موضوع الوضع في علم الأصول
● السائل:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وال محمد، سوالي هو ان الوضع من الموضوعات المهمة التي تدرس في علم الاصول مع العلم انه ليس من المباحث الاصولية،اذن ما الفائدة من دراسته فيه؟وفقكم الله.
● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله:
بسم الله الرحمن الله الرحيم
صحيح أن الوضع ليس من مسائل علم الأصول بنحو تأسيسي للأصوليين ، لكنه مسألة مهمة في هذا العلم تتدخل في إثبات كثير من المسائل الأصولية ، مثيل مباحث العموم والخصوص ، كتحديد ما تشمله كلمة (كل) الموضوعة للعموم ، وكلمة (جميع) و(كافة) ، والـ(أل) ، وكلمة (بعض) …
وكذا مباحث الإطلاق والتقييد ، ومباحث الشرط والوصف والاستثناء والإضراب ومفهوم اللقب وما شاكل ، فكل هذه مسائل مشتركة في عملية الاستنباط الفقهي للأحكام الشرعية ، مما يحقق ملاك المسألة الأصولية الذي هو وجوب أن تكون المسألة الأصولية عنصراً مشترَكاً في عملية استنباط الحكم الشرعي ، وكلها -أي المسائل الأصولية التي ذكرناها كأمثلة- تعتمد كما هو واضح على الوضع اللغوي؛
لذا كان الوضع وسيلة تشخيصية مهمة في علم الأصول ؛ حيث انه من خلاله يشخِّص الأصولي حدود كثير من المسائل الأصولية المهمة ، التي كثيراً ما تمس بعملية استنباط الأحكام الشرعية ، إذ ما من حكم شرعي إلا ويكاد يمس باستنباطه مبحث العموم والخصوص ، ومبحث الإطلاق والتقييد ، والحال أن قضايا هذين المبحثين -كما ذكرنا- تعتمد في تشخيص مسائلها وحدودها على الوضع لنعرف مثلاً:
لأي شيء وُضِعَتْ أداة (أل) في اللغة العربية؟ هل لشمول واستيعاب كل أفراد مدخولها؟ ؛ أي هل لشمول واستيعاب كل ما تدخل عليه من كلام على نحو العموم أو الإطلاق فَرَضاً؟ فإذا قال الإمام مثلاً: أكرم العالِم ، فهل نفهم وجوب إكرام كل العلماء وإشمالِهم واستيعابــِـهم بهذا الحكم الذي هو الإكرام؟ أم يكفي إكرام عالم واحد فقط لتحقيق امتثال أمر الإكرام الوارد في كلام الإمام؟
وهكذا الأمر في بقية المسائل.
السيد امين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا