مع عبقات ساقي العطاشا .. حليف العشق والوفاء
●سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
وانتشق من ثرى أبي الفضل نشراً
ليـس يـحــكي العبـيــر نـفـح شـذاه
غاب فيــه من هـاشــم أيّ بـــــــدر
فيه ليــــل الضلال يـمـحــي دجــــاه
هو يـوم الطفوف ساقي العُطاشـى
نذكر لكم خبراً يؤنس القلوب في ظل فرحتنا أيها الإخوة جميعاً بمولد قمر بني هاشم وباب الحوائج العبد الصالح .. وتتقدم جماعة أنبياء أولي العزم (عليهم الصلاة والسلام) بالتهاني الولائية إلى مولانا صاحب العصر والزمان(عجل الله فرجه الشريف) وإلى مراجع الأمة وإليكم أيها السادة الكرام..
ولد أول مولود لأُم البنين الكلابية زوجة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في الرابع من شعبان سنة 26 من الهجرة، فسماه (عليه السلام) العباس[1] ، وقتل مع أخيه الحسين عليهما السلام في أول سنة 61 من الهجرة وعمره أربع وثلاثون سنة ..
وقد كان لتربية الإمام علي (عليه السلام) من غير شك، تأثير بارز في صياغة الشخصية الفكرية والنفسية لهذا الفتى ، فجاء إدراكه العالي انطلاقاً من هذه التربية النبيلة.
“قيل: لما كان العباس وزينب ولدي علي صغيرين ، قال علي (عليه السلام) للعباس: قل واحد. فقال: واحد. فقال له: قل اثنان، قال: استحي أن أقول باللسان الذي قلت واحداً قول اثنان. فقبّل علي (عليه السلام) بين عينيه”[2] إشارة لإخلاصه في توحيد الله تبارك وتعالى.
كانت حقيقة نصرة العباس لأخيه الحسين (عليهما السلام) نصب عيني علي (عليه السلام) حينما أراد الزواج بأُم البنين. لذا عندما كان علي (عليه السلام) على فراش الشهادة ، ذكَّر عباس بـ”سرّ الدم” هذا، وهمس في إذنه.
فلما كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان عام 40هـ ، وأشرف علي (عليه السلام) على الموت ، أخذ العباس وضمه إلى صدره الشريف وقال: ولدي ستقر عيني بك في يوم القيامة ، ولدي إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إياك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان …[3].
كان هذا وعد عاشوراء وصك العشق الذي تعلّمه ليلة شهادة علي (عليه السلام)، وبقي في ذهنه على الدوام إلى يوم الطف الدامية.
كان العباس (عليه السلام) شريف النسب وفياً كريماً صبوراً تملؤه الغيرة والحكمة والحماسة ، وبقي وفياً يقضي حوائج محبيه على طريق الحب والكرم والفداء .. نسأل الله عز وجل أن يثبت لنا قدم صدق معه (عليه السلام) وأن لا يحرمنا ألطافه وشفاعته ..
فسلام الله عليك يا سيدي ومولاي أبا الفضل في آناء الليل وأطراف النهار …
———————-
المصادر:-
[1] العباس بمعنى الأسد الهصور، وتأتي أيضاً بمعنى الكثير العبوس وتقطيب الوجه؛ لأنه كان عبوساً على الظالمين والأعداء.
[2] راجع جهره درخشان قمر بني هاشم ، للسيد مهدي إمامي أصفهاني: ج1 ص53 (نقلاً عن فرسان الهيجاء).
[3] راجع معالي السبطين ، لمحمد مهدي الماندراني: ص277.
طرح وتقديم طالبة العلم: [ياصاحب الزمان]. مراجعة وتصحيح:
السيدأمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا