إنّ كلَّ واحدٍ منّا لا يــَـملك الحقيقة كلها ، بل يمتلك جزء الحقيقة ؛ أما الحقيقة المطْلَقة الكاملة فلا يملكها إلا مَن انتجبه الله تعالى من الرُّسل والأنبياء والأوصياء.
لذا ؛ فالإنسان الحقيقي والحكيم البصير دائماً هو باحثٌ عن كل الحقيقة ، وإلى آخر رمقه وأنفاسه يــَطلب الحقيقة ولا يــَتوقَّف عن طلبها ، والباحث الصّادق يــَطلب ما لدى غيره من نسبية الحقيقة التي لدى ذلك الغير ؛ ليضمّها إلى جزء الحقيقة الذي يمتلكه.
فإذا رأيتَ من يدعي -جـِـدّياً- أنّه يـَملك الحقيقة كلها ، بل ويُمَـلِّكها لغيره ؛ فاعرف أنه لم يُدرِك حقيقة الحقيقة ، وأنّ كُلِّي الحقيقة باتَ حجاباً مِن حُجُبِه عن الحقيقة نفسها ، وأنّ نور العِلم النّوراني غدا لديه نوراً ظلمانياً ، وإن كان مِن أعرف العارفِـين.
أمين السعيدي
6 ربيع الثاني1435هـ – قم
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا