【أكرهُ القِـتال】:
الإصلاح في العلاقة بين المسلمين【أحاديث أهل البيت(ع)】.
•مقالة سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
مِن البراهين الكثيرة والواضحة في سيرة نبينا الكريم (ص) وسيرة أهل بيته الأطهار (ع) حول حِفظ جماعة المسْلمين وتقوية أواصرهم ، أننا نجد تاريخهم (ع) بطوله وعرضه لم يــَشهد ابتداءً بقتال أحد من جهتهم (ع) ولو لمرة واحدة ، وأنَّ الدِّين ورواجه كان في منهجهم بـ(الكلمة) ؛ وهذا هو 【نهج القرآن الكريم】.
وقد سَـبق أن أشرنا إلى أنّ (الفتوحات الإسلامية) ليست بإسلامية ؛ ذلك لأنها قامت بالسيف ، وبالدعوة للدِّين بالقوة في حالة لم يكن يــَجز فيها ذلك شرعاً ؛ لذا لم نجد من أهل البيت (ع) تأييداً لذلك ، وإن شاركوا فيها من بعيد بهدف تقليل الأخطاء والأخطار.
●» وأما حال خوضهم (ع) لحربٍ يفرضها عليهم الواقع جبراً ، فإننا نجدهم في كل تاريخ سِيَرِهم المباركة لم يــَـبدأوا الجيش المقابِل بِقتال بتاتاً ، والحال أنّ كل حروبهم كانت مع مجاميع من داخل الديار الإسلامية ، عدا رسول الله (ص) الذي كانت حروبه مع: أهل الكتاب والمشركين القرشيين وبعض الفلول من قطّاع الطرق الذين كانت حروبه (ص) معهم بمثابة القصاص الشخصي ؛ جراء قتلهم بعض المسلمين.
●» إنَّ تكرر كلمة أهل البيت (ع) 【أكره أن أبدأهم بقتال】في كل حرب يخوضونها بالسيف ، بل ومنْعِهم أتباعهم من ذلك ، يــَـدفع بنا لأخذ هذه الكلمة بعناية ،
والتأمل فيها، خصوصاً في ظل تكررها المستمر على لسانهم (ع). وإنَّ من أهم الأمور التي تفيدها هذه الكلمة العظيمة ، والتي كثيراً ما نرددها على المنابر وفي صروح العِلم ، هو أنها تَرسم لنا حقيقة سعي أهل البيت (ع) للإصلاح بالكلمة قدر الإمكان ، حتى في أصعب حالات الحرب في لحظة المواجهة.
●» بالتالي ؛ إذا كان هذا يصدر منهم (ع) في موقف السيف مع 【المجرمين ومَن يحميهم ويــَمنع تسليمهم للعدالة】 ، فكيف بهم (ع) بالنسبة للعلاقة بين المسلمين في المواقف الأدنى من السيف؟! فهذا خير دليل على رغبتهم (ع) في توطيد سُبُل الإصلاح ، والتأكيد على ضرورته تجاه هذه العلاقة اللازمة التي لا مفر منها.
السيد أمين السعيدي
14محرم الحرام1435هـ – قم
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا