طلبُ الحسين (ع) للسلطة لغوٌ يوجـِب معرفة الغاية وأخْذ الدرس
•من سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
إنّ كتب التاريخ مجْـمِـعة على أنه صلوات الله وسلامه عليه نزل بكربلاء قبل وقوع الحادثة بأيام ، وكانت أمامه (فرصة طويلة للتراجع).
كل هذه الألوف كم سيكون عددها؟ وكم سيكون النصر في حسابات الحسين عليه الصلاة والسلام ليكون طالباً للسلطة مثلاً أو لشيءٍ من وسَخ الدنيا؟
إنّ ما يذكره المؤرخون هو أنه في اليوم العاشر اكتمل عدد المقاتلين ضد الحسين صلوات الله وسلامه عليه إلى “ثلاثين ألف مقاتل” وأكثر ، كلٌّ منهم شاهرٌ سيفه ورمحه ، دالعٌ باعه يريد أن ينهش من الحسين لَحْما. أتحسب أيها العزيز أن هذا العدد من القَـتَـلة يـُـساوِقُ قطيعاً حاسراً مستهاناً؟ فأي مغامرٍ ذلك الذي يمكن له أن يفكِـر للحظة واحدة في أن يقف أمام هذه الآلاف من المقاتلين في سبيل قيمةٍ زائفة يَـعلم بأنه لن يدركها؟
وماذا ستكون مكاسبه من بسالة أمثال العباس ، وبرير ، وسعيد بن عبد الله الحنفي ، ومسلم بن عَوْسَجة ، وزهير ، وحبيب ، في مثل هذا الظرف وهذا الموقف؟
علينا أن نتأمَّل جيداً في هذه الحقائق ؛ لندرك كم كان الحسين (ع) يستهدفُ أمراً يسمو على تفاهات هذا الوجود الزائل ، ومِـن ثمَّ يــَـنال منا الدرس ما يستحق.
السيد أمين السعيدي
8محرم الحرام1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا