هل سمعتم أن فاطمة هي (الروح القُدُس) ولماذا شُـبِّهَتْ بالليل والقدر؟
طرح وتقديم طالبة العلم العضوة الفاضلة: 【يا صاحب الزمان】
تصحيح ومراجعة سماحة: السيد أمين السعيدي حفظه الله
المجدُ يشْــرق من ثلاث مَطالـــــع ، في مهد فاطمة فما أعلاهــــا
هي بنتُ مَن هي زوج مَن هي أمُّ مَن! مَن ذا يداني في الفخار أباهـا
وهي ومضة من نور عين المصطفـى ، هادي الشعوب إذا تَروم هُداها
تزهو بحلة الربيع ، وزغاريد الجنان ، واستفاقة الشوق فينا ،، فيا ملِكة سرّ الوجود! ينحني القطاف بتلألـُـئه لمقدم النقاء فاطم ،، وتردِّد أوتار (مؤسَّسة أنبياء أولي العزم”ع”) أنشودتها تقدم التبريكات والتهاني لمقام الأعظم لحفيدها ولي العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه ، ولكم أيها المؤمنين في كل مكان ، ولكل امرأةٍ رسالية آلات على نفسها إلا تُجَسِّد الزهراء صلوات الله وسلامه عليها في مسيرتها باقتداء حقيقي ، شعاراً وعملا ، فبوركتم جميعاً أيها الأحبة.
في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار [1] ؛ عن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر ، قال: إنّ فاطمة هي ليلة القدر ، مَن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى.
وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) أ نّه قال: {إنَّا أنزَلْـنَاهُ فِي لَـيْلَةِ القَدْرِ} [2] ، الليلة فاطمة الزهراء والقدر الله ، فمَن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها.
وعن زرارة عن حمران قال: سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام) عمّا يُفْـرَق في ليلة القدر ، هل هو ما يقدّر الله فيها ؟ قال: لا توصَف قدرة الله إلاّ أنـّها قال تعالى: {فِيهَا يُـفْـرَقُ كُلُّ أمْرٍ حَكِيم} [3] ، فكيف يكون حكيماً إلاّ ما فــُرِق؟ ولا توصَف قدرة الله سبحانه لأنــّه يُحِدِث ما يَشاء ، وأمّا قوله:
{لَيْـلَةُ القَدْرِ خَـيْـرٌ مِنْ ألـْفِ شَهْر} [4] ؛ يعني فاطمة (عليها السلام) ، وقوله: {تـَـنَـزَّلُ المَلائِكَةُ وَالـرُّوحُ فِـيهَا} [5] والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمّد (عليهم السلام) ، « والـرُّوح رُوح القدس وهو في فاطمة (عليها السلام) » {مِنْ كُلِّ أمْرٍ * سَلامٌ} [6] يقول من كلّ أمرٍ مسَـلَّمة {حَـتَّى مَطْـلَعِ الفَجْرِ} [7] ؛ يعني حتّى يقوم القائم (عليه السلام)[8].
قال العلاّمة المجلسي رحمه الله في بيان الخبر:
وأمّا تأويله (عليه السلام) ليلة القدر بفاطمة (عليها السلام) ، فهذا بطن من بطون الآية ، وتشبيهها بالليلة إمّا لسترها وعفافها ، أو لما يَغشاها من ظلمات الظلم والجور ، وتأويل الفجر بقيام القائم بالثاني أنسب ؛ فإنّه عند ذلك يسفر الحقّ ، وتنجلي عنهم ظلمات الجور والظلم ، وعن أبصار الناس أغشية الشبه فيهم ، ويُحتمَل أن يكون طلوع الفجر إشارة إلى طلوع الفجر من جهة المغرب الذي هو من علامات ظهوره ؛ والمراد بالمؤمنين هم الأئمة (عليهم السلام) ؛ وبَيَّن أنّهم إنّما سمّوا ملائكة لأنــّهم يَملكون علم آل محمّد (عليهم السلام) ، ويحفظوها ، ونزولهم فيها كناية عن حصولهم منها موافقاً لما ورد في تأويل آية سورة الدخان أنّ الكتاب المبين أمير المؤمنين (عليه السلام) والليلة المباركة فاطمة (عليها السلام) . {فِيهَا يُـفْـرَقُ كُلُّ أمْرٍ حَكِيم} [9] ؛ أي حكيم بعد حكيم وإمام بعد إمام.
وقوله: {مِنْ كُلِّ أمْرٍ * سَلامٌ هِيَ} [10] على هذا التأويل هي مبتدأ ، وسلام خبره ؛ أي ذات سلامة ، و{من كلّ أمر} متعلِّق بسلام ؛ أي لا يضرّها وأولادها ظلم الظالمين ، ولا يُنقص من درجاتهم المعنوية شيئاً ، أو العصمة محفوظة فيهم ، فهم معصومون من الذنوب والخطأ والزلل إلى أن تظهر دولتهم ويتبيّن لجميع الناس فضلهم[11].
هذا وقد تجلىّ نور [فاطمة الزهراء (عليها السلام) وليلة القدر] في أربعة عشر تشبيه تجلت بذكرها في ليلة القدر وأرتباطها بمعدن وكنز تلك الليلة ، وهي:
1 ـ ليلة القدر وعاء زماني للقرآن الكريم وفاطمة الزهراء وعاء مكاني.
2 ـ ليلة القدر يُفـْرَق فيها كلُّ أمرٍ حكيم ، كذلك الزهراء (عليها السلام) فهي الفاروق بين الحقّ والباطل.
3 ـ ليلة القدر معراج الأنبياء لكسب العلوم والفيوضات الإلهيّة ، كذلك فاطمة الزهراء فهي مرقاة النبوّة ومعرفتها معراج الأنبياء.
4 ـ ليلة القدر هي خير من ألف شهر ، كذلك تسبيح فاطمة الزهراء تجعل كلّ صلاة بألف صلاة وبمحبّتها تضاعف الأعمال كليلة القدر.
5 ـ ليلة القدر ليلة مباركة ، ومن أسماء فاطمة الزهراء (المباركة) (عليها السلام).
6 ـ علوّ شأن ليلة القدر ومقامها الشامخ بين الليالي ، كذلك الزهراء ، وأنـّه لولاها لما خلق الله محمّد وعليّ (عليهما السلام) كما ورد في الخبر الشريف.
7 ـ العبادات في ليلة القدر تضاعف كرامةً لها ، كذلك حبّ الزهراء (عليها السلام) يوجب تضاعف الأعمال ، وإذا كانت ليلة القدر منشأ الفيوضات الإلهيّة ، فكذلك الزهراء (عليها الصلاة والسلام) والتوسّل بها.
8 ـ القرآن هو النور ونزل في ليلة القدر ليلة النور ، وفاطمة هي النور فهي ليلة القدر كما في تفسير آية النور : {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} [12].
9 ـ ليلة القدر ليلة السعادة ، وفاطمة سرّ السعادة.
10 ـ تقدّست ليلة القدر وما قبلها من الأيام والليالي وما بعدها كرامةً لها وتعظيماً لمقامها ، كذلك الزهراء يُحترم ذرّيتها ويقدَّسون عند الاُمّة كرامةً لها وحبّاً بها ولغير ذلك.
11 ـ ليلة القدر ليلة الخلاص من النار والعتق من جهنّم ، كذلك فاطمة تـفطم شيعتها من النار وتلتقطهم من المحشر كما يَلتقط الطيرُ الحَبَ الجيد من الحَب الرديء.
12 ـ ليلة القدر سرّ من أسرار الله ، وكذلك الزهراء (عليها السلام) فهي من سرّ الأسرار.
13 ـ ليلة القدر سيّدة الليالي ، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) سيّدة النساء.
14 ـ لقد جهل قدر ليلة القدر ، وكذلك فاطمة الزهراء بنت الرسول (عليها السلام) فقد جهل الناس -ولا زالوا- قدرها ، كما أ نّها مجهولة القبر إلى ظهور ولدها القائم من آل محمّد (عليهم الصلاة والسلام).
نَندب بأسمك فاطم مدى الدهر ،، ويزداد حُب آل محمد بفاطمة ،، ونور فاطمة حبل نمتد فيه بعشقها مدى الزمانِ ،، فلتفخر النساء .. بأن فيها أصبحت فاطمة الزهراء
ولتفخر الرسل .. والبيت والدعاء
لما تطوف حوله وتَـنطق به فاطمة الزهراء
وليفخر المقدس والإسراء .. لما تَسطع أنوار فاطمة الزهراء
وليفخر الكون الذي يضاء بطلعة فاطم الزهراء
فيا أنس الوجود وروحه غنـتـك أسراب البهاء تَعلــُّقاً ،، وتلملمت زُمر الحروف لتحتفي في يوم ميلاد البتول.. أسعد الله أيامكم أحبتنا جميعاً.
________
المصادر:
[1]بحار الأنوار “للمجلسي” : ج42 ص105 – وراجع تفسير نور الثقلين والبرهان “الشيخ عبد على بن جمعه العروسى الحويزى” : سورة القدر.
[2]سورة القدر: آية (1).
[3]سورة الدخان: آية (4).
[4]سورة القدر: آية (3).
[5]سورة القدر: آية (4).
[6]سورة القدر: آية (4 ـ 5).
[7]سورة القدر: آية (5).
[8]البحار 25: (97).
[9]الدخان: آية (4).
[10]سورة القدر: آية (4 ـ 5).
[11]المصدر: (99).
[12]سورة النور: آية (35).
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا