حادثة الفيلسوف الشهير «أبي سعيد الخير» مع «ابن سيناء»
طبعاً يلقَّب ابن سيناء بـ”الشيخ الرئيس” ؛ فإذا قرأتَ في الكتب كلمة “الشيخ الرئيس” ، ووجدتها مطْلَقة لا يَعْقبها اسم يفسِّرها ؛ فاعلم أن المقصود هو “أبو علي ابن سيناء” ، الحكيم الفيلسوف المعروف ، أحد زعماء الفلسفة الأكابر من الطائفة الشيعية.
يُنقَل أنه عندما لاحَقه الحاكم فهرب من “مدينة مَرو” إلى “مدينة نيشابور” ، جلَسَ معه بعضاً من الوقت ، فلما سُئِـل “الشيخ الرئيس” عن “أبي سعيد الخير” ، فقيل له: كيف وجدتَه في علمه ومعرفته؟ أجاب “ابن سيناء” بقوله: وجدتُه يَعْلَم ما اَعْلَمه. فلما سألوا “أبو سعيد الخير” عن “ابن سيناء” ، فقالوا له: كيف وجدته في علمه ومعرفته؟ أجاب قائلاً: وجدتُ هذا الأعمى يتبعني في كل ما أقول.
❂ طبعاً إنما قال “أبو سعيد الخير” ذلك عن “ابن سيناء” ، كناية عن أن “الشيخ الرئيس” يَتَّـكِئ على “البرهان العقلي” في كل شيء اتكاء الأعمى على العصا في كل شيء ، فـ”أبي سعيد الخير” مسلكه “مسلكٌ إشراقيٌّ” ؛ لذا:
كان يَقصد من مقولته هذه بأن “الشيخ الرئيس” يلتقي معه في جميع النتائج الفلسفية ، إلا أنّ منهجه إلى ذلك هو “البرهان العقلي” من حيث الوصول إلى النتائج الفلسفية ، بخلاف منهج “أبي سعيد الخير” في وصوله للنتائج ؛ إذ أن منهج “ابي سعيد الخير” قائم على “البرهان العقلي والإشراقات القلبية”.
أقول: إن كنتَ “فيلسوفاً إشراقياً” أو “فيلسوفاً برهانياً تتماشى مع البرهان إلى حيث يصل بك” ، أو أيَّ شيءٍ صالحٍ آخر ، فلا تكن صاحب معرفة بلا دليل ، ولا صاحب دليل بلا عملٍ وحِـسٍّ يَنسجم مع ما أوصلك إليه الدليل من نَتاج علمي ، فكثيرٌ هم أُلئك الذين يصلون للحقائق العلمية والأخلاقية الإنسانية ، ثم لا تجد من ذلك أثراً على أفعالهم وسلوكياتهم ، بل ولربما تَنكَّروا –في بعض المنزلَقات- للدليل أيضاً ولنتائجه التي وصلوا إليها به.
• مقتَطَف أعدَّه مسؤول صفحة سماحة السيد أمين السعيدي على الفيسبوك [أبو منصور الحافظ]. وهو عبارة عن مقتبَس من [حوادث ووقائع من الحوزة] للسيد أمين.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا