(المفهوم الخاطئ للمثالية والتناسب الزوجي)
منشور رقم 2 بتاريخ 13-12-1434هـ
(المفهوم الخاطئ للمثالية والتناسب الزوجي)-2-
إنّ ضرورة كون الشـّريك الخاص (مناسباً ومثالــيّاً) في العلاقة الزّوجية ، الرّافع لمشاعر القسوة الوجوديّة وتبدُّلات الحياة ، والـتّغيّرات الجسمانيّة والرّوحيّة ، والدّافع للحاجة الرّوحيّة ، فضـرورة كون الشّريك الخاص (مناسباً ومثاليـّــاً) لا تعـني أنّ هــذا الشـّـريك يَلْزَم أن يكون ثابتَ الطِّبـــاع والمزاج ، لا يعتريه التّـغـــيُّر والتّبدُّل ، فكما أنّ الحياة متبدّلة وحوادثها متغــيّرة ، في ظلِّ قابليةِ الجسد والــرّوح للتّغــيُّر ، كذلك بشكل طبيعي الشـّريك يَتبدّل ويتغـيّر في طباعه ومزاجه ، مِثْلُه مِثل الطّرف الآخر.
مخطئٌ مَن يبتغي شريكـــاً مناسباً ومثالياً لا يمسه شيء من ذلك ، فلو رُمْـــتَ البحث عن شـريكٍ ثابت ؛ فلن تجده بتـاتاً ، وستبقى تَـلهث وراء ســــرابٍ لا واقــع له ، سرابٌ أنت فيه كمــَن يدّعي لنفْسِه الثـــّــبـات وعدم التـّـغـيُّر الشـّخصي ، ناهيك عن أنّ طبيعة الحياة القائمة تـَــتطلَّب الحركة في الذّات ، وإلا كانت الحيــــاةُ مملَّـةً وضَجـِـرة ؛ ممّا يَعـني أنّ (المثاليّـة) هنا تـَــتطلّب التّبـدُّلات.
نعم ؛ يُشتـرط في تحقُّـق (التّناسب والمثالـيّة) السـّعـي وراء تقليص العَوارض السّلبيّة المجابــِهة للشّريك ، والمثابَرة قدر الإمكان لامتصاص آلامه ومتاعبه بمختلَف صنوفها ، فهذا الأمر مِن أبسـط بَدَهـيّـات العلاقة الزّوجية الإنسانية النـّـاجحة ، كما يَلْزَم أن لا نـَـفتعِل المزاجية ، فالحياة بذاتها كفيلة في المجيء بالآلام ومُـكَدِّرات الصَّفو ، فلا نُزايــِد عليها.
إنّنا نَعيشُ في مجتمعٍ يَكْثرُ فيه فهْمُ (المثاليّة والتّناسب) الزَّوجي بصورة مغلوطة لا ترقى لأبسط القِيَم اللاَّزمة!
أمين السعيدي – قم المقدسة
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا