كفاية الفطرة في معرفة الله تعالى والوصول إليه● السائل:
السلام عليكم.
هل الفطرة لوحدها كافية في معرفة الله و الوصول إليه؟
● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أثابكم الله وتقبل أعمالكم. نعم؛ بلا ريب تكفي الفطرة في الوصول لله عز وجل ومعرفته بل الفطرة هي أول الطرق المثـْبـِـتة لوجود الله سبحانه ومعرفته، فهذا العالَم يستحيل أن يكون قد وجِدَ من غير فاعل موجِد، فكل أثر يدل على وجود مؤثِّر، وكما قال الأعرابي عندما سُئِل عن وجود الله تعالى: البعرة تدل على البعير، والسير يدل على المسير، أفسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج لا تدلان على العلي القدير؟!”؛ أي مخلَّفات البعير تدل على أن هناك فاعل مخلِّف لها وهو البعير، وآثار السير وخطوات الماشي تدل على أن هنالك مسير وقع من شخص قد أَحدث هذه الخطوات بفعل مشيه، فما بالك بعالَم فيه ما فيه من المخلوقات والإتقان، ألا يدل كل ذلك على وجود خالق منفرد أوجدَه وانبثق عنه؟ فالأعرابي -أي البدوي- استدل على وجود الله من خلال ما يراه من حوله، وكذا الإنسان بالنظر إلى تكوينه ووجوده يعلم أنه فِعل لفاعل أوجده، فيبحث عن هذا الموجِد فيصل إلى أن موجِد الكون هو علة كل شيء، وأنه معلول لهذه العلة العظمى، فهذه العلة هي مَن نسميه (الله) ويسميه اليهود (يهوه) ويسميه الفرس والأفغانيون وغيرهم (خــُدا). تعدَّدت الأسماء وحُسنُكَ واحدُ ** كلٌ إلى ذاكَ الإله يــُـشِــيرُ فوجود الله أمر واضح وجلي، وتوحيده من أوضح الواضحات، والفطرة الصافية تصل إليه بأقل من لمح البصر؛ لذا نجد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام -في يوم عرفة- يقول في دعاء عرفة العظيم الجدير بالقراءة: إلهي (متَى غِـبْـتَ حتى تَحتاج إلى دليل يَدلُّ عليك؟! ومتى بعدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصِلُ إليك؟! عَمِـيَـتْ عينٌ لا تراك)؛ فالله ظاهر ووجوده واضح ووحدانيته جلية. نسألكم الدعاء السيد امين السعيدي |
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا