مِن أغرب العجائب: البكّاؤون على الحسين يصادِمون الإصلاح!
•من سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
كلُّ مَن يدعي أنه ليس بمعني بالدخول في (المَسلك الإصلاحي) ، فهو واهم ، وكل مَن يــَـتعلَّل بالتقية وما شاكل ، فهو أشد وهماً ، فزماننا زمانُ قوله (ص) : (يجب على العالِم أن يظهر عِلمه) ، فهو ليس بزمن تقية ، لا على الأقل في هذه المسألة الماسة ، وأدنى التقدير أنّ (الأهم مقدَّمٌ على المهم).
إنَّ الذين يتعللون ببعض العلل والأسباب ، فهي إما أن تكون ناشئة عن الخطأ في تشخيص المرحلة ، أو عن الخطأ في فهم المعالِم الدينية ، أو أن تكون ناشئة من أغراض شخصية خاصة لا ربط لها بـ(الصالح العام).
أما الخط الديني الكــُّـلّي فهو واضح ، فلا ريب في طلب الدين لهذا المبدأ الضروري وحثــِّه عليه دون أي ضبابية وانتهاز ، وما (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إلا برهانٌ صارخ على ذلك ، فهو – بالإجماع – فرعٌ دينيٌ يوازي الصلاة ، بل الصلاة مرتكزة عليه ، وبدونه لا قيمة لها البتة ؛ قال تعالى:
{إنَّ الصلاة تَـنْـهَى} ، فهي ضَربٌ من صنوف النهي عن المنكر ، كما أيضاً تَستبط الآية أن الصلاة تأمر بالمعرف ؛ إذ لا نهي عن منكرٍ – في منظار الشريعة الحكيمة الغَـرّاء – دون أمرٍ بمعروف يسبقه.
إنَّ من أغرب العجائب ، وأعجب الغرائب ، أن نَجد البكّائين على الحسين (ع) نَـفَسُهم الفكري وأداؤهم في الحراك الميداني يتصادم مع مبدأ الإصلاح ، والحال أنهم في كل حين يردِّدون ويحتجّون على الناس بأنّ الحسين المظلم (ع) ما خَرَج أشِرْاً ولا بَطراً ، ولا ظالماً ولا مفسداً ؛ إنما خرج للإصلاح!!
السید أمين السعيدي
4محرم الحرام1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا