معنى الآية ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت …(هود/34)
● السائل:
ياحبذا لو توضحوا لنا الاية (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) سورة هود اية 34 اريد توضيح هذا المقطع من الآية _ إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم_
● رد سماحة السّيد أمين السعيدي حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تقبل الله صيامكم وأعمالكم.
إن قول النبي هود عليه الصلاة والسلام هذا الكلام لقومه إنما كان بعد أن حَقَّ عليهم العذاب والنكال، بعد أن عصوه وتمردوا وانحرفوا وتقاعسوا عن السلامة وصالحات الأمور ، فختم الله على قلوبهم وأسماعهم.
لذا قال لهم بأن نصحه لن ينفعهم بعد أن نصحهم ويئس من استجابتهم للحق والفلاح وبعد خَتْمِ قلوبهم وأسماعهم بفعل معاصيهم ، فكان إغواء الله تعالى لهم إغواءً مترتباً على غوايتهم لأنفسهم واختيارهم لطاعة الهوى والشيطان على طاعة الله، فلم يؤيدهم سبحانه وتعالى بتأييده، فعدم تأييد الله لهم بفعل ما سلكوه من انحلال وانحراف هو بعبارة أخرى إغواء لهم ، تماماً كما في أمر إبليس لعنه الله عندما:
{قالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[الحجر39 و40] ؛ فالله تبارك وتعالى لم يغوه ، وإنما هو اتهم ربه ، فهذا قوله هو لا قول الله تعالى ، كما أن قوله يدل على سوء عقيدته بربه، مضافاً إلى أن هذا يدل على إحاطة مشيئة الله بكل شيء في ظل اختيار العبد للهدى أو الانحراف ، فالأمر هنا في الآية المذكورة في السؤال يشير إلى خصوص هذا الأخير؛ وهو إحاطة المشيئة الإلهية بكل شيء في ظل اختيار الإنسان للهدى أو الانحراف.
نسألكم الدعاء
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا