【قَبول الخلافة بشرط لأجل اجتماع المسْلمين】
•مقالة سماحة السيد أمين السعيدي حفظه الله.
مِن ضمن البراهين الكثيرة في أقوال أمير المؤمنين (ع) حول حِفظ جماعة المسْلمين وتقوية أواصرهم ، أنه لما قُـتــِل عثمان ، وجاء الناس يطلبون منه (ع) القَبول بالخلافة ، أبى (ع) ، واستَعصَم عنها وهي حقه. فلما أجبروه عليها وانهالوا عليه لَحتى وُطِأَ الحسنان (ع) ، قبِـلَ بشرط ، على أنه إن لم يتحقَّق فهو في حلٍّ عن قَـبول الأمر.
●» جاء في النهج: 【وبسطتم يدي فكففتُـها ، ومددتموها فقبضتُـها ، ثم تداككتم علَيَّ تداكك الإبل الهِـيم على حياضها يوم ورودها ، حتى انقطعَتِ النعل ، وسَـقط الرداء ، ووُطِئَ الضعيف ، وبلغ من سرور الناس ببيعيتهم إيايّ ، إلى أن يقول: أن ابتهج بها الصغير ، وهَدهج إليها الكبير ، وتَحامل نحوها العليل ، وحسرت إليها الكِـعاب】[ج2 ص222 خ229].
●» فلما شرَطَ القبول بشرط ، سألوه (ع) عن شرطه ؛ قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج:
【وقاموا كلهم ، فأتوا علياً (ع) ، فاستَخرجوه من داره ، وسألوه بسْط يده ، فقبَـضها ، فتداكّوا عليه تَداك الإبل الهيم على وِرْدِها ، حتى كاد بعضهم يــَـقتل بعضاً ، فلما رأى منهم ما رأى ، سألهم أن تكون بيعته في المسجد ظاهرة للناس. وقال: إن كرِهَـني رجلٌ واحد من الناس لم اَدخل في هذا الأمر. فـنَـهض الناس معه حتى دخل المسجد ، فكان أول من بايعه طلحة】 [ج4 ص8].
كذلك قال (ع):【لَاُسالِـمَـنَّ ما سَلِمَـتْ اُمورُ المسلمين ، ولو لم يــَـكُن جور إلا علَيَّ خاصة】.
●» فقد قالها سلام الله عليه في ذروة آلامه ، وهو القائل (ع):
【وطفقتُ أرتَـئي بين أن اَصُول بيــَـدٍ جذّاء ، أو اَصبر على طخيةٍ عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه ، فرأيت الصبر على هاتا أحْـجَى ، فصبرتُ وفي العينِ قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا …】[الخطبة الشقشقية].
●» فهو عليه السلام سالَم ما دامت أمور المسلمين سالمة ، والحق له ، فكيف ما إذا كانت أمور المسلمين متفرقة وممزَقة ، ولا يقيمها إلا إصلاح بغضائها ، وتقابل أبنائه ، ولا إمام من أئمة الهدى (ع) فيها ؟! لا شك عندها المسالَمة أوجب وأولى.
●» فهذا دليلٌ صارخ على إرادة أهل البيت (ع) إصلاح العلاقة بين المسلمين ، وحِفظ وحدة صف الجماعة ، وعليٌّ مقتدانا ووليُّنا ؛ فهو أولى بالاتــِّـباع.
السيد أمين السعيدي
12محرم الحرام-قم
للتعلیق أو مطالَعة التعلیقات اضغط هنا