يريد الله أن نتعلم ونَفْـهَم؛ كي بعد التعلم والفهم لا نشك
يريد الله أن نتعلم ونَفْـهَم؛ كي بعد التعلم والفهم لا نشك؛ فالإنسان مفطورٌ على الشكوك، ثم بعد أن لا نشك نعمل.
هذه ثلاث مراحل، مرحلتان ضروريتان قبل العمل الصحيح. ولك أن تشخِّص موقعك ضِمن هذا السُّلَّم الثلاثي. والقضية نِسْبية؛ تتعلق بكل موضوع وكل مسألة بوحدها، فكل مسألة مهمة في حياتك تسير في هذا القوس.
واعلمْ أنّ البعض أحياناً يسير بشكلٍ عكسي؛ فقد يـَسير من مرحلة الفهم إلى مرحلة الشك واللافهم بعد أن سار من مرحلة الشك واللافهم إلى مرحلة العلم والفهم، وكذا قد يسير من مرحلة العمل إلى مرحلة الشك واللافهم، وأيضاً قد يعمل وهو يشك ..
وكذا قد يفهم ولا يـَعمل. وهذه الصورة الأخيرة هي المعتاد معرفة الناس لها، بخلاف الثلاث اللائي قبلها، فهُنَّ خافيات، والأولى والثانية منهنّ أخفى من الثالثة، فتحتاج الثلاث لتامُّل وتدبُّر وقياس النفس عليهن.
علماً أن هاتين المرحلتين -الأولى والثانية- في القوس الصعودي مقدَّستان، رغم كونهما بصفة الشك؛ لأن السير الصعودي فيهما يعني مغادرة الجهل الذي هو اعتراف بالجهل، لكنهما في القوس النزولي حقيرتان ذميمتان ومن مراتب الشيطان والظُلْمة.
ومراتب القوس النزولي -علم وعمل ثم شك- تجدها كثيراً منكشِفة في (الـمِـراء)؛ إذ لا أشد منه على المتعلِّم والعالِم، ففي الحديث الشريف: [ذَروا المِـراء فإنه لا تُعْرَف حكمتُه].
نهايةً: هذه المراحل من السَّير -سواء كانت صعودية أو نزولية- آلية مقياسية يمكن لكل منا أن يميِّز نفسه في كل مسألة في أي موقعٍ يسير، وأن يصحِّح مسيرته في ظرف الغفلة أو الجهل أو السير المعاكس للصحيح.
أمين السعيدي – قم
٢٨جمادى الثانية١٤٣٥هـ
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا