مناظر للإمام الكاظم عليه السلام مع المتربص به أبي يوسف
طرح وتقديم العضوة الفاضلة: 【يا صاحب الزمان】
تصحيح ومراجعة سماحة: السيد أمين السعيدي رعاه الله
إذا ما ضاقَ صدري اَنتخي بابَ المـــــــرادِ
مَن لقلبٍ ذاقَ بالوجدِ لموسى ذي الجوادِ
أيها الكاظمان الأمـــــــــــــــــــــا
هل لنا من جــــــواب سيدي جَلَّ المصاب
رياح الأسى جارت علينا ،، هدمت أركان دينا ،، يا رياح الشجون بلغي الجور لرهين السجون حبيب الإله وهادي الأمم ،،
يا إمام الأمم! كما قيدَتكَ قيود الحديد ،، تَقيدَت قلوبنا بالألم والحسرات ،، فيا ابن الأطايب الأطهار ،، أتتك جموع الحجيج بشوق ،، ضوامرها في المسير عظام ،، وها أنا ذا قد أتيك ببوح قلمي يسرد لك عشقي ،،
فهل قبلتَ قوافي هواي محبرة لكَ الولاء رافعةً العزاء بقوافي (مؤسَّسة أنبياء أولي العزم “ع”) إذ تعزي مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء؟..
للإمام الكاظم (عليه السلام) مناظرات واحتجاجات هامة وبليغة مع خصومه المناوئين له ، كما جرت له مناظرات أخرى مع علماء النصارى واليهود ، وقد برع فيها جميعاً بأدلته الواضحة الدامغة ، فاعترَفوا كلهم بالعجز معجبين برد الإمام وبقوة وغزارة علمه وتفوقه.
ومن ذلك ما وقع بينه وبين مع أبي يوسف(11) حيث:
أمر هارون الرشيد أبا يوسف أن يَسأل الإمام (عليه السلام) بحضرته ؛ لعله أن يبدي عليه العجز فيتخذ من ذلك وسيلة للحطّ من كرامته ؛ ولما اجتمع (عليه السلام) بهم وجه إليه أبو يوسف السؤال التالي:
ـ ما تقول في التظليل للمحرم ؟ قال الإمام(عليه السلام) : لا يصح.
ـ فقال أبو يوسف: فيَضرب الخباء في الأرض ويَدخل البيت ؟ قال الإمام (عليه السلام) : نعم.
ـ فما الفرق بين الموضعين ؟
ـ قال الإمام (عليه السلام) : ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة ؟ قال أبو يوسف: لا.
ـ أتقضي الصوم ؟ قال: نعم ، قال الإمام (عليه السلام) : ولمَ هكذا جاء هذا؟
فسكت أبو يوسف ولم يطق جواباً وبدا عليه الخجل والعجز فقال هارون:
ـ ما أراك صنعت شيئاً.
ـ فرد عليه أبو يوسف: رماني بحجر دامغ(12).
وتركهما الإمام (عليه السلام) وانصرف بعد أن خيّم عليهما الحزن والشقاء.
ولا عجب فالإمام (عليه السلام) هو ابن الإمام جعفر الصادق الذي اَسس الجامعة الإسلامية ووَضع مناهجها العلمية الأصيلة ، وهو سرّ أبيه (عليه السلام).
مال الفؤاد يساريكَ سيدي .. ووقفت ببابكَ راجياً منك الشفاعة وقضاء الحاجة.
السلام على حليف السجده الطويلة ..
و الدموع الغزيرة ..
و المناجاة الكثيرة ..
سلام من قلوبنا إلى قلبك المقدس ..
الذي تجرع آلام السم ..
و مكابدة الأهوال ..
بين ضروب المطامير و سلاسل الأغلال و وحشة الغربة ..
فسلام الله عليكَ أيها الزاهد العابد ، أيها السيد الراشد ، السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته ..
________
المصادر:
(1) أبو يوسف هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، ولد سنة 113 هـ ، وتوفي في بغداد سنة 182 هـ ، وكان من أصحاب الحديث ، ثم غلب عليه الرأي ، وأخذ الفقه عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ثم عن أبي حنيفة ، وولِّيَ القضاء لهارون الرشيد حتى لقب بقاضي القضاة ، وكان يقضي ببغداد سنة 166 هـ في أيام خروج الهادي. تحف العقول: ص 300 – وطبقات الفقهاء: ص 113 – والإرشاد: ص 318.
(2) المناقب: ج 3 ص 429.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا