قصيدة للسيد رضا الهندي
ولقد مَـررتُ على منـازلَ عــصمـةٍِ *** ثـقـلُ الـنـبــوةِ كانَ اُلقــيَ فيـهــا
فـبـكيتُ حتى خلْـتُها ستُجيـبُنـي *** بـبـكـائِـهــا حُزنــاً على أهليـــهـا
وذكـرتُ إذ وقـفَتْ عقيــلـةُ حـيـدر ٍِ*** مـذهولةً تُـصغِـيْ لصـوتِ أخيـهــا
بـأبي التي وَرِثتْ مصـائـبَ اُمِــهــا *** فـغَـدتْ تــقـــابلُها بــصبــرِ أبـيـها
لـم تلهَ عن جمعِ العيالِ وحِفظِــم *** بـفـراقِ اخـوتِـهـــا وفـقــدِ بنـيــهـا
لم أنسَ إذ هَـتَكوا حِماها فانثنـتْ *** تَـشـكوا لواعِجَهـــا إلى حاميــهـا
تـدعوا فـتحترق القـلـوبُ كــأنــمـا *** يـَرمِي حـشاها جـمـرَهُ مِن فيهـا
هذي نساؤُكَ مَن يكون إذا سَرَتْ *** فـي الأسرِ سائقُها ومَنْ حاديها!
أيــسـوقُـها زَجْـرٌ بـضربِ مُـتـونِـهـا *** والـشمرُ يَحدُوها بـسبِ أبيــهــا؟
عَـجبـاً لها بالأمس أنتَ تـَـصونُـهـا *** والـيـــوم آلُ أمـيـــةٍ تـُــبـْديــــهـــا
حسرى وعزَّ عليـكَ أنْ لم يَتـركـوا *** لـكَ من ثـيـــابكَ ساتـراً يـكفيـهــا
وسَرَوا برأسِكَ في القنى وقلوبُها *** تـَـسْموا إليه ووَجْـدُها يُـضْنـيــهـا
إن أَخـَّـرُوهُ شَـجـاهُ رؤيـةُ حـالِـهــا *** أو قَـدَّمـوهُ فـحالُـهُ يـُـشْجـيـهـــا!
تعليق:-
يقصد الشاعر -رحمه الله- من البيت الأخير: أنهم إذا اَخروا رأس الحسين عليها الصلاة والسلام عن السبايا وهو مرفوع على الرمح ؛ فالرأس يكون بهذا التأخير خلف السبايا ، فيـَـتألم الرأس الشريف برؤيته بنات رسول الله وزينب -عليها الصلاة والسلام- سبايا في تلك الحالة المُضْنية ؛ وإن قدَّموا الرأس في السبي ، صار -على العكس- أمام السبايا ، فيتألمن هن برؤية رأس الحسين عليه الصلاة والسلام بتلك الحالة الموْجِعة.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا