الحقيقة التي عليها تَدور الحياة .. !
بعد أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله يُصْلِح العرب وشؤون الناس وما حوْلهم ، قضى الإمام علي (ع) أربع سنوات وتسعة أشهر في (الإصلاح الداخلي للأمة وتقويمها وتصفيتها) ، وهذه الأربع سنوات والتسعة أشهر هي كل مدة حكومته بعد حُكم عثمان ، حيث لم تتجاوز هذا المقدار من الزمن.
هذا الهدف الرئيس في حكومة الإمام علي (ع) هو الذي جَرَّعه المِحَن والويلات ، إلى أن صار به إلى الشهادة في محرابه.
وهو نفس الهدف الذي باشره ورَكـَّـزَ عليه الإمام الحسن (ع) من بعده ، منذ أول لحظة تَسَلَّم فيها الخلافة بعد أبيه (ع) ببيعةٍ صحيحةٍ وسليمة حظيَتْ بالإقبال والرغبة من المسلمين ، فشَكـَّـلَ استكماله (ع) لهذا الهدف سبباً للاعتداء عليه ونَـزْعِ ردائه وعمامته من قِبَل الأيدي الآثمة ، وطعـْـنــِـه في خاصرته.
كما شَكـَّـل استمراره في تحقيق هذا الهدف علةً لقتلِه واستشهاده (ع).
وهذا الهدف هو ذات الهدف الذي أكمل مسيرته الإمام الحسين (ع) ، إلى أن صار لِما صار إليه مِن التشريد ، والغدْرة ، والحَتْفِ بأبشع قتْلةٍ شهدها التاريخ الإنساني.
ونحن واقعاً إذا كان (إحياء عاشوراء) بالنسبة لنا امتداداً للحسين وقضيته ؛ فيجب أن يكون هذا الهدف أول أهدافنا ، وهو – أعني هذا الهدف – يَستبطن أموراً كثيرة واُسس وضوابط يَلزم مراعاتها.
كلُّ مَن لا يكون هذا الهدف نِصابَه ومَدار حركته ؛ فهو حقيقةً ليس ممن تَصْدُقُ وتَنطبق عليه صفة المُحـْيِين لعاشوراء ، وهو ليس مِن امتداد حركة الحسين (ع) في شيء ؛ لأنه بمثابة الخارج موضوعاً عن هذا المعنى ، وكل مَن هو خارج عن هذا المعنى ؛ فهو مطلوب لحركة الحسين (ع) لا ممِد لها ، وحركة الحسين (ع) تقيّمه في عِداد المجموعة التي تستهدفها ، لا الجماعة التي تستعين بها في بقائها وبقاء نوريَّة شعلتها الغَـرَّاء.
أمين السعيدي
2 محرم الحرام 1435هـ-قم
✔ ✔
• • • •
إعداد [أبو منصور الحافظ] مسؤول صفحة سماحته.
✔ الرابط المباشر ✈ للصفحة الجديدة لسماحة السيد:
https://www.facebook.com/pages/صفحة-سماحة-السيد-أمين-السعيدي-الحجازي-حفظه-الله/505894259492624?ref=hl
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا