّ عقدٍ باطلٍ فهو ليس محلاً لنظر هذه الأحاديث الناصة على تكميل الدين بالتزويج ؛ فالعقد الزوجي الذي يكمِّل الدِّين هو الذي يَـصْـدق عليه عنوان التزويج الشرعي ، لا أي تزويجٍ كان.
ومن الشرائط والأسباب أيضاً: الالتزام بالقانون المختص بتوزيع الحقوق بين الزوجين ، فالتزام الشريكين بـ”الحقوق الأخلاقية الواجبة” و”الحقوق الشرعية” ، وأداء ذلك على الوجه المطلوب ، كله يُشَكِّل مقدِّمة ضرورية لتكميل الدِّين ، بحيث لا تنفك عنه بتاتاً. وغير ذلك من الشرائط والضوابط مما يأتيك تـِـباعاً بحوله تعالى.
أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا