♦【كل حركة مسبوقة بعلم، ولكلِّ حركةٍ ثمن】!
وحتى الحركات اللاإرادية مسبوقة بعلم، وإن كان علماً بالوهم كما لدى الحيوانات، أو بالعقل الفطري، أو بأي قسم من أقسام العقل.
والذي يهمنا هو 【الحركات الإرادية】، التي هي المَنْبَع ومَركز الميزان، علماً أن الحركات اللاإرادية كثيراً ما تَنتج عن الحركات الإرادية؛ فمثلاً قد تشرب الخمر، فتصدر منك حركة لا إرادية بتحريك الجسم خلية من الخلايا.
ثمَّ إن العلم الذي به تصدر الحركة تارة يكون صواباً، وأخرى يكون خطأً وضلالاً، والعلم المخْطِئ قد يكون ظناً أو شكاً أو غيره.
♦ زبدة المخاض: إنْ كان صدور الحركة عن علم خاطئ؛ فأنت إما (عصيت) الله أو (تجرأت) عليه سبحانه، والمعصية -علمياً- هي ارتكاب الذنب عن علم وعمد، والتجري عبارة عن ارتكاب الذنب بجهل أو باحتمال لا قيمة له.
بالتالي؛ يكون هذا دليلاً واضحاً على وجوب طلب العلم وتحصيل اليقين؛ كي لا تقع حركاتك عن خطأ.
●⬅ المعادَلة النهائية:كلما ازداد علمك وصَح؛ كلما كانت حركاتك الصحيحة أكثر، وقلَّتْ الحركات الخاطئة. والعكس بالعكس؛ فكلما قلَّ علمك وكنت تسير
على الأوهام والظنون والجهالات؛ كلما كانت حركاتك الصحيحة أقل وحركاتك الباطلة أكثر.
وبمقدار سلامة حركاتك تكون أقرب لله والكمال والنجاح والسعادة، وتَسْلَم في الدنيا والآخرة، وبمقدار خطأِ حركاتك وبطلانها تكون أقرب للشيطان وتنال الخسران والعقاب.
فيجب التعلم لا محالة، ودين الله لا يُصاب بالجهل والأوهام والظنون.
قال عليٌ عليه الصلاة والسلام: 【كلُّ حركةٍ مسبوقةٌ بعلم】، وقال: 【العلمُ إمامُ العمل】.
●» قَيِّم نفسك وفق هذه المعادلة، ولا تتغافل عنها؛ فالتغافل عنها هو حركة خاطئة خاسرة أخرى ترتكبها.
أمين السعيدي – قم
26 ربيع الثاني 1435هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا