وقفة شعرية جديدة مع قصيدة أنشدها بعضها الأكرف (لصعصعة)
ألا مَـن لــــي بـاُنسـِـــــكَ يا اُخيــا :: ومَن لــي اَن اَبــثُ كـما لَــديـا
طوتـكَ خـطــوبُ دهـر ٍ قـد تـَـــوالا :: لـذاك خـطـوبـهُ نــشراً وطَـيــا
فلو نـَـشرتْ قِــواكَ ليَ المَـنـــــايا :: شكوتُ إليـكَ ماصَـعنتْ إلـيـــا
بكيتُـكَ يا عليُ بدُرّ ِِ عينـــــــــــي :: فلم يُـغْـني البــكاءُ عليك شيا
كفا حــــــــزناً بدفنك ثم إنــــــــي :: نَــفضتُ تــرابُ قبــرَك من يديا
وكانت في حياتـــــــــك لي عـضاةٌ :: وأنــتَ اليوم اَوعضُ منك حيــا
فيـا اَســــــــفٌ عــليـــك وطـــول شــوقي اَلا لــــــــو ذلك رد شـيـا
ولو سمـعَ الـرَّدى منـي نَـشيـجي :: لما نـَـــــزل الـردى اِلا عـلَـيـــا
أبا حسن ٍ مـكانُــــكَ في ضلوعي :: ودمعي يملأ ُ الاَبــد العتـــــيا
اِليكَ اَحـنُّ ما ذَرفـــــــــتْ عـيـوني :: وذكـــرك مـرَّ في خَلَـدي نَـجيا
يعذبـنــــا البكــــــاءُ متى بـَـكيـنــا :: وما عَـرفَ البـــكاءُ لكم سَـنـيـا
ولـو كـثْــرُ الـدمـــوع ِ يَــردُّ ميــتــاً :: لرجـعــَـتِ الدموع لنــا عَــلِـيــا
بروحِـك اِنني عَــــلقـتُ روحـــــي :: ولا زالـتْ تــــضـجُ اِليــك فِـــيـا
فـخـذها فابن صوحــــانٍ عـطيــشٌ :: ليروي من مُحَـيـاكم مُـحَـيـــــا
اَلا يـا اَوعـضَ الفصحــــــاءِ نُـطقـــاً :: جـزاكَ اللهُ خـذْ بـيـدي مَـلِـيـــا
اَمِـثْـلُـكَ مـن يموتُ واَنـتَ مـــــــاءٌ :: وكم رَوَتِ الثـرى قـدماكَ ريـا[1]
جنـائـزُ اَدمُــعي نـــــدبتكَ حُـزنــــاً :: وخَــرَّتْ في جنازتــكم بـكيــــا
اُصَـلِّـي فـــوقَ نفْـسي ذاكَ اَنــي :: أنا المـَــيْـتُ الذي حسبوه حيا
وعـيـنـي مـصحفـاً لو جئتَ ناعــي :: بــه اَنعَـى الوجـودَ الآدمــيـــــا
تـأسفَــتِ الحيــــاةُ عليـــكَ لـَمَّــــا :: رحــــلتَ وودَّعَـتْ بــحـراً نَـديـا
عـليٌ وروح صعصعةٍ تــلبــــــــــي :: من البحـريـن ِ يا قـمـرَ الــثـريا
أنا ساقي جيوشــــكَ يا وليـــــــي :: وخِـدْمَـتُ جنـدكم شرفٌ إليـــا
لَإن وليــتـــنـي فســواء عــنـــدي :: ســـــاملاُ كلَّ نـــاحيـةٍ عَــليــا
هواكــم يــا عليُ شبــــابُ رُوحي :: و إن هَرِمَ الزمانُ بـقَـى فَــتــيا
وفي البـحـرينِ جرحـــكَ يا حبيبـي :: أخــافَ الـدمعُ منه مــقلـتـيـــا
بـنفسي مَن اعـــزَّ الـدِّينَ صِـدقــاً :: ومَن قـد صَدق الهادي صـبـيـا
[1] طبعاً (الثرى) هنا مفعول به، و(قَـدماك) فاعل، لهذا رفع قدماك، ولم ينصبها بالقول (قدَميك)، وبالتالي فالمعنى أنّ قدمَي الإمام علي عليه الصلاة والسلام هي التي كانت دائماً طوال حياته ومشيه على الأرض تروي الثرى -الأرض- ريا؛ وهذا تشبيه رائع. جماعة أنبياء أولي العزم (ع)
القصيدة لصعصعة بن صوحان رحمه الله، قالها في رثاء الإمام علي عليه السلام.
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا