ولادة ضياء الفجر .. أبي الأحرار عليه السلام
●سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله:
بدر تألقَ في سما العلياءِ ** ذاكَ الوليدُ لفاطم الزهراءِ
أرج يفوحُ على الدُّنَى ميلاده ** فيه الوجودُ معطّر الأرجاءِ
وبهِ الرسولُ قد أحتفى مستبشراً ** طلِـق المُـحَـيا مُـفْـعَم الأحناءِ
ولحيدرٍ زفَّتْ بشائر عيده ** أكرم بمولدٍ سيّدِ الشهداءِ
تتقدم جماعة أنبياء أولي العزم (عليهم السلام) بتهانيها القلبية وباقات الورود الممزوجة بروائح العطور الزاكية إلى مقام سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ، وإلى مراجعنا الكرام حفظهم الله ، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء بأزكى التهاني و التبريكات بمناسبة ذكرى -_- مولد الإمام الحسين بن علي الشهيد (عليه السلام) ، فبوركتم .
عندما أشرقت أنوار الكرامة والشجاعة في الثالث من شعبان ، على بحر من جود عطاء وكرم أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ، وبشائر السعد والأمل تحلق في الأرجاء تبشر بضياء ذاك النور المتلألئ بسيد شباب أهل الجنة ، عندها نزل وحي الله الأعظم يخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ قال الإمام الصادق(عليه السلام):
«إنّ جبرائيل (سلام الله عليه) نزل على محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال له: يا محمّد! إنّ الله يبشّرك بمولودٍ يولد من فاطمة ، تقتله أُمّتك من بعدك ، فقال: يا جبرائيل! وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله اُمّتي من بعدي . فعرج ثمّ هبط (عليه السلام) ، فقال له مثل ذلك ، فقال (صلى الله عليه وآله): يا جبرائيل! وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي من بعدي . فعرج جبرائيل (عليه السلام) إلى السماء ثمّ هبط ، فقال:
ا محمّد! إنّ الله يبشّرك بمولودٍ يولد من فاطمة ، تقتله أُمّتك من بعدك ،
ثمّ اَرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى فاطمة (عليها السلام): إنّ الله يبشّرني بمولود يولد لك تقتله اُمّتي من بعدي ، فاَرسلَتْ إليه: لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتك من بعدك، فاَرسل إليها: إنّ الله قد جعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية ، فاَرسلَتْ إليه: أن قد رضيتُ»(1). ولمّا بُشِّر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبطه المبارك ، خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة (عليها السلام) وهو ثقيل الخطوات ، وقد ساد عليه الحزن ، فنادى: «يَا أسماء! هَلُمِّي ابني». فناولته أسماء ، فاحتضنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل يُوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء ، فذُهِلت أسماء وانبرت تقول: فِداك أبي وأُمّي ، ممَّ بكاؤك؟! فأجابها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد غامت عيناه بالدموع: «على ابني هذا»، فقالت: إنّه وُلد الساعة!!
فأجابها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بصوتٍ متقطّع النبرات حزناً وأسىً قائلاً: «تَقتُلُه الفِئةُ البَاغية من بعدي ، لا أنَالَهُمُ اللهُ شفاعَتي».
ثمّ اَسَـرّ إلى أسماء قائلاً: «لا تُخبري فاطمة ، فإنّها حديثة عهد بولادة…»(2).
فيا مرسى السفينة خذني لألوذ بقرب ضريح سيدي .. وأتذوق طعم العبادة بجانب روحه .. وأستشفى بتربته الطيبة الزكية .. “فالسلام عليك يا أبا عبدالله الحسين”..
رزقنا الله واياكم شفاعته .. أسعد الله أيامكم ..
————————
المصادر:-
1ـ راجع الكافي”الشيخ الكليني” 1/464.
2ـ راجع روضة الواعظين”النيسابوري”: 154 – راجع أعيان الشيعة”للسيد محسن الامين العاملي” 4/256.
طرح وتقديم طالبة العلم: [ياصاحب الزمان]. مراجعة وتصحيح:
السيد أمين السعيدي
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا