وقفة تفكرية جادة في حادثة الغدير وتنصيب عليٍّ(ع) إماماً
طرح وتقديم طالبة العلم العضوة الفاضلة: 【يا صاحب الزمان】
مراجَعة وتوضيح وتعليق سماحة: السيد أمين السعيدي حفظه الله
ولاء المرتضى عِددي ليومي في الـوَرَى وغَــدي
أميرُ النحل مولى الخلق في (خُم) علــى الأبــدِ
غَــــداةَ يبايِعـونَ المـــرتضَى أمراً بـمَـدِ يــدِ
شبيه المصطفى بالفضـــل لم ينقـص ولم يـزدِ
فلن تلِـد النسا شــبهـاً لـــــه كلا ولــم تــلِـدِ
مُـجـْـلي الكرب يومَ الحربِ في بدرٍ وفــي اُحـُدِ
أهازيج العُلا يوم الولا تزدان باسم “علي” المرتضَى ، تشجو بنا لنَرفع المُـنَى في غدير الولي ، حجةِ الله في أرضه وسمائه ، لنقف بساحة أمير الوجود وحبل الله المـمدود وامتداد خلفاء المعبود صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب نعليه الفداء ،،
أعزتنا!
ها هي مؤسَّسة أنبياء أولي العزم(ع) في مَحفلها المتجدد ، في عيد الله الأكبر “عيد الغدير المبارك” تدعوكم معها لتجديد النصر والولاء -للمولَى أمير التائبين والصلحاء العاملين عليٍّ (عليه السلام)- بالتوبة والعمل والصلاح ،،، فبوركتم ,,,
من مقصد الحجيج والتلبية لنداء الله سبحانه كانت حجة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) الأخيرة في حياته ، رحل ليؤدي الحج ، وليرحل بحجه الملائكي رائحاً لملكوت السماء مودِّعاً.
ولما اَتمَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أداء مناسكه المقدسة ، عاد إلى المدينة ، وكان معه في مسيرة عودته المهيبة حشود من الحجيج المتطهرة بالطواف حول بيت الله وحجر إسماعيل ومقامات الأنبياء وحجر الجنة الأسود ومواقف الصفا والمروة ومِنى وعرفات والنحر وماء زمزم ، وفي أثناء مسير العودة ، وعند اشتداد حرارة شمس الحجاز الملتهبة المحرقة ، وقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ممتثلاً لأمر الله تبارك وتعالى ليلتحق به من تأخر من الحجيج ويرجع إليه من تقدم منهم.
وقف في مكان يسمى “غدير خم” ، وكان ذلك في “اليوم الثامن عشر من ذي الحجة” ، حيث أوقفه أمين الوحي جبرائيل (عليه الصلاة والسلام) قائلاً بكل صرامة: {يَا أيُّها الرَّسُولُ بَـلِّغْ مَا اُنزِلَ إِليْكَ مِن ربِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَـلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِين}(1).
عندها اَمَر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإجتماع الناس ، فصلى بهم ، وبعد الانتهاء أمر أن توضع له حدائج الإبل لتكون منبراً له ؛ ففعلوا ذلك ، فاعتلى عليها ، وأقبلوا بقلوبهم نحوه لسماع خطبته ، فأعلن موقفه الدائم من العناد والجهاد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من حياة التعسف والجاهلية إلى حياة كريمة هانئة.
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أمّا بعد ، أيّها الناس! قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيٌّ إلا مثل نصف عمر الذي قبله ، وإنّي اُوشِك أن اُدعَى فاُجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون» ؟ قالوا: نشهد أنّك بلَّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله خيرا. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ ، وناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يَبعث من في القبور» ؟ قالوا: بلى ، نشهد بذلك. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «اللّهمّ اشهد». ثمّ قال: «فانظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين». فسأله أحدهم: ما الثقلان يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «الثقل الأكبر كتابُ الله ؛ طَرفٌ بيَدِ اللهِ عزّ وجلّ وَطرفٌ بأيديكُم ، فَتَمَسّكُوا به لا تَضلُّوا ، والآخر الأصغر عِترَتي ، وإنّ اللّطيفَ الخَبير نَـبّأني أنهما لن يَفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحَوض ، فسألتُ ذلك لهما ربِّي ، فلا تَقَدَّموهما فتهلَكُوا ، ولا تُقَصِّروا عنهما فتهلَكُوا»(2).
وهنا أعلن عن ولاية أمير النحل عليٍّ (صلوات الله وسلامه عليه) ثمّ أخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) ليَفرض ولايته على الناس جميعاً ، حتّى بان بياض إبطيهما ، فنظر إليهما القوم.
ثمّ رفع (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته قائلاً: «يَا أيُّها النّاس! مَنْ أولَى النّاس بالمؤمنين مِن أنفُسِهم» ؟ فأجابوه جميعاً: اللهُ ورسولُه أعلم. فقال(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه».
قال ذلك ثلاث مرات أو أربع ، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «اللّهمّ وَالِ مَن وَالاهُ، وعادِ مَن عاداه ، واَحِبّ مَن اَحَـبّه ، وأبغِضْ مَن اَبغَضَه ، وانصُرْ مَن نَصَرَه ، واخْذُل مَن خَذلَه ، واَدِرِ الحَقّ معهُ حَيثُ دار ، ألا فـلْـيُـبَـلِّغِ الشاهدُ الغائبَ»(3).
وتمت البيعة للإمام علي (صلوات الله وسلامه عليه) ، وجلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خيمته ، وأمر علياً بأن يجلس في خيمه أخرى ، وأمر الناس أن يهنئوا علياً ، فأقبل الناس يبايعون الإمام (عليه الصلاة والسلام) بالخلافة ، ويهنِّئونه بإمرة المسلمين.
ولمّا فرغ الناس عن التهنئة له (عليه الصلاة والسلام) ، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمّهات المؤمنين -يعني زوجاته(ص)- أن يسرن إليه ويهنّئنه ، ففعلن ذلك(4).
آنذاك نزل جبرائيل (عليه الصلاة والسلام) بوحي الحكيم العليم سبحانه قائلاً: {اليَومَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ واَتْمَمْتُ عليكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِينًا}(5).
فيا أيها الأحبة!
إلى متى سنبقى في بُعد عن هذه الحقائق؟ فحادثة الغدير وغيرها من الحوادث التي نقلها كافة المسلمين في تنصيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خليفة من بعده واضحة وجليّة ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى كما صرَّح القرآن الكريم وكما يَعلم الجميع.
أيها الأحبة! إن الحياة الدنيا مليئة بالجهاد والعقبات والأشواك ، وإن العمر يساوي مسيرة كمال كل شخص منا ، وبلوغه للسعادة ، والسعادة ثمنها ليس بالرخيص ، بل تحتاج لجهاد وصدق وكفاح وبحث وتَفكــُّر واطلاع.
أيها الأحبة! إن ولاية علي (عليه الصلاة والسلام) ليست مسألة عاطفة أو اتّـباع ؛ فهي من أصول الدين الكبرى ، والأصول الدينية الكبرى لا يجوز فيها التقليد والاتّباع لأحد ، بل يجب على كل شخص أن يَبحث تجاهها بنفسه ، ويَسأل ويَتفحَّص ، ويَتفكــَّر ثم يقرِّر.
أيها الأحبة!
يجب أن لا ينطبق علينا قوله تعالى: {بلْ قالوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا علَى اُمَّةٍ وإِنَّا علَى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ}! (6). وقوله تعالى: {وكَذَلِكَ ما اَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ في قَرْيةٍ مِنْ نَذيرٍ إِلا قالَ مُـتْـرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا علَى اُمَّةٍ وإِنَّا علَى آثارِهِمْ مُـقْـتَدُون}! (6). وقوله تعالى: {وإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلَى مَا اَنْـزَلَ اللَّهُ وإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْـبُنا ما وَجَدْنا عليْهِ آباءَنا}؟! (6). وقوله تعالى: {وإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا اَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَـتَّبِعُ مَا وَجَدْنا عليْهِ آبَاءَنا اَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذابِ السَّعِيرِ}؟! (6). وقوله تعالى: {قالوا اَجِئْـتَنا لِتَـلْفِـتَنا عَمَّا وَجَدْنا عليْهِ آباءَنا وَتَـكُونَ لَـكُما الْـكِبْرِياءُ فِي الأرضِ وَما نَحْنُ لَـكُما بمؤمنِـين}! (6). وقوله تعالى: {قالوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذَلكَ يَفْعَـلُون}! (6) ..
أيها الأحبة!
لنتأمل قليلاً في حادثة الغدير التي ذكرناها ، والتي نقلها كل المسلمين وأجمعوا على وقوعها ، فلنتأمل في النقاط التالية:
أ- رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عائد من حجة الوداع.
ب- كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعة كبيرة جداً من الحجيج المتطهرين بالعبادة والـنُّسُك بإمامة أعظم الخلق (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكان من بينهم كبار الصحابة.
ت- الحجيج من مناطق مختلفة من البلاد الإسلامية.
ث- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول للناس أنه قرب رحيله عن الدنيا.
ج- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسير بالناس ثم يتوقف بهم في حرارة الشمس ، شمس الحجاز المعروفة بحرقتها وحرارتها ولهيبها ، والناس منْهَـكون متْعَبون ، والموقع لا ظل فيه يحمي كل تلك المجموعة الكبيرة من الحجيج.
د- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتلقى من جبرائل نداءً صارخاً يقول فيه (يا أيها الرسول! بلِّغ ما اُنزل إليك من ربِّك) ، ويقول فيه إذا لم تفعل فأنت لم تبلِّغ الرسالة ، وأن جهادك العظيم وأتعابك الجسيمة ستضيع.
ذ- جبرائيل (عليه الصلاة والسلام) في هذا النداء يقول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الله تعالى سيعصمك من الناس ويحميك منهم ، وهذا يشير إلى وجود مخاوف تُساور قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تجاه قَبول الأمة لأمر الله تعالى هذا من تنصيب عليٍّ (عليه الصلاة والسلام) إماماً وخليفة على الأمة.
ر- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوقف ليرجع إليه من طافه من الحجيج ويصل إليه من تأخر منهم.
ز- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول للناس في خطبته إني مسؤول وإنكم مسؤولون.
س- خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلماتها من نوعية خاصة ؛ كلها تهديد ووعيد وبيان لأمر جديد.
ش- رفــْع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته كما يذكر الخبر.
ص- طرْح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أسئلة على الحاضرين.
ض- تكرير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لبعض العبارات ذات المعنى الخاص.
ط- تطبيق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتنصيب الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) بشكل عملي ، وإصعاده إياه معه على المنبر ورفعه يده إلى درجة أن رأى الناس بياض إبطيهما.
ظ- دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه الصلاة والسلام) وقوله بأن علياً مع الحق لا يفارقه والحق مع علي لا يفارقه ، وأن أي شخص يخذل علياً أو يخالفه فهو خاذل لله وسيصب عليه سبحانه عذابه المَقِيت.
ع- دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على من سيخالف ذلك الأمر الإلهي.
ف- أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للحضور بأن يبلِّغ الحاضرُ الغائبَ ، وهم من مناطق مختلفة من البلاد الإسلامية ، وكل شخص له قَدرُه من الفهم.
ق- جعـْل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس يبايعون علياً (عليه الصلاة والسلام) بأيديهم وبعبارات المبايعة الصريحة.
ك- كلمة الخليفة عمر الشهيرة في قوله لعلي (عليه الصلاة والسلام): بَخٍ بَخٍ لك يا علي أصبحتَ أميري وأمير كل مؤمن ومؤمنة.
ل- جلوس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خيمة ، والإمام علي (عليه الصلاة والسلام) في خيمة أخرى كي لا يحتج أحد ويقول إنما دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا على علي (عليه الصلاة والسلام) ، فالناس دخلوا خيمة علي (صلوات الله ويلامه عليه) وبايعوه فيها.
م- بعد انتهاء الناس من المبايَعة ، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر زوجاته أمهات المسلمين اللائي يحرم الزواج بهن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإجماع كل المسلمين ، حيث أمرهن بمبايعة أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) كغيرهن على أنه إمامهن وخليفة الله عليهن.
ن- جبرائيل (عليه الصلاة والسلام) يهبط بعد ذلك ويقول اليوم اكتمل الدين وتمت النعمة والحُجج الإلهية على كل الخلائق وارتضَى الله الحكيم العليم الإسلام دِيناً لنا. وغير ذلك من الحقائق مما يَظهر بالتأمُّل القليل.
فيا أيها الأحبة!
لا نكن ممن دعا عليهم نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا ينطبق علينا قوله تعالى في الآية {واللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ “إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِين”} ، وأن لا نهلك كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه خطبته هذه؛ فلنتأمل قليلاً فغداً لن ينفعنا أحد ، ولكلِّ شخصٍ عملُه.
قال حسان بن ثابت الشاعر المعروف:
يُنادِيهُمُ يوم الغَدير نَبِيُّهُــــم ** بخُمٍ واَسمِعْ بِالرّسُولِ مُنـــــــادِيا
قالَ فمَنْ مَـــولاكُمُ ونَبِيُّـكـم ** فقالوا ولَم يُبدُوا هُنـــاكَ التّعـاميا
إِلَهكَ مَولانا وأنتَ نَبِيُّـنــــــــا ** ولَن تَـلْقَ مِنّا في الوِلايةِ عاصيــا
فقالَ لهُ: قُمْ يا علِيُّ فَإِنّني ** رَضيتُكَ مِن بَعدي إِمامـاً وهـاديـا
فمَنْ كنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِـيُّه ** فكُونــــوا لهُ أتْـباعُ صِـدقٍ مَواليـــا
هُناكَ دَعا: اللّهمّ وَالِ وَلِـيَّـهُ ** وكُنْ لِلّذي عادَى علِيّاً مُعـــــاديا
تهانينا لكم و ‘‘كل عام وأنتم بخير’’ بعيد الولاية .. نسأل العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً وأن يَتقبَّل منا هذا القليل .. نسألكم الدعاء
________________
المصادر :-
1- سورة المائدة آيه 3.
2 و3 و4- انظر: الغدير للأميني 1/10. الأمالي للشيخ الطوسي 255. السنن الكبرى للنسائي “أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني” 5/136. كنز العمّال للمتقي الهندي 13/158. تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 42/210. السيرة الحلبية للحلبي 3/336.
5- سورة المائدة آية 67.
6- الزخرف 22. الزخرف 23. المائدة 104. لقمان 21. يونس 78. الشعراء 74.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا