نقاش مع السائل (حول الجَمال)
● سيد أمين السعيدي:
【الذي يَطلب الجَمال ناظرٌ إلى الأعلى؛ لأن الجمال صفة وقِيمة لا يشبهها في العلو شيء، فإذا نَظر إلى الأسفل غاب الجمال عن ناظر قلبه وعقله.
ثم إنه من أوائل المراحل الضرورية لـ(رؤية الجمال) أنّ تشَخِّص ما هو الجمال وفي مَن هوَ】.
👥 تعليق السائل على المنشور:
فلِم الدرر تداس بالاقدام…. والغيوم تَحجب عنا ضوء الشمس وهي(…..)؟!
◀ جواب سيد أمين:
أخي العزيز حفظك الله ورعاك، رداً على إفادتكم الوقّادة النافعة الكريمة:
علَيَّ الدُّرَر وعليك الغيوم
1- الدرر من حيث [الجمال الذي هو (صفة)] ليست في الأسفل، فالذي يدوسها إنما داسها لأنه إما (لم يرها) أو لأنه (لم يعرف قيمتها ولم يشخِّص جمالها) ..؛ فيكون نظر للأسفل لا للأعلى وفاقداً لأوائل المراحل الضرورية لـ(رؤية الجمال) التي منها ما ذكرتُه في نهاية الكلام السابق ..، وتغيير الشيء عن شأنه لا يغَيِّر من حقيقته.
2- النظر من حيث [الصفة، (والجمال صفة)] هو نظر معنوي لا من قبيل النظر في الجهات المحكومة للمادة، وإلا لكان -مثلاً- الله الجميل -عز وجل مع ما له من مُغايَرة- جماله في جهة؛ وهذا كما تعلمون باطل؛ لأنّ جماله سبحانه ليس في جهة ولا يـَخضع لآثار المادة ..؛ لذا عبرت في صَدْر الكلام (غاب الجمال عن ناظِر قلبه وعقله) ولم أقل ناظِر جارحة البصر ..
3- الصفة العالية دائماً هي (معنوياً) في جهة الأعلى المعنوي، وإلا لَما وصفناها بالعالية، والعالية ضد الدنيئة القبيحة؛ لأنك مثلاً لا تقول الجمالُ الجميل دنيءٌ قبيح؛ لذا عبرت في صدر الكلام بناظِر القلب والعقل فقدمت القلب على العقل، وأيضاً لم أُعَبِّر بناظِر البصر الحسي.
4- إنّ الكلام عن الجمال هنا إنما هو عن الجمال الحقيقي؛ لذا في نهاية الكلام كان العنصر الوحيد الذي ذكرتُه هو (ضرورية تشخيص ما هو الجمال وفي مَن هوَ)؛ كي يقع عليه ويُصَوِّب ناظِر قلبه وعقله نحوه لا ناظر عينه …
وهنا يَكمن كُلُّ الصَّيد؛ عند إصابة التشخيص والنظر الحَصِيف.
أحسنت أخي العزيز، فنعم ما أنفعتَ به أخاك المتزوِّد من أمثالك الكرام النُّجباء. وربما أنت أصبت وأنا أخطأت، فهذه بضاعتي فانفعني أيها العزيز عن فَسادها.
٢٩جمادى[٢] ١٤٣٥هـ٢
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا